ارتفاع معدلات البطالة ومأدبا تسجل النسبة الأعلى

ارتفاع معدلات البطالة ومأدبا تسجل النسبة الأعلى

 

الأنباط – عمان - زمن العقيلي

 

جاء تقرير دائرة الإحصاءات العامة حول معدل البطالة في الأردن للربع الثالث من عام 2018، متوافقا مع توقعات خبراء الاقتصاد، وسوق العمل الأردنية والذين أشاروا  في العديد من التحليلات إلى إن معدل البطالة مرجح للارتفاع بناء على ما قدمته العديد من المؤشرات سواء على مستوى الحالة الاقتصادية العامة، أو على صعيد مواجهة تلك  المشكلات الاقتصادية عبر سياسات اقتصادية مكرره ومتتالية لا تكاد تفضي إلى نتائج مختلفة.

وان تراكم تلك الأعداد المتزايدة من العاطلين عن العمل بدا يترك أثره مجتمعيا واقتصاديا على نحو مثير للقلق، والتخوف من اتساع دائرة الفقر نتيجة  ضعف النمو الاقتصادي وما قد يحمله ذلك المضمون من نتائج تفاقم الأزمة وتنحدر بمشكلاتها نحو منحى أكثر خطورة .

هذا وقد أصدرت الدائرة العامة للإحصاءات تقريرها مبينا إن معدل البطالة وصل إلى ما نسبته 18.6% وبارتفاع مقداره 0.1 عن الربع الثالث من عام 2017 
وأضاف التقرير الصادر من قبل دائرة الإحصاءات أن معدّل البطالة للذكور بلغ 16.3% مقابل 27.1% للإناث للفترة ذاتها، مما يوضّح أنّ معدل البطالة ارتفع للذكور بمقدار 0.9 نقطة مئوية وانخفض للإناث بمقدار2.8 نقطة مئوية مقارنة بالربع الثالث من عام 2017. 
كما بينت النتائج أن معدل البطالة كان مرتفعاً بين حملة الشهادات الجامعية (الأفراد المتعطلون ممن يحملون مؤهل بكالوريوس فأعلى مقسوماً على قوة العمل لنفس المؤهل العلمي)، حيث بلغ 24.1% مقارنة بالمستويات التعليمية الأخرى. 
وأشارت إلى أن 58.2% من إجمالي المتعطلين هم من حملة الشهادة الثانوية فأعلى، وأن 41.8% من إجمالي المتعطلين كانت مؤهلاتهم التعليمية أقل من الثانوي. 
وتباينت نسبة المتعطلين حسب المستوى التعليمي والجنس، حيث بلغت نسبة المتعطلين الذكور من حملة البكالوريوس فأعلى 28.4% مقابل 80.1% للإناث. ووفق التقرير، سُجل أعلى معدل للبطالة في الفئتين العمريتين 15-19 سنة 20-24 سنة، حيث بلغ المعدل 46.9% و37.7% لكل منهما على التوالي. 
أما على مستوى المحافظات فقد سُجل أعلى معدل للبطالة في محافظة مأدبا، بنسبة بلغت 24.9%، وأدنى معدل للبطالة في محافظة الكرك بنسبة بلغت 13.3
وهنا نرى إن عدم تكافؤ النسب بين الباحثين عن العمل وما توفره السوق المحلية من فرص خلق تلك الفجوة التي تزداد عاما بعد عام مخلفة المزيد من العاطلين عن العمل .

هذا وجاءت نتائج الإحصاءات متوافقة أيضا  مع نتائج التقرير الدولي الذي أصدرته منظمة العمل الدولية والذي تنبأ بزيادة معدلات البطالة في الأردن، كما توقع أن يكون نمو التوظيف أقل من نمو القوى العاملة في البلدان الصاعدة والنامية، ومنها الأردن، يرافقه عجز الإقتصادات المحلية عن خلق ما يكفي من الوظائف، وشبه انعدام لتوفير شروط العمل اللائق.

بالإضافة إلى تزايد أعداد طالبي الوظائف من خريجي نظام التعليم الأردني وبالمقابل تراجع عدد فرص العمل المستحدثة في السوق الأردنية وهو ما يعود لأسباب عدة منها تراجع معدلات النمو الاقتصادي وتراجع حجم المشاريع الصناعية التي تعد المشغل الرئيسي للعمالة إضافة إلى وجود اختلال هيكلي بسوق العمل و وجود فسحة واسعة بين حاجات سوق العمل ومخرجات التعليم الجامعي والفني والمهني. كما أن جزءا كبيرا من فرص العمل المستحدثة في الأردن تشغلها العمالة الوافدة .//