انتفاضة الاهواز … !!!

زاوية سناء فارس شرعان انتفاضة الاهواز

 

 

 

مع دخول اضراب الاهواز في جنوب غربي ايران اسبوعه الثالث احتجاجا على تردي الاوضاع الاقتصادية وتدني الاحوال المعيشية في اقليم عربستان الذي يتكون بكامله من العرب نتيجة الامور اي ما يشبه العصيان ما يهدد بأندلاع انتفاضة شاملة تمهد لاستقلال الاقليم وانفصاله عن ايران.

فالتظاهرات تزداد يوما بعد يوم واعتقالات السلطات للناشطين في الأقليم تضاعف ما جعل من اطلاق سراح المعتقلين احد الشعارات الرئيسية التي ينادي بها المتظاهرون ويعتبرونها مطلبا رئيسيا من مطالبهم بالاضافة الى تحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية ووضع حد للغلاء وارتفاع الاسعارمحاربة الفقر والبطالة وايجاد فرص عمل وحل مشكلة البطالة التي تفاقمت بين السكان.

السلطات الايرانية بدلا من معالجة الامور بهدوء وتعقل واطفاء بؤر التوتر من خلال اللقاء مع ممثلي الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية تحقق في سكان الاهواز بطشا وتنكيلا من خلال قمع التظاهرات واعتقال الناشطين السياسيين والاقتصاديين بتحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية واخيرا لجأت الى اسلوب اغتيالات وخاصة في صفوف الناشطين المطالبين باستقلال عربستان وانفصال الاقليم عن ايران سيما وانه لم يمض على ضمه بالقوة سوى عقود بعد ان اعتقلت ايران زعامته العربية ممثلة بالشيخ خزعل عام ١٩٢٥ بعد سنوات قليلة من نهاية الحرب العالمية الاولى التي احتفل العالم بذكراها المئوية قبل ايام في باريس بحضور عدد من زعماء الدول الكبرى خاصة الدول التي شاركت فيها وعانت من ويلاتها …

في اطار نشاطانها الداعمة للارهاب ومساندة بعض التنظيمات الارهابية اتبعت ايران في الاونة الأخيرة اسلوب اغتيال قيادات الاهواز او اقليم عربستان الذي يضم عشرة ملايين نسمة ولم تقتصر مطاردتهم داخل ايران وانما امتدت الى الخارج حيث ضبطت الاجهزة الامنية في الدنمارك والنرويج ضباط مخابرات ايرانيين يصطادون بعض قادة جبهة تحرير الاهواز واحبطت مؤمرات كانت تستهدف اغتيالهم ما حدا بهذه الدول وهي دول اسكندنافيا فنلندا والنرويج والسويد والدنمارك بالاضافة الى فرنسا التي فرضت حظرا على التعامل الاقتصادي مع ايران وايدتها في ذلك المانيا والنمسا ومن المتوقع ان تتبعها كذلك دول الاتحاد الاوروبي في مقاطعة ايران وفرض عقوبات عليها.

اغتيال اجهزة الأمن الايرانية لقادة حركة تحرير الاهواز في الداخل وملاحقتهم على الحدود زادت حركة الاحتجاجات في الاقليم الذي يعاني من تردي الاوضاع الاقتصادية وتدني الاحوال المعيشية لدرجة ان الموظفين والعمال لم يتسلموا رواتبهم منذ نحو ٦ أشهر ما زاد من وقع الاضرابات العمالية وامتدادها على حدود رقعة الاقليم الذي اضحى ابناؤه يطالبون بالانفصال عن ايران والاستقلال كما كان الحال قبل ان تضم ايران اقليم عربستان بالقوة.

لا شك ان الاحتلال الايراني لهذا القليم العربي لم يتمكن من طمس ثقافته العربية وتطلعات سكانه الى الوحدة والعودة الى حضن الوطن العربي كما ان معاملة ايران واجهزته الامنية للعرب في هذا الاقليم بالحديد والنار والمزيد من البطش والتنكيل والقمع والاضطهاد لم يزدهم الا قوة ومقامة واصرارا على الاستقلال والعودة الى حضن الوطن الأم فقد كانوا لعقود طويلة جزءا لا يتجزء من العراق الذي كان يخضع للدولة العثمانية … وهزيمة هذه الدولة في الحرب العالمية الاولى لا يعني ضياع الاقاليم التي كانت تنضوي تحت لوائها … !!!