خطر الشباب على الشباب !!!

    المهندس هاشم نايل المجالي

الاهل والباحثون الاجتماعيون يتساءلون عن الاساليب والخطط وبرامج التوعية والارشاد لوقاية الشباب من خطر الشباب المنحرفين ، وكما نعلم ان مرحلة الشباب مرحلة صعبة في حياة الانسان حيث تحفه العديد من العقبات والاهواء والشهوات وتفتح امامه مهاوي الفساد ، وكان قاطع هذه المرحلة من العمر يحتاج الى العديد من الاسلحة التي يجب ان يتسلح ويتدرع بها ليدافع عن تلك الاغراءات والانحرافات ، فهو يحتاج الى مرشد قريب منه يرشده لافضل السبل ليذود عنه الاخطار حتى يتسنى له اكمال مسيرته لبلوغ غايته ، فالقلب والفكر ميدان للعواطف والشجون والافكار المختلفة والآمال المتضاربة وبالتالي فهو بحاجة الى ضبط النفس عند حدود الواجب ليعيش حياته سعيداً .

اما اذا اطلق العنان لمتابعة الاهواء مع رفقاء السوء ودخل مهاوي الانحرافات الفكرية وتعاطي الافات المجتمعية الخطرة من مخدرات بانواعها او لجأ الى تنظيمات ارهابية ، فانه حتى يكون قد قضى على كافة عوامل سعادته وعاش عيشة تعساء وستعصف فيه الريح وتميل به عن جادة الصواب .

ونحن نعيش في ظروف مجتمعية نتيجة للانفتاح الاعلامي والتفكك الاسري والمجتمعي وظهور ظواهر لا اخلاقية كثيرة وتطبيق للقوانين العالمية من حقوق الانسان وغيره والتي لا تتماشى مع ديننا الحنيف ولا اخلاقياتنا ومبادئنا ، فانه توفرت الكثير من الدوافع والدواعي المثيرة للغرائز وهي شرورية تقود الى الافعال السيئة وبالتالي الشباب بحاجة للاسرة والمدرسة والجامعة وفي كل مكان لمن يضعف هذه الغرائز الشرورية وتقوية الغرائز الايجابية .

فكم من الشباب المنحرف من قاد معه شبابا ملتزمين الى ميادين الفسق والفجور ليضيعوا اموالهم ووقتهم وجهدهم بالمسارات السيئة بسبب رفقاء السوء خاصة من لهم مآرب سيئة .

كذلك فان الشباب الملتزم سوف يتأثر بطباع رفقاء السوء ويسرق منهم بعض الطباع السيئة بشكل او بآخر فالنار قد حفت بالشهوات بسبب ثورة النفس التي يثيرها رفقاء السوء لارتكاب الاخطاء والانحرافات العديدة .

ومن هذا المنطلق يجب ان تكون هناك استراتيجية توعية وهداية وارشاد لشبابنا انطلاقاً من الاسرة والمجتمع والمنظمات الاهلية والمدرسة والجامعة ، لتوعيتهم من رفقاء السوء والاساليب المستدرجة لطريق الشر والفساد وعواقبها الوخيمة حيث لا ينفع الندم حينئذ وكثير من الشباب لقلة وعيهم وعدم ادراكهم لكثير من الامور وقلة ما مرَّ عليهم من تجارب تخفى عليهم كثير من الامور التي عواقبها سيئة ولا يعرفون كيف يصرفون الامور بحكمة .

حيث ان نمو العقل بقدر ما يمر عليه من تجارب وخبرة وتوعية حتى يحسن التدبير وفي مثل هؤلاء الشباب الواعين يقال عنهم ( لقد لبس شبابه عقل كهل ) ومنطق سليم .//

 

 

hashemmajali_56@yahoo.com