من صحت بدايته اشرقت انوار نهايته !!!

     المهندس هاشم نايل المجالي

ان كلمة المسؤولية يتم تداولها بكثرة في حياة الناس مجتمعا واسرة وعملا وعشيرة وغيرها وبشكل فردي او جماعي ، وهي تحظى بجاذبية خاصة عندما تقع ازمة او مشكلة او عرقلة عمل او تقصير بالاداء حتى يتداول البعض من هو المسؤول او مسؤولية من .

خاصة عندما يكون هناك التفريط والانقسامات والفشل في تحقيق الانجاز او الوفاق ، اذن للمسؤولية مقومات ومميزات وتعتبر المسؤولية سواء كانت فردية او جماعية حملا ثقيلا فهي شعور واحساس بالواجب والذي يستدعي تفكير من يحمل المسؤولية التفكير السليم للصالح العام وكما يوجه سلوكه واقواله وافعاله .

فكل ما يصدر عنه يكون ذا معنى وذا مقصد فاذا حقق الهدف والغاية يكسب الرهان ويحقق المطالب ، فهي النهوض بالواجب فحياة الانسان امانة تتطلب المسؤولية والابناء امانة يتطلبون المسؤولية وابناء الوطن امانة وابناء العشيرة ايضاً امانة في عنق كبيرهم او من يمثلهم او بيد من وضعوا الامانة والثقة فيه ليكون القائد والمسؤول .

وهناك مسؤولية اسرية ومسؤولية عملية حرفية مهنية وهناك المسؤولية السياسية والمسؤولية الاجتماعية والاخلاقية والمسؤولية الامنية والقانونية ، فهناك اذن محاور عديدة من انواع المسؤولية .

وبالتالي فعلى المسؤول مسؤولية اخلاقية اتجاه تأدية الرسالة والامانة امام الله تعالى الحسيب الرقيب واتجاه خلقه وعلى المسؤول ان يتمتع بالقيادة للجماعة لاداء المهام ويجمع حوله الكفاءات من مختلف التخصصات .

فهناك دوماً عقبات وازمات يجب الاعداد السليم لها مسبقاً وبفهم سليم وعميق حتى يحفظوها من التعطيل والفشل في المواجهة ، لذلك تكمن اهمية التخطيط وتصميم الاهداف والغايات المستقبلية وترتيب الاولويات وتنسيق المجهودات وتوزيع الادوار لتحقيق الانجازات بعيداً عن العشوائية والغوغائية .

اذن علينا وضع معايير قابلة للقياس ضمن فترة زمنية معينة والتعديل عليها بعد التقييم من مرحلة الى آاخرى ، مع تفضيل الصدق على الكذب وتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة والوضوح على الغموض والتخطيط على الارتجال بعيداً عن الفوضى .

وحتى نواجه قوى الشد العكسي المحبطين ومهما كان التخطيط فهو من اجل العمل وان تكون هناك المسؤولية عن الانجاز وفق رؤية واضحة ووفق الوسائل المتاحة والممكنة وتوزيع الادوار بين المشاركين في الخطة خاصة بوجود الكفاءات والمهارات الشبابية ، التي يجب ان تأخذ دورها بالدعم والرعاية والمساندة فهم عنوان ورمز للقوة وللفكر ، وهم من يحققون التوازن والسير الحثيث لصناعة المستقبل والمحافظة على ارث الماضي العبق ، وعلى اي مسؤول ان يراعي الحكمة في استعمال صلاحياته والعدالة الاجتماعية ، وان يعي خصائص الافراد والتعامل معهم بحسب مؤهلاتهم ودعم امكانياتهم وقدراتهم ويستثمرهم للصالح العام ويحافظ على تألفهم ويحسن الظن بهم .

ومراجعة الاخطاء وتعديل الخطط بالتشاور والتعاون وان يتم توزيع المهام والصلاحيات ، ويحرر المبادرات ويقبل بالنقد فكثرة الوفاق من النفاق وكثرة الخلاف شقاق فعليه قبول النصح وكأنه هدية ثمينة (رحم الله من اهدى إلي عيوبي).

والدين نصيحة فلا مسؤولية من غير مساءلة ، فعلينا ان نؤمن بالاختلاف دون اللغو والجدل وان نتعاون ولا نستهين باي رأي والتأني في اتخاذ الاحكام والقرارات دون استعجال بالحكم على الامور ، دون ان نؤخر عمل اليوم الى الغد ومن صحت بدايته اشرقت أنوار نهايته .

وان نتجنب الفوضوي الذي يتسلح بعناد نفسه ولا ينضبط في المواقف ، والتي تتطلب حلماً واتزاناً وتقديم تنازلات امام الغالبية المجمعة على رأي واحد جماعي .

فكلنا مسؤولون امام الاجيال عما قدمنا وفعلنا وانجزنا ، فهناك من يحاول ان يعطل الآمال المرجوة لمجرد انه يريد ان يسير المركب وفق هواه وآرائه او كما يملى عليه ، وهو سبب فشل غالبية المشاريع بسبب حب الانفراد بالرأي والكلمة .

لذلك يجب ان تكون المسؤولية مسؤولية الجميع بقيادة مسؤولية وفق اساس سليم ، يبدأ من ترتيب البيت الداخلي معيشياً وحياتياً وفكرياً وفق خطط وبرامج مدروسة حيث يتم البناء على الاساس المتين العديد من الطوابق .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الاّ حرم الله عليه الجنة ) .//

 

 

hashemmajali_56@yahoo.com