جريمة بنسلفانيا … !!!
زاوية سناء فارس شرعان
رغم ان المجزرة التي وقعت في ولاية بنسلفانيا الامريكية اودت بحياة ١١ شخصا بمن فيه ٣ رجال شرطة الا انها لم تلق الاستنكار المناسب ولم يصفها احد بالارهاب خلافا للجرائم الاخري التي شهدتها الولايات المتحدة ودول اوروبية خلال الايام الأخيرة خاصة في عهد ترامب الذي شهد تصعيدا في عدد الجرائم وتزايدا ملحوظا في حوادث الاسلاموفبيا الناجمة عن تنامي مشاعر الكراهية ضد الاسلام.
فكل ما قيل عن هذه الجريمة التي وقعت في معبد يهودي ببلدة بتسبرغ في الولاية الواقعة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة التي تضم اعدادا كبيرة من اليهود انها تنم عن الكراهية والبغضاء ولم يتطرق احد من المسؤولين او المعلقين اي وصفها بجريمة ارهابية على الاطلاق ولعل السبب في ذلك ان مرتكب هذه الجريمة مواطن امريكي ابيض فيما تم تنفيذ غالبية الجرائم السابقة من قبل مسلمين او قادمين من اصول اسيوية او افريقية ولو كان مرتكب الجريمة عربيا او مسلما لقامت الدنيا ولم تقعد استنكارا لهول الجريمة وفظاعتها …
الجريمة ليست لها علاقة بالاسلاموفوبيا وليست لها علاقة بالسامية رغم انها وقعت في معبد يهودي ولم يرتكبها مسلم او ارهابي او مهاجرون من اصول افريقية وانما مواطن امريكي ابيض ينضح كراهية وحقدا لكل ما هو اجنبي ولكل ما هو غير امريكي … ما علاقة معبد يهودي حتى يتعرض لمثل هذا الهجوم وبعد ذلك يسلم الجاني نفسه للشرطي عن طيب خاطره.
مذبحة بنسلفانيا تتزامن مع موجة عنف تجتاح الولايات المتحدة من خلال سلسلة طرق وزعت على تسميات امريكية غالبيتها من الحزب الديمقراطي والمتهم الرئيسي الذي خطط لتوزيع هذه الطرود احد اعضاء الحملة الانتخابية للرئيس ترامب … الأمر الذي لا يمكن معه استبعاد تورط الرئيس الامريكي في هذه الحملة التي تهدد بحرب اهلية في الولايات المتحدة سيما وان ترامب يمتلئ حقدا وعنصرية وكراهية ضد المسلمين والافارقة والاسيويين لقد عبر الرئيس الامريكي منذ ترشيحه للانتخابات للرئاسة الامريكية عن مبادئه وافكاره المعادية للهجرة وللاسلام والمسلمين والافارقة وكراهية لكل ما هو اجنبي ما اثار ضده واستنكارا علي نطاق واسع في الولايات المتحدة … ومنذ ان باشر مهامه كرئيس بادر باصدار القوانين والتشريعات التي تمنع الهجرة الى الولايات المتحدة وتهدد بطرد الملايين من المهاجرين غير الشرعيين واعادة الاطفال من ابنائهم الى بلادهم الاصلية واقامة جدار على طول الحدود مع المكسيك على ان تتحمل المكسيك كلفته الانشاية.
ترامب الذي فوجئ بان منفذ جريمة المعبد اليهودي في ولاية بنسلفانيا غير مسلم قال ان هذه الجريمة تجسد الكراهية والعنصرية ولا يليق بالمجتمع المتحضر فقد تثير الصهيونية ضجة كبيرة في اعقاب ذلك باعتبار الجريمة ضد السامية…
اخطر ما في الامر ان مرتكب الجريمة مواطن امريكي ابيض من انصار الرئيس الامريكي وتتحيز للجنس الابيض ما يهدد النسيج الاجتماعي الامريكي ويثير الخلافات والفتن بين الامريكيين انفسهم وخاصة بين ابيض والامريكيين من اصول اخرى سواء اكانت افريقية او امريكية جنوبية او اسيوي الأمر الذي يهدد بارتفاع حجم الكراهية والتعصب … !!!