اصلاح الأمم المتحدة …!!!
زاوية سناء فارس شرعان
عكست مداولات الدورة الـ ٧٣ للجمعية العامة للأمم المتحدة رغبة غالبية دول العالم وعددها ١٩٣ باصلاح مؤسسات وفروع وانظمة الأمم المتحدة وكيفية اتخاذ القرارات في هذه المؤسسات وتغيير الانماط الادارية وكيفية التصويت التصويت في مؤسسات وفروع المنظمة الدولية ..
كما اظهرت الفترة التي اعقبت نشوء الامم المتحدة عجز المنظمة الدولية عن حل العديد من الصراعات الدولية والاقليمية … بل ان الامم المتحدة نفسها اسهمت في انشاء كيانات ودولا جراء الخلافات والصراعات الدولية والاقليمية حيث صوتت الامم المتحدة عند انشاء الكيان الصهيوني عام ١٩٤٨ ودولة فلسطينية الى جانبه … وفي الوقت الذي اعترفت فيها الاسرة الدولية بدولة اسرائيل لم تر دولة فلسطين النور حتى الآن … كما انقسمت شبه القارة الهندية الى دولتين هما باكستان وبنغلاديش علاوة على انقسام اقليم كشمير المتنازع عليه بين دولتي الهند وباكستان.
الامم المتحدة رغم اهميتها في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين الا انها بامس الحاجة الى اصلاحات واسعة على هيكلها التنظيمي وفي مقدمة ذلك تغيير الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي بحيث يزداد عدد هؤلاء الاعضاء الذين يقتصرون على ٥ دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين … فليس من المعقول ان ينحصر الاعضاء الدائمون في ٥ دول من اصل ١٩٣ دولة منتشرة في القارات الخمس … وليس من المعقول ايضا ان ينحصر الاعضاء الدائمون على قارات اوروبا التي تمثلها ٣ دول وآسيا التي تمثلها دولة واحدة وامريكا الشمالية التي تمثلها دولة واحدة في حين ان قارتي افريقيا واقيانوسيا لا تمثلهما اي دولة.
ان العدالة العالمية تقتضي ان يكون لقارة افريقيا عضوان واكثر في مجلس الأمن بحيث يكون احدهما يمثل الدول العربية والاسلامية في القارة وان يكون عضوا اخر يمثل دول جنوب الصحراء كما ان المجموعة العربية في آسيا وقوامها اكثر من ١٠ دول تتطلب ان يكون لها ممثل في مجلس الأمن.
الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن حاليا هي الدول التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين في حين حرمت الدول التي انهزمت في الحرب وهي المانيا وايطاليا واليابان من هذه القضية رغم ان المانيا واليابان من اقوى الدول اقتصاديا في العالم علاوة على ان ايطاليا دولة صناعية متقدمة.
كما ان هناك دول حققت تقدما كبيرا سياسيا واقتصاديا وعلميا تستحق ان تكون لها عضوية في مجلس الامن في مقدمتها الهند التي يتجاوز عدد سكانها المليار نسمة وتتطلع باهمية اقتصادية وعلمية وقوة عسكرية لا سيما وانها تتمتع بعضوية النادي الذري..
اما اليابان والمانيا فقوتهما الصناعية والاقتصادية تؤهلمها لأن يكونا ضمن الدول دائمة العضوية في مجلس الامن علاوة على دول اخري حققت تقدما كبيرا في الاقتصاد والعلوم والصناعات من بينها البرازيل ونيجيريا وتركيا …
من ابرز العيوب في الامم المتحدة نظام الفيتو او ما يعرف بحق النقض الذي تتمتع به الدول دائمة العضوية وهذا النظام يعطل اعمال المنظمة الدولية في العديد من المواقع والمواقف الذي ظهر عليا لدى التصويت على العديد من القضايا السياسية فقد عطلت روسيا اتخاذ اتخاذ مركز بوقف اطلاق النار في سوريا بسبب دعمها لنظام الاسد رغم ان الاعضاء الاخرين الذي يتمتعون «بالفيتو» يرغبون في وقف اطلاق النار الا ان انهم لم يتمكنوا من اتخاذ قرار بهذا الصدد بسبب الفيتو الروسي…
اصلاحات الامم المتحدة يجب ان تشارك مقتضيات العصر وتراعي التكتلات السياسية والاقتصادية وحقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها…!!!