الحياء والنفاق لا يجتمعان !!!
المهندس هاشم نايل المجالي
الحياء عبارة عن انقباض النفس عما تذم عليه وثمرته الارتداع عما تنزع اليه الشهوة من القبائح ، فاذا تمزق ستر هذه الفضيلة بغلبة الشهوة على النفس اختلت هيئة الانسانية عند الشخص واختلت مكانته وسمعته ، ( وبئس الاسم الفسوق بعد الايمان ) ولكل دين خلق وخلق الانسان هو الحياء وفي الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم مر على رجل وهو يعظ اخاه في الحياء فقال رسول الله ( دعه فان الحياء من الايمان ) ، وكما قيل فان من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه وقال صالح بن عبدالقدوس ( اذا قل ماء الوجه قل حياؤه .... ولا خير في وجه اذا قل ماؤه ) .
والحياء في الانسان قد يكون من ثلاثة اوجه حياؤه من الله تعالى والثاني حياؤه من الناس والثالث حياؤه من نفسه ، فحياؤه من الله تعالى يكون بالامتثال لأوامره والكف عن ما هو سيىء وفاسد ، اما الحياء من الناس فيكون بكف الاذى عنهم مهما كانت الاساليب المتبعة لذلك ، او الاجراءات التي يتخذها الشخص وتؤذي الاخرين مهما كانت الاسباب التي يتذرع بها ، واما الحياء من النفس فيكون بالعفة ومنع النفس من ارتكاب الاخطاء والمغالطات .
فالحياء يدل على الاستحياء وهو ضد الوقاحة ، والحياء دليل على ان الانسان ملتزم بدينه وسمته الاصلاح وعنوانه الفلاح ويعمر قلبه بالطهارة ، فمعيار الاخلاق الحسنة وعلاقتها هو الحياء ، فهو يدل على طيب المنبت اي ان الاخلاق هي اساس قيام الحضارة ونهوض اي امة .
وصلاح حياة الانسان يؤدي الى استقامة المجتمع اما عندما يصاب المجتمع بالشلل الاخلاقي يكون قد فقد الاساس الذي تقوم عليه الانشطة والبرامج والمشاريع ، وتنفقد الثقة بين الناس ، ويفقد المجتمع فاعليته ومكانته .
فعلى كثير من الشخصيات السلبية اياً كان موقعها ان تستخرج القبح من نفسها وتعود الى طهارة النفس فكثير من الشخصيات مكشوفة للناس بالعلن وبالباطن عن افعالهم وسلوكياتهم ، وهو يناقض نفسه عندما يغفل ما يعرفه الاخرون والحياء مانع من القيام بالافعال السيئة وهو دافع للقيام بالاعمال الحميدة والمحمودة .
والحياء والنفاق لا يجتمعان اي ان يكون الشخص بوجهين يفعل امام الناس او امام مسؤوليه شيئاً ايجابياً وبينه وبين نفسه شيئاً آخراً مخالفاً ، فعليه ان يستحي من نفسه كما يستحي من غيره .
أما اذا سقط الحياء عن شخص فان ذلك الشخص لا يجد حرجاً في فعل اي شيء يتنافى مع القيم الاخلاقية والدينية لذلك قيل ( ان لم تستح فافعل ما شئت ) ، اي اذا لم تستح من العيب ولم تخش العار مما تفعله فافعل ما يحقق شهواتك ونزواتك ، او الفاظاً وسلوكيات مشينة ، فان الذي يردع الانسان عن مواقع السوء والفسوق هو الحياء .//
hashemmajali_56@yahoo.com