من قلبي سلام للقدس


إيناس أبو شهاب

 

 استوقفتي مشهد من فيلم مملكة السماء حين سأل فيه الأمير باليان قائدنا صلاح الدين الأيوبي بعد هزيمة لحقت به: ما قيمة القدس لك ؟ أجابه صلاح الدين قائلًا: لا شيء... ثم مضى إلى جيشه فاستدار بثقة وابتسامة تجتاح جوانحه، وضمّ كفيه سويًا ثم قال: كل شيء.

مشهد سينمائي يقذف في عقولنا صفعات قوية، والكثير من الحلول. هذا السؤال يخبرنا بطريقة غير قابلة للشك، قيمة القدس الحقيقية " هي كل شيء" قيمة ينبغي أن تتمثل في سلوكنا وأخلاقنا وأفعالنا...

فلا تجفلي يا زهرة المدائن الجميلة، فعبيرك قد فاح، وجمالك الطاغي صاح، فتواطىء الفجار عليك وحاولوا عبثا اغتصابك.

لا تقلقي فحولك رجال قد خلقوا أبطال، لن يدعوا العروبة تحتضر، ولن يسمحوا للطغاة أن يشوهوا جمالك أو يضعوك في مزاد مبتذل.

لا تكترثي لعراة الشرف الذين تساقطت أخلاقهم وتبعثرت تحت أقدام الأنذال، كألعوبة ترتكي على أرجوحة صقلت من العار.

 لا تنصتي لعواء من يلهث وراء مال؛ بل انصتي لدقات عشاقك أطفالا وشبابا ورجال، ونساء استرجلن ولنصرك على الله توكلن.

لا تحزني يا جميلة، فسترويك دموع العزة، وستفديكي دماء العفة، فمهما تآمروا عليك لن يتمكنوا منك، فصبر جميل والله المستعان.

لا تنتظري ان يستيقظ ضمير من باع ونفى، ولا من وعد بالوفاء واختفى؛ قد أبت النذالة أن تفارق أهلها... وسيبقى النذل نذلا.

لا عاش ولا كان من تخلي عنك، فالله معك، وعيوننا ترحل اليك، وستبقى القدس عاصمة فلسطين الأبدية، ولتحيا فلسطين الأبية.