بوادر ازمة مع اسرائيل … !!!
زاوية سناء فارس شرعان
لا نريد استباق الاحداث واصدار احكام قاطعة بشأن المفاوضات الاردنية الاسرائيلية حول منطقتي الباقورة والغمر اللتين استعادهما الاردن بموجب معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية ولكن الكيان الصهيوني تمكن من الحصول على حق التصرف بهما لمدة ٢٥ عاما بموجب المعاهدة … وما ان اعرب الاردن عن رغبته استرجاع المنطقتين والغاء تأجيرهما لاسرائيل تى بادر نتنياهو برغبة الكيان الصهيوني في الدخول في مفاوضات مع الاردن لاسترجاع حق التصرف بهاتين المنطقتين.
ما يدفعنا الى توقع وقوع ازمة في العلاقات بين الاردن واسرائيل يعزى الى رغبة اسرائيل في التمسك بحق التصرف بهاتين المنطقتين بسبب الفوائد التي تعود على الكيان الصهيوني في استغلال هاتين المنطقتين وما فيها من مزارع ومحاصيل زراعية ومياه جوفية غزيرة اسرائيل بحاجة ماسة اليها رغم ان حاجة الاردن اضعاف حاجة اسرائيل علما بان الاردن يعتبر من افقر دول العالم مائيا …
وما يعزز القناعة بفشل المفاوضات التي يزمع الجانبان اجراءها التهديد الاسرائيلي بقطع المياه التي يحصل عليها الاردن بموجب ملحق المياه الذي تنص عليه اتفاقي السلام مع اسرائيل اذا لم يوافق الاردن على اعادج الحق لاسرائيل بالتصرف بمنطقتي الباقورة في شمال الاردن على مصب نهر اليرموك بنهر الاردن والغمر في جنوب الاردن على مقربة من وادي عربة …
اسرائيل لم تتعود على الانسحاب من اي ذرة تراب عربية او فلسطينية الا بالقوة ودليل ذلك مرور ٢٥ عاما على معاهدة اوسلو بين اسرائيل ومنظمة التحرير دون اي انسحاب اسرائيلي عن الاراضي الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس المحتلة … وبالتالي يأتي الطليب العربي بعدم تجديد الشق المتعلق بحق اسرائيل في التصرف بمنطقتي الباقورة والغمر بعد ربع قرن على معاهدة السلام مع اسرائيل مفاجئا وغير مقبول بالنسبة لاسرائيل رغم نصوص المعاهدة على حق كل من الطرفين بعدم تجديد ملاحق المعاهدة.
اسرائيل انسحبت من منطقتين بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها قواتها جراء حربها مع العرب … المنطقة الاولى هي منطقة القنطرة شرق المنطقة الواقعة على قناة السويس في حرب عام ١٩٧٣ تحت وطأة هجوم القوات المصرية والمنطقة الثانية التي انسحبت منها اسرائيل جراء القوة العسكرية هي منطقة الكرامة الاردنية عام ١٩٦٨ جراء تصدي الجيش العربي والمقاومة الفلسطينية لقواتها الغازية … اما بقية الاراضي العربية التي انسحبت منها اسرائيل فقد تم ذلك بالاتفاق مع الدول العربية.
من المؤكد ان الاردن الذي استعاد اراضيه المحتلة بموجب معاهدة السلام مع اسرائيل لن يقبل على منح اسرائيل حق التصرف بمنطقتي الباقورة والغمر بعد ان الغى هذا الحق مهما كانت مبررات اسراتئيل واغراءاتها والضغوط التي ستمارسها … والتي هدد بها نواب في الكنيسة ووزارء في الحكومة الاسرائيلية فقد هددت اسرائيل بالغاء حقوق الاردن المائية بموجب معاهدة السلام حيث تخزن اسرائيل حق الاردن من مياه ونهر اليرموك في بحيرة طبريا شتاء وتضعها صيفا الى الاردن …
كما تهدد السيادة الاردنية على المسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وفقا للوصاية الهاشمية على المقدسات حيث كثيرا ما خسرت اسرائيل هذه الوصاية وقامت بالاعتداءات لا اول لها ولا آخر على المسجد الاقصى ومنعت المسلمين من اداء الصلاة فيه وتطالب بين حين وآخر اقتسانم المسجد زمانيا ومكانيا كما فعلت بالحرم الابراهيمي في مدينة الخليل.
من المؤكد ان الاردن سيرفض المطالب الاسرائيلية باعادة التصرف بمنطقتي الباقورة والغمر وستتمسك بالغاء هذا الحق واستعادة سيطرته كاملة على المنطقتين خاصة مع حاجته الماسة للمياه في منطقة الغمر حتي تتدفق ١٧ بئرا ارتوازية في منطقة الغمر لاسترجاع مزارع الحمضيات والمستوطنات الزراعية الواقعة على حدود الصحراء … لكن المسؤول الذي يطرح نفسه ماذا لو تمسكت اسرائيل بمطالبها وتمسك الاردن بواقعه … لا شك ان هناك بوادر ازمة في العلاقات بين الاردن واسرائيل ما لم تحد معجزة في المفاوضات… !!!