ازمات الحاضر ومؤشرات المستقبل المجهول !!!
المهندس هاشم نايل المجالي
اذا كنا نتحدث عن التنمية وبناء المجتمعات فان ذلك يحتم علينا ان لا نبني الفعل للمجهول بنظريات دون تطبيق ، وحتى يكون للمجتمع محل من الاعراب حتى يتقبله المستقبل بسعة رحب ، خاصة ان التطور يشمل كافة مناحي الحياة صحة وتعليما واستثمارا وحتى تنمية الموارد البشرية لتواكب هذا التطور وحتى يصبح المستقبل معلوماً .
اذن علينا وضع فرضيات كأساس للبناء لا شعارات فقط بل قولاً وفعلاً ، اي اننا نقرأ الواقع بتمعن ومن كل زواياه ونحل ازماته لا ان نفاقمها حينها نخطط للمستقبل نحو المعلوم دون ان نرحل الازمات حتى لا نبقى ندور في حلقة مفرغة .
وكلنا يعلم ان الخوف من المستقبل المجهول بهذه الطريقة اصبح وحشاً انانياً يقتل الحاضر ، حتى من توفر لديه مبلغ من المال اصبح يحتفظ به ويقبل مقتنعاً بما هو متوفر لديه .
ولقد اصبح الحاضر اليومي موشحاً بالضبابية الداكنة بسبب القلق على مستقبل قد يكون مضيئاً بعيداً عن المشاعر السلبية التي يتعايش معها الكثيرون من واقع الحاضر ، حتى ان بعض الناس الذين يعيشون احداثاً سعيدة في حياتهم اصبحوا لا يريدون ان يعبروا عن شعورهم بالفرح خوفاً من تبعات هذا الشعور كونهم يتوقعون حدوث امر غير سار قد ينغص عليهم فرحتهم بسبب الحسد والغيرة ، وبغض النظر عن المبررات والدوافع التي تمنعهم من شعورهم بالسعادة والاعلان عنها .
حتى ان كثيراً من الناس متعلقون بكثير من الخرافات والمعتقدات التي تحذر من اشهار ذلك كونه يجلب انتباه الكثيرين من طبقات المجتمع ، لذلك فان الخوف لدى الكثيرين من المجهول والمستقبل اصبح يطلق عليه الوحش المتربص في الظلام الدامس الذي يمكن ان يظهر فجأة ، انها سيطرة الافكار السلبية والمشاعر المحبطة بسبب كثرة التصارع الصادرة عن كبار المسؤولين عن سوء الوضع المالي لموازنة الدولة وانعدام التنمية والتي شملت تطوير البنية التحتية الاساسية الهامة من طرق ومراكز صحية وتعليمية وغيرها ، خاصة مع تزايد كشف قضايا الفساد وحجم السلب والنهب والتزوير وهروب الفاسدين دون عقاب والبحث دوماً عن كبش فداء لكل قضية وازمة .
وفي هذه الحالة يجب ان يكون هناك اعلام متخصص وقيادات مسؤولة قادرة على وضع استراتيجية لاحداث تغير ايجابي في حياتنا ، وقدرتهم على ترويض النفس لاكتساب مهارات تجاوز الازمات ومن شأنها ان تقمع سيطرة الافكار السلبية على حياتنا وتعلمنا كيف نتخلى عن قلقنا من المستقبل المجهول ونواجه وحش الخوف بشجاعة وارادة وتفاؤل .
وهي استراتيجية او خطة المعركة حيث يتم وضع الخطوات الرئيسية لمحاربة هذه المخاوف وتوجيه افكارنا الى المسار الصحيح اي اننا نفعل على عكس ما يحضه عليك وحش القلق حتى لا يستفرد بنا .
ومن ناحية اخرى نجد ان استعداداتنا لموسم الشتاء والتغيرات الحاصلة بالطقس وما تحمله من كميات كبيرة من كميات الامطار وتشكل السيول والثلوج وغيرها نجد انها دون المستوى المطلوب .
وهذه مسؤولية الجميع دون استثناء في كل محافظة ، فهناك المجالس التنفيذية واللجان اللامركزية والجهات المعنية والتي كان عليها تشكيل لجان ميدانية مختصة مع البلديات والكشف الحسي على اماكن تشكل السيول وترحيل اصحاب الاغنام عن مسارها ، كذلك السكان المقيمين ضمن مسار هذه السيول وتحذير المواطنين على الطرقات وعبر وسائل الاعلام المختلفة بضرورة اخذ الحيطة والحذر وترحيل من هم في اماكن الخطر ، والاستعدادات للمستشفيات وتدريب الكوادر البشرية في البلديات ومديريات الاشغال والذي يزيد عددهم عن الحاجة ، وتوفير الامكانيات واللوازم والمعدات لحالات الطوارىء والاسعافات الاولية بينما نجد اننا اصبحنا نعتمد على الفزعات في مواجهة الازمات اياً كان نوعها وهبة المواطنين غير المؤهلين لمساعدة كوادر الجهات المعنية في انقاذ السكان .
ان تكرار هذه الازمات ونحن لا زلنا في بداية الموسم الشتوي لهو نذير خطر وتشاؤم مما يستدعي وضع استراتيجيات وطنية شاملة تعنى بهذا الشأن ، والاستفادة من الجيولوجيين الذين هم اصحاب معرفة ودراية بالأودية وحركة تجمع المياه لتشكل السيول وآلية الاستفادة منها بدلاً من أن تشكل خطراً على المواطنين .
كذلك فان غالبية السدود فيها نسبة الطمي مرتفعة جداً مما يشكل عائقاً لتخزين المياه وخفض نسبتها كذلك لا يوجد حواجز شبكية لمنع انجراف الحجارة والاشجار باتجاه السدود .
ولا يتم الكشف الحسي على العبارات لتنظيفها بشكل دوري لتستوعب كميات المياه المتدفقة اليها ، والعديد العديد من الملاحظات التي تستوجب تشكيل ادارة ازمات من الكوارث في كل محافظة ترتبط بادارة الازمات المركزية وبمجلس الدفاع الاعلى للازمات والكوارث ، لتحول المناظرات والمحاضرات والتنظيرات الى عمل واستعداد لمواجهة مثل هذه الازمات ولا نبقى نندب حظنا على ما يحدث لنا من صفعات تلو الصفعات .//
hashemmajali_56@yahoo.com