"خاشقجي بين السعودية  والمايسترو"

 

صالح بن عبدالله السليمان

 

مرت ايام على بدء أحداث اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي, وكلما مرت ساعات زادت القضية غموضا, وكلما ظننا أننا اقتربنا من الحقيقة نجد أنفسنا بعيدين عنها أكثر بل نجد أنفسنا ابتعدنا أكثر,

جمعت مئات التغريدات والتصريحات وكل ما نشر عن هذه القضية محاولا الوصول لرأي فيها ,  ولكنها ازدادت غموضا.

وهذا الغموض مصاحب لقضايانا في العالم العربي,  من قضية اختفاء الصدر ومرافقيه الى اختفاء او اختفاء رضا هلال نائب رئيس تحرير الأهرام عام 2003 وغيرهم كثير

لنتكلم عن حادثة الاختفاء والشخصيات المرافقة للحدث, الضحية, جمال خاشقجي صحفي سعودي معارض مؤيد للإخوان المسلمين اختار المنفى اختيارا ليس مطلوبا في السعودية باي قضية, وان كان معارضا للحكومة إلا أن معارضته كانت من النوع المتعقل, وصرح بنفسه ان علاقاته مع المسؤولين السعوديين جيده, وقد لامه الكثير من المعارضين على لهجته الناعمة في المعارضة, وهنالك مؤشرات على رغبته للعودة الى وطنه وناسه كما قال في إحدى تغريداته المبلغ لوسائل الإعلام, وتدعي انها كانت المرافق له الى القنصلية, سيده تركية أسمها خديجة قالت انها خطيبته, حسب روايتها انها انتظرته مقابل القنصلية السعودية في إسطنبول ولكنه دخل ولم يخرج, حينها اتصلت بقناة الجزيرة القطرية, ثم قناة ار تي الروسية وبلغتهم ان خطيبها جمال خاشقجي تم اختطافه, هذا ما نشر على لسانها وفي جميع الوسائل الإعلامية.

بالطبع يجب ان نتساءل أولا عن العلاقة بينها والسيد جمال خاشقجي’ فالقول انها خطيبته, ينفيه السيد صلاح, ابن جمال خاشقجي بأنه لا هو ولا العائله يعرفون هذه السيدة وأنكر علاقة والده " المتدين والملتزم" بها, كما ان القانون التركي يمنع التعدد ويجب أن يكون لدى الخاطب إثبات طلاقه من زوجته الأولى وهذا الطلاق لم يحدث, مما يجعلنا نجزم أنها ليست خطيبته, كما يزيد التأكد هو عدم نشر أي صور نراها عادة بين مخطوبين من لبس دبل خطوبة او حفلة بسيطة او اجتماع عائلي لإعلان العلاقة.  وفي تغريدة حديثه لجمال خاشقجي حيث وضع صورة لاجتماع له تم تعريف الجميع بمن فيهم خديجة ولم يشر إليها بما يدل على علاقة شخصية بل كان جلوسها بعيدة عنه وليس بالقرب منه

ثم اتصالها بقناة الجزيرة القطرية وقناة ار تي الروسية لإبلاغهم بحادثة الاختفاء ولم تحاول الاتصال بالقنصلية وهي تقول انها كانت مقابل المبنى او الاتصال بالشرطة لإبلاغ رجال الأمن في المنطقة ولتجعل البحث رسميا.

هذا يولد شكا كبيرا في روايتها ابتداء من العلاقة وانتهاء بالتبليغ عن الاختفاء.

شخصية ثالثة يتردد اسمها كثيرا في الحادثة ولم يتضح دورها وهي جابر الحرمى الإعلامي القطري, حيث ارتبط بخديجة وبينهما مراسلات فيها كلمات لا تظهر عادة في المراسلات الرسمية بل بين أشخاص يربطهم نوع من العلاقة الشخصية الشخصية الرابعة هي قناة الجزيرة, وهذه فقدت كل مهنية في نقلها الحوادث والأخبار حول هذه القضية, بل بدأت تغرد بشيء ثم تحذفه وتعلن شيئا ثم تعلن نقيضه ولدي عشرات التغريدات. التي تعلن الشيء وعكسه, مما دفع الإعلامي الجزائري ومراقب حقوق الإنسان الدكتور أنور مالك قال وبالحرف الواحد: -

تغطية قناة #الجزيرة لقضية #جمال_خاشقجي تتنافى مع كل المعايير الأخلاقية التي يجب أن تتحلّى بها فضائية تدعي أنها تتعاطف مع هذا الكاتب المختفي لكن للأسف أساءت له كثيرا وتاجرت بمأساته وفجرت لمنتهى الاشمئزاز بل وصلت لدرجة الترويج لأكاذيب حسابات تويترية ومواقع إلكترونية تابعة لها أصلا!

 الشخصية الخامسة, الأوركسترا, وكلهم موظفو قناة الجزيرة او توابعها او جماعات الاخوان المسلمين, واسميتها الأوركسترا, حيث انهم جميعا يعزفون نفس النغم. وبنفس المحتوى وبنفس الوقت, كان هنالك مايسترو يحركهم, ونوتة موسيقية تقودهم, لم يشذ أحد عن النوتة الا مرة واحدة وحذفت التغريدة فورا,  وهو فيصل القاسم, حيث غرد بمقتل جمال قبل الوقت المقرر لذلك