بعد مررو 6 شهور على المقاطعة الخليجية لقطر هل تأثر الاردن اقتصاديا ؟

بناء تحالفات مع روسيا والصين وايران وتركيا والحفاظ على علاقات متوازنة مع الدول كافة

الاردن تأثر من القرار الاقتصادي بمقاطعة قطر مع مراعاة ضرورة عدم التأزيم مع بقية دول الخليج العربي

القضية الفلسطينية تمكن الأردن من تبرير تحالفاته كافة

عمان – جهينة نيوز – علاء علان

أكد محللون اقتصاديون على تأثر الاردن اقتصاديا بعد مرور ستة شهور على المقاطعة الخليجية لدولة قطر والتي قام الاردن على اثرها بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع قطر.

ودعوا في حديثهم مع الانباط الى التوجه لبناء تحالفات اقتصادية جديدة بعد ازمة القدس مع دول كبرى مثل روسيا والصين وايران والدول الافريقية،مع الحفاظ على العلاقات مع الدول الخليجية.

من جانبه قال المحلل الاقتصادي فهمي الكتوت انه بظل الازمة الخليجية ومقاطعة قطر وبعد ازمة ملف القدس فالاردن بحاجة لاعادة النظر في علاقاته الاقتصادية لان امريكا تضع الاردن امام خيارات صعبة فإما الخضوع لشروط ثقيلة او البحث عن علاقات اقتصادية بديلة مثل التوجه لعلاقات اوسع مع روسيا والصين وايران،لأن ما يهمنا في النهاية هو الاقتصاد الاردني وتعويض المساعدات التي يحصل عليها الاردن من امريكا بعد التعارض الكبير الذي ظهر بين الوطن العربي والولايات المتحدة في قضية القدس.

وقال الكتوت انه لا بد من خيارات جديدة لأن القرار السياسي على عكس ذلك سيبقى تحت الضغط الامريكي.

وعن تأثر الاردن بمقاطعة قطر قال الكتوت ان قرار المقاطعة  احدث اثرا مملوسا على الاردن لأن الاقتصاد الاردني متأثر بطبيعة الحال باغلاق الحدود مع سوريا ،وهنا يجب على صاحب القرار السياسي التفكير بالمصلحة الوطنية للاردن من الناحيتين الاقتصادية والسياسية،ولا يعني ذلك قطع علاقاتنا بالسعودية او الامارات او الجانب الامريكي انما نعيد ترتيب اولوياتنا بما يدعم اقتصادنا للامام.

ويرى الكتوت ان قرار تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين الاردن وقطر لم يكن قرارا حكيما وقتها.

وعن الدراسات التي تتحدث عن عدم تأثر الاردن اقتصاديا بالازمة مع قطر كرر الكتوت تأكيده على تأثر الاردن اقتصاديا،مضيفا ان هنالك بعض المؤسسات دراساتها مبنية على مسايرة الموقف الرسمي.

من جانبه قال المحلل الاقتصادي حسام عايش ان الاقتصاد القطري تأثر من المقاطعة الخليجية بعد سحب الودائع من البنوك القطرية وادى ذلك لتراجع حجم السيولة وتخفيص التصنيف الائتماني لبنوك قطرية.

واستعرض عايش اثار المقاطعة على ارتفاع  اسعار المواد الغذائية في قطر بعد ارتفاع كلف الشحن بعد انقطاع الطرق برا مع قطر.

وقال عايش انه بعد الازمة مع الخليج قامت الحكومة القطرية بفتح خطوط بحرية وجوية بكلف اعلى مما اثر على معدلات التضخم بقطر،وهذا يؤثر على المواطنين والمستثمرين ورجال الاعمال في قطر.

وعن تأثر الاردن اقتصاديا اكد عايش ان حجم التبادل التجاري بين الاردن وقطر قليل والتصدير لقطر يقوم على المواد الغذائية والزراعية التي كانت تذهب عن طريق البر وبالتالي تأثر الاردن بعد توقف التصدير برا لقطر.

