كلاشيه تغيير النهج
ھناك كلاشیھ جاھز درج اقتصادیون وسیاسیون وإعلامیون على استخدامھ یومیا وھو «تغییر النھج» ومن حاز قصب السبق فیھ ھو الرئیس عمر الرزاز واظنھ كان یقصد تغییر السیاسات، فنھج الدولة لا یجوز أن یتغیر تبعا لأھواء وأمزجة ولا احتجاجات آنیة كأن تحول الدولة مسارھا من الوسطیة والاعتدال إلى التطرف أو من اقتصاد السوق الى الاشتراكیة أو تنقلب فجأة من رأسمالیة إلى شیوعیة وھو ما لا .یحدث إلا في الانقلابات العسكریة أو الثورات الشعبیة تغییر النھج ھو دعوة غیر واضحة فما ھو النھج المرغوب في تغییره وما ھو النھج المطلوب التحول إلیھ, ھذا الشعار یفترض أن النھج السائد خطأ ینبغي تصویبھ لأنھ أدى إلى الفشل،وأوصلنا إلى حالة صعبة، فھل ھذا صحیح ؟ إن كان كذلك،لماذا یمتدح العالم النھج الاقتصادي في الأردن وإنجازاتھ وتطوره بالرغم من شح الموارد، وقد سمعناھا من زوارنا من الاشقاء في الخلیج أن البنیة التحتیة والتعلیم والجامعات والمستشفیات والطرق تضاھي مثیلاتھا في الدول النفطیة وأن الدیمقراطیة وحریة الرأي والتعبیر تضعنا في مصاف دول أوروبا وأن نظامنا السیاسي رصین غیر مغامر وحكیم استطاع أن یخترق بنا نیران وعواصف من .حولنا دون أن نحترق إذا كان الأمر یتعلق بالسیاسات والقرارات التي تعیق الاقتصاد باستبدالھا بأخرى من شأنھا تحقیق النمو الاقتصادي ، ورفع مستوى المعیشة، وزیادة الإنتاج، وإیجاد فرص عمل، وسد عجز الموازنة العامة، وتخفیض المدیوینة، وتشجیع الاستثمار، ومحاربة الفساد، فھذا ما تسعى لأن تفعلھ السیاسات الراھنة، ماذا سیقدم لنا دعاة تغییر النھج وقد أخذ معظمھم فرصتھ؟وما ھي الحلول من غیر ما ھو مطروح على .الطاولة الآن !؟ لعل ما یقصده دعاة تغییر النھج ھو حل الأزمة الاقتصادیة بعیداً عن الجبایة من جیوب المواطنین.بتخفیض الضرائب والعودة الى دعم السلع والخدمات لإرضاء الشـارع وھم یعرفون أن ذلك لن یؤدي الى حل الأزمة بل الى تفاقمھا وھو لن یؤدي الى تخفیض المدیونیة بل إلى .زیادتھا، وھو لن یخفض العجز بل سیضاعفھ، وھو ما سیقود في النھایة الى فرض الضرائب بوتیرة أعلى ھذه شعارات تطرب لھا الأذان مع انھا قنابل دخانیة تعمي البصر وتزكم الأنوف غایتھا التضلیل ومضیعة الوقت واستعادة شعبیة مفقودة .على حساب المصلحة العامة المطلوب أن یقول لنا أصحاب ھذا الشـعار ما الذي یحتاج إلى تغییر، الدستور أم القوانین أم الحكومات أم السیاسـات الاقتصادیة .والاجتماعیة .ما لم تتحدد مضامین التغییر المطلوب ووسائل تحقیقـھ سیبقى مجرد شعار براق وفارغ لا فائدة منھ