قيادات شبابية نحو التغير والاصلاح

م. هاشم نايل المجالي

 

جيلنا الشبابي يبحث اليوم على كافة السبل نحو الافضل والعوامل التي من شأنها ان تقوده ليطور الحياة نحو الافضل والى الامام ولا ان يبقى القديم على قدمه والوضع من سيىء الى اسوأ ، في تغير يشمل حتى اساليب حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية في نقلة نوعية قوامها العقل والعدل والمساواة ، وخلق فرص العمل والابداع والتطور ، فهو يسعى الى تغيرات واسعة تنقله الى الحداثة المتزنة ومن قيود الحرية الى التعبير الحر المتزن ، ومن الجوع الى الرخاء ومن النهب والسلب الى النزاهة والشفافية ، ومن الحيتان الكبيرة الى الاسماك الملونة الجميلة حيث ابتلعت الحيتان والديناصورات موارد البلاد والعباد ، فالتغير عندنا اليوم بحاجة الى فكر جديد ينقله الى المسارب السليمة بحيث يكون التغير على شكل موجات قوية من اجل بناء جديد .

فالتغير والاصلاح لا يمكن ان يعبر عنه بالشعارات فقط او بالهتافات او البيانات بل هو فكر قابل للتطبيق يحيي كل الاجزاء الميتة فينا وفلسفة توقظ الخلايا النائمة وحركات قوية تسري في كل المفاصل ليتحرك على ارضية صلبة كي يسير من فوقها الناس بعد ان اكتشفنا حجم الاخفاقات هنا وهناك فلقد تعودنا دائماً ان السياسة تطغى على التطور الحضاري لكثرة قضايانا السياسية المرتبطة في كثير من القضايا العربية لسبب او لآخر وتركنا شأننا الداخلي مهملاً للمتغيرات الداخلية والاقليمية ليطيح بالحياة الاجتماعية والاقتصادية ، فالعولمة لم تترك جانباً الا وابتلعته تاركة الشوك لنا .

ان التغير السليم وفق المنهج القويم سيقدم حلولاً جديدة وسيعلم الكثير دروساً جديدة حقيقية وسيخطوا الى الامام بخطى ثابتة فاننا نرى في هذا الجيل الشبابي الجديد فكراً وعلماً وابداعاً وابتكاراً يحمل طموحات التغير لكنه يجتاح الى الفرص الاستثمارية حتى لا يكون تائه في فيما سببه الفساد من احباطات متعددة لوثت افكارهم الوطنية ، وبات يبحث عن اي طريق يسلك بعد ان وجد نفسه محاصراً بين تلك القضايا التي أثرت على مستقبله وعلى حياته بعد ان اثر ذلك على الاقتصاد بشكل كبير وتجارب مريره وما شاهده من فوضى وعدم اتزان مجتمعي وسياسات اقتصادية واجتماعية غير متزنة صنعه العالم الافتراضي .

ونتمنى ان يسلك شبابنا الطرق العقلانية للوصول الى طموحاتهم واحلامهم بالفكر والعقل النير نحن بحاجة الى هؤلاء الشباب شئنا ام ابينا فهم البناؤون الحقيقيون لصناعة المستقبل بنزاهة وحكمة .

نحن بحاجة الى نخب مخلصة تؤمن بالمصلحة الوطنية والمصلحة العامة وتؤمن بالقانون والحريات الموزونة وتعددية الفكر والرؤية نحن بحاجة الى التغير لكن ليس وفق اجندات لشخصيات تقودنا نحو التمزق والتشرذم لتحقيق مكاسبها الذاتية بطرق غير سوية مستغلة نفوذها وقوة شلليتها في تحقيق ذلك ، حيث ماتت فيهم الاخلاقيات والاعتبارات الوطنية معتبرين انفسهم اذكياء ومستنيرين وهم طغاة مستبدين معتبرين أنفسهم متمدنين ومنفتحين ونحن منغلقين متحجرين .

ان للادارة فنا يعززه الولاء والانتماء ، ان للادارة مهارة تأتي من خلال الموهبة والاحتراف والتدريب وقدرات ريادية تفرض نفسها في الميدان ، فالقائد ينجح في قيادته بحكم ما يمتلكه من قوة وجاذبية وصنع قرارات حاسمة كونه يمتلك معنى الريادة ليبقى مزروعاً في الضمائر والقلوب والعقول ومواجهاً لكل التحديات بحكم مقدرته القيادية وتنوع اساليبه .

فنحن شعب نؤمن بقيادتنا الهاشمية لنهضة البلاد مساندين ومؤازرين للاصلاح والتغير الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه ، والذي سيشمل كافة المفاصل التي باتت مهترئة تعطل حركة التغير والاصلاح مهما كان ذلك قاسياً علينا ، لكن الكل يطمح ويسعى الى التغير المنشود والقضاء على الفساد المستشري لقوى النفوذ والذي طال كافة مفاصل الحياة الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية .

وهناك تناقض هائل بين الكرامة والاهانة عاشه ويعيشه مجتمعنا ولا يقارن في مجتمعات اخرى لان الانقسامات والاختلافات سبب كل خراب ودمار وسبب كل التفاعلات الشعبية السلبية التي تولد الاحقاد والفتنة بين مختلف مكونات الشعب فهناك ممارسات فردية ومنها جماعية تسعى عبر وسائل التواصل الاجتماعي لزرع الفتنة والاحباط واليأس وتشكك بالقيادات والشخصيات النزيهة ومواقفها الشريفة ، والافاظ البذيئة ليست من شيمنا الاصيلة فلنقف وقفة واحدة في مواجهتهم عبر منصات اجتماعية لنضع لهم حداً لهذا التجريح والقدح والذم الذي ينال من مكانة وسمعة وطننا الغالي وقياداته الشريفة المستهدفة .

حمى الله هذا الوطن في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة// .

 

 

hashemmajali_56@yahoo.com