وعن تخفيض التمثيل الدبلومسي مع قطر قال عايش ان الاردن بعد الازمة الخليجية خفض التمثيل الدبلومسي كأفضل قرار بتلك اللحظة والان بعد ستة شهور لم يحدث للاردن صدى من الطرف المُحاصر لقطر وهذا يتجلى بغياب المشاريع والمساعدات للاردن.

واضاف عايش انه بالمجال السياسي وتحديدا بقرار القدس لم يلق الاردن الدعم من الدول المحاصرة لقطر ولم تقف تلك الدول الى جانب الاردن كما كان يأمل بقضية القدس والوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس.

وتطرق عايش الى الحديث السياسي الاردني القطري الذي جرى مؤخرا متوقعا ان يقوم امير قطر بزيارة الاردن الفترة المقبلة.

وقال عايش ان الاردن كان يتوقع المزيد من المساعدات الاقتصادية والمواقف السياسية بعد ملف القدس ولكن الدول المحاصرة لقطر لم تصل بمواقفها الى ما يريده الاردن بهذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها، وهنا يجب ان يعيد الاردن دراسة قراراته دون تأزيم العلاقة مع الخليج وانما بفتح الابواب بشكل أوسع مع العراق.

وتابع عايش ان الاردن يجب ان تكون علاقاته مع كافة الدول جيدة،وان لا يحصر علاقاته بأطراف دون اخرى لأن قضية فلسطين تمكن الاردن من الانفتاح على كافة دول العالم وتعطيه المجال لتبرير كافة سياساته الاقتصادية والسياسية.

وعن الدراسات الاقتصادية التي تتحدث عن عدم تأثر الاردن بالازمة الخليجية قال عايش انه بعد مضي ستة شهور اصبحت الامور اكثر وضوحا الآن.

 واضاف : لست مع علاقات عربية عربية سيئة او حتى مع دول الجوار مثل تركيا وايران ويجب ان يكون التركيز على العدو المشترك دون اغفال اي تعدى على الدول العربية من اي جهة كانت.

الى ذلك نشرت غرفة تجارة عمان في شهر حزيران الماضي دراسة اطلعت عليها الانباط واستبعدت تلك الدراسه ان يكون لمقاطعه قطر اثار سلبيه على الاقتصاد الاردني.

  وقالت الدراسة ان تاثير الازمه مع قطر يقتصر فقط على المصدرين للمنتجات الزراعيه والحيوانيه من متوسطي الدخل.

وبحسب تلك الدراسه فإن عدد المغتربين الاردنيين يبلغ نحو مليون مغترب موزعين على 70 دوله حسب تقديرات وزاره الخارجيه وشؤون المغتربين فيما يبلغ عدد المغتربين الاردنيين في قطر نحو 40 الف عامل في مواقع قياديه واداريه بحسب تصريحات السفاره الاردنيه في الدوحه مقارنه مع 350 الف الى 400 الف عامل في المملكه العربيه السعوديه و 200 الى 300 الف عامل في الامارات العربيه المتحده .

وتشير الدراسة الى متوسط حجم التبادل التجاري الخليجي مع الاردن بلغ ما بين 2011 حتى 2016 نحو  6 مليار 700 مليون اي ما نسبته 24 في المئه من متوسط حجم التبادل التجاري للمملكه مع دول العالم واحتلت المملكه العربيه السعوديه المرتبه الاولى من بين دول مجلس التعاون الخليجي في حجم التبادل التجاري مع الاردن.

يشار الى انه في 5 حزيران من هذا العام قررت كل من السعوديه والامارات العربيه المتحده والبحرين واليمن ومصر وعدد الدول قطع العلاقات الدبلوماسيه مع قطر وفي اليوم التالي من المقاطعة اعلن الاردن عن تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع قطر الامر الذي اثار تخوفات كبيره امام ممثلين القطاعات التجاريه والاقتصاديه المختلفه من هذه الازمه على الاقتصاد الاردني وبالتالي تراجع مستوى النشاط التجاري في الوقت الذي يعاني من الاردن من تبعات الازمه السياسيه في كل من العراق وسوريا.