شباب الوطن في الغربة

 إشارة إلى المقال المنشور في صحيفة الأنباط العدد رقم 4830 اليوم الأحد الحادي والعشرين من أكتوبر 2018م،  في صفحة الأنباط المحلي للكاتب م.  هاشم نايل المجالي تحت عنوان ( قيادات شبابية نحو التغير والإصلاح ) اتقدم بالشكر والتقدير على ما ورد في المقال لما يشكل من حافز لدعم دور الشباب في صناعة المستقبل .

 

لهذا لابد أن أضيف مقالا آخر، أجعل فيه بعض الأفكار والحلول والدوافع التي تجعل من الشاب المغترب أيّاً ما كان مكانه في العالم، أن يندمج في الحياة السياسية والإجتماعية ويخدم وطنه، كلٌّ بحسب مهارته وتحصيله العلمي.

قد يتساءل البعض: ما الذي يمكن ان نقدمه للوطن، وكيف يمكننا أن نعبر عن حبنا لوطننا؟ وقد يستغرب البعض: لماذا يكتب شاب يعيش في دول الخليج وبعيد كل البعد عن المشهد السياسي والاجتماعي في الأردن، ولا يعلم حقيقة الأمر بصورة واضحة ولا يدرك هموم الشاب في الشأن السياسي، ولا يعلم ما يدور من قضايا اجتماعية ؟ فجوابي هو: إذا كنا لا نعلم هموم الشباب فهذه مصيبة، وإذا كنا نعلم بصورة كاملة عن مشكلتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأنت تستطيع أن تخدم الوطن ولو بصورة بسيطة، ثم لا تفعل شيء فهذه مصيبة أعظم.

ولأني أعتقد أن من أهم الأدوار التي يمكن أن يقدمها الشباب من نشامى الوطن في الغربة، هو خدمة وطنه، ومعرفة ماذا يجري في وطنه من مجريات سياسية واجتماعية واقتصادية، كأقل واجب يُقَدَّم، حتى يستطيع الشاب أن يغير من الوضع الراهن الصعب ، لأنه قد اكتسب مهارات وخبرات في غربته تؤهله لتغيير الوضع الراهن للأفضل، بقليل من الجد والاجتهاد، بتبنيها وبنشرها وإيجاد حلول جدية، بطريقة تساعد على نمو ورقي وطنه وشبابه الطموح لمستقبل مشرق.

أنا أكتب هذه المقالة لأي شاب من نشامى الوطن عاش مغترباً، وأصبح بعيدا عن المشهد السياسي والاجتماعي في بلده الأم، وأُبيِّن له عن المشاكل التي سوف يقترفها المغترب بإهماله لقضية وطنه التي سوف يقترفها بحق وطنه وأهله في بلده، إذا لم يكن له موقف إيجابي في تطوير وطنه وأهله.

الانتماء للوطن لا يكون عبر ذكر السلبيات وأن هناك بطالة وفقر ومشاكل إجتماعية وإقتصادية، بل علينا أن نخدم الوطن بأن نبادر بالنصيحة ونساهم بكشف الحقائق كما هي دون تعصب أو تزوير للوقائع، حتى يكون للشاب الأردني المغترب دوراً فعالاً في بناء جيل من الشباب الواعي والمتفتح على الواقع، نغرد في التواصل الاجتماعي ونكتب آراءنا وأفكارنا حول قضاياهم، يجب علينا نحن الشباب أن نتحدث عن قضايا وطننا ونسوق لها حول العالم، لأننا لن نجد أحداً أو مؤسسةَ مجتمعٍ مدني يتحدث عن مشاكلنا وهمومنا، لذا يجب علينا نحن الشباب أن نجتمع ونتحدث عن أفكرنا ونتفق على أفكار موحدة للوصول إلى الهدف المنشود.

وإن كان هناك فساد فيجب أن نتحدث عنه بكل شفافية ووضوح دون المزايدة او المبالغة او اغتيال في الشخصيات وهذا ما ذكره قائد الوطن جلالة الملك عبد الله بن الحسين في العديد من المقابلات مع الشخصيات الرسمية والجهات الإعلامية.إذ إنه لا يقوم أي إصلاح في السياسات الداخلية في أي دولة دون مشاركة أهل الخبرات والآراء. بهذا الحب للوطن يستطيع الشاب الأردني المغترب مشاركة هموم وطنه بطريقة فعالة، ويكون له مشاركة إيجابية يفرح بها الجميع.

 

سامر نايف عبد الدايم

966580058860

شاب اردني مغترب في المملكة العربية السعودية

21/10/2018م