الحرب الاقتصادية على ايران … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

بدأت امس اخطر مواجهة امريكية ايرانية مع سريان الدفعة الثانية من العقوبات الامريكية على طهران التي تشمل حظر تصدير النفط الايراني وتهيئة الاسواق العالمية لتعويض النفط الايراني حيث تأمل الادارة الامريكية تعديل السلوك الايراني وانخراط ايران في المجتمع الدولي وعدم تهديدها لأمن جيرانها ووضع حد لسلوكها المزعزع للامن والاستقرار في العالم.

ومع دخول العقوبات الامريكية التي وصفت بأنها الاشد قسوة اعلنت السلطات الامريكية ان هذه العقوبات لا تستهدف الشعب الايراني وانما الحكومة الايرانية رغم عدم وجود فاصل بين الحكومة والشعب حيث ان اثر هذه العقوبات سينصب على الشعب بالدرجة الاولى جراء ارتفاع التضخم وزيادة الاسعار وعدم توفر السلع الضرورية كالغذاء والدواء في الاسواق الايرانية رغم ان العقوبات امريكية وليست عالمية.

المسؤولون الامريكيون وعلى رأسهم وزير المالية والخارجية اوضحا ان العقوبات تهدف الى اعادة طهران للمفاوضات بشأن سلاحها النووي برنامجها الصاروخي وعدم تهديد امن واستقرار جيرانها ودول العالم من خلال ممارسة المزيد من الضغوط عليها وخاصة في المجال الاقتصادي ومنعها من بيع نفطها في اسواق العالم مع اعضاء ثماني دول بصفة مؤقتة من حظر شراء النفط الايراني ومنها اليابان وايطاليا والصين وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية واليونان وتركيا …

اعضاء هذه الدول يستمر شهر واحد وبعدها تتوقف دولتان منهما من شراء البترول الايراني نهائيا كما تشمل العقوبات حظرا على البنوك والشركات الايرانية وقطاعات النقل يوميا والطاقة بهدف ارغام ايران على العودة الى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي والصاروخي وتهديدها لأمن وسلامة دول العالم وذلك بعد انسحاب واشنطن من البرنامج النووي الموقع بينها وبين دول ٥ + ١ الذي ابرم مع ادارة اوباما …

الهدف من العقوبات التسيب بضائقة مالية لايران لحملها على التفاوض مع الادارة الامريكية بدءا وحرمانها على تغيير سلوكها وعدم تأثيرها في بعض الدول وخاصة المجاورة ووقف التوسع في الاراضي العربية والتوقف عن دعم الانشطة الارهابية ووقف اذرعها القوية ممثلة بحزب الله في لبنان والشيعي في العراق وميليشيات الحوثي في اليمن.

الادارة الامريكية يبدو انها واقفة على نجاح سياستها في الضغط الاقتصادي على ايران من خلال وقف تصدير النفط ومحاصرة البنوك والشركات الكبرى التي تتعامل معها وخاصة وان مئات الشركات الاوروبية الكبرى بدأت بمقاطعة ايران قبل سريان مفعول العقوبات لا سيما وان الشعب الايراني بدأ احتجاجاته ضد الحكومة في ضوء المجاعة ونقص المواد الغذائية والسلع الاساسية وارتفاع نسب التضخم وتدهور العملة الايرانية حيث بلغ سعر الدولار ٧٠ الف ريال ما يدفع ايران الى ابتزاز الدول الخاضعة لها مثل لبنان والعراق وسوريا والاستمرار في ابتزاز اليمن والتهديد لا سيما لاسرائيل من خلال ذراعها حزب الله في لبنان.

ايران من جانبها تؤكد ان العقوبات الامريكية مصيرها الفشل ولن تؤثر على ايران او ارغامها على تغيير سلوكها وسياساتها بل ستزيد تمسكها ببرنامجها النووي واستراتيجيتها العسكرية مؤكدة انها ستعمل على الالتفاف على هذه العقوبات من خلال بعض الدول الحليفة والصديقة مثل الصين وروسيا ودول الاتحاد الاوروبي التي تتمسك بالاتفاق النووي بين ايران ودول ٥ + ١ علاوة على انها ستعمل على توزيع نفطها من خلال بعض الدول الصديقة وفي مقدمتها روسيا التي تخضع ايضا لعقوبات امريكية.

امريكا تراهن على سياسة النفس الطويل وتعول ان ايران سترضخ للمطالب الامريكية عاجلا ام اجلا وانها لن تستطيع تحمل هذه العقوبات فترة طويلة ما يعرضها لضغط شعبي قد يتسع وينفجر من حين وآخر خاصة وان الشعب الايراني بدأ بالاحتجاجات ضد سياسة بلاده وان سيثور ضدها في نهاية المطاف كما ثار على حكم الشاه في اواخر القرن الماضي.

وما يعزز ثقة امريكا في رضوخ ايران ان الضغوط الاقتصادية ستتبعها ضغوط عسكرية وسياسية على صعيد تشكيل حلف جديد من امريكا و٨ دول عربية يعرف بالناتو العربي لمواجهة ايران ووقف توسعها في المنطقة والحرص الامريكي الاسرائيلي على اخراج الميليشيات الايرانية من سوريا والعراق وتحقيق الامن الى اسرائيل… !!!