متى يكون الفساد ثقافة لتحقيق الاهداف !!!

 

المهندس هاشم نايل المجالي

ان الانسان الذكي والعاقل هو الذي يغتنم الفرص متى سنحت له ويستثمرها من اجل تحقيق اهدافه ، سواء كانت ذات منفعة شخصية او ذاتية او كانت ذات اهداف وطنية ومنفعة عامة تستحق التضحية وبذل الجهد ، بهذه الحالة يكون الاستثمار واستغلال الفرص مشروعاً وواجباً وعليه ان لا يفرط بها .

اذن الانتهازي هو الذي يتمكن من صيد فريسته بكل مهارة ، ومنهم من يحتال بطريقة او بأخرى من اجل الحصول عليها حتى لو استخدم اساليب غير مشروعة وبلا اخلاق من اجل ان يحقق غاياته مثل الرشوة او التهديد .

اي يكون خبيثاً في ذكائه ويتمتع بمرونة ويجيد لعبة الادوار او بلطجي باسلوبه لمواجهة منافسية واعدائه ، ويزيف الحقائق لصالحه ويضللها ويخادع الاخرين ليفبرك الامور لصالحه لتخدم اهدافه ويزين الواقع بغية اقناع الاخرين .

ويتمتع الانتهازي بشخصية جذابة ومثيرة ليحصل على صلاحيات واسعة تجعل المسؤولين عنه معجبين به ، فهو في كثير من الاحيان يكون مجردا من اي مبدأ ولا يكون له موقف واضح وصريح بل هو متلون حسب ما يقتضيه الحال مع مرؤوسيه .

اذن الانتهازية ظاهرة بشرية تطفح في النفوس الشريرة تظهر على شكل نوع من انواع النفاق والتملق لتحقيق المكاسب والامتيازات ، ويكون لها انعكاسات عديدة على الوطن وعلى المجتمع وعلى المواطن ، فهو عامل مؤثر ومحرك للنشاط في تكوين علاقاته وامتدادها مع ما يتلاءم وتحقيق اهدافه ومصالحه .

فهو صراع على الوجود سواء كان معلنا او مخفيا والمناصب بالنسبة له تثير لعابه لتحقيق شهواته لذلك ، فهو مرض سياسي واجتماعي له اثار سلبية كبيرة وخطيرة في انحراف مسيرة الاصلاح والتغير نحو الافضل ، او اعطاء الفرص للغير الاكثر كفاءة وانتاجاً وفكراً وعملاً انها الوصولية التي اصبحت اخطر الآفات التي تنخر بالوطن والمجتمع .

فالانتهازي والوصولي لا ينتمي الى الوطن باخلاص او تفان بل تضيع المقاييس والمعايير الوطنية الخاصة بذلك ، ولقد شاهدنا العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية على مر السنين اتصفت بهذه الصفة وانتهزت الفرص وقنصتها لتتبوأ اعلى المناصب لتستثمرها شر استثمار ، وتكون شلليتها التي تمكنها من المحافظة على مكانتها ، وكان لذلك انعكاسات سلبية نلمس اثرها بعد سنوات من تركهم لمناصبهم حين لا ينفع الندم ، اما الشخصية الوطنية فهو شجاع في طرحه وشفاف فيما يريد ان يطرح ويقول ولا يبني حياته على شقاء الاخرين .

بل يضحي بسعادته في سبيل تحقيق الاهداف التي ترضي الاخرين فهو يرى سعادته في سعادة الاخرين وهو ناقد متحرك ، سلاحه الحقيقة والشفافية ليظهرها للناس وحسب دراسته للواقع فهو لا يقبل الظلم ولا قهر الانسان .

كذلك هناك المثقف والاعلامي الانتهازي الذي يعمل لصالح الغير من اجل ان يخدع الناس بآرائه المشوهة للحقائق والواقع ، ليؤثر في الرأي العام وفي الواقع الاجتماعي مستغلاً للظروف مغتنماً الفرص والظروف والازمات على طريقة اثرياء الحرب ، فهي ظاهرة فردية تعنى بالتركيبة الاخلاقية والقيمية .

ومن الممكن ان يجتمع الانتهازيون في مكان واحد فيشكلوا خلية وشبكة عنكبوتية تطيح باي شخص لا يوافقهم الرأي والسلوك ، فهم طبقة معادية للتقدم والتطور تعمل على حماية نفسها بلبسها لباس التغيير والاصلاح وثوب التقدمية .

فهناك دوافع تحركهم ويحتاج الحس الوطني لتطهير البيئة والمناخ المحيط بالعمل من جراثيمهم ، بالكشف عن اكاذيبهم وتوعية كبار المسؤولين اتجاههم وكشف انماط واساليب وسلوكيات عملهم لتعريتها .

حتى ايضا لا يصاب بها الاخرون ويتوهمون على اعتبار انها الطريقة المثلى للعمل والحصول على المناصب والعيش وتحقيق الاهداف .

حينها تصبح البيئة الكبرى للمناخ الفاسد الذي سيطال كافة الطبقات ، وحينها ستشكل خطراً على الاخلاقيات والقيم والمبادىء والسلوكيات ، ويصبح الفساد عنواناً لتحقيق المصالح والاهداف ويصبح الفساد ثقافة تحقيق الاهداف ، وتصبح المناصب مقرونة بالمنفعة المتبادلة بين الموظف والمسؤول .//

 

 

hashemmajali_56@yahoo.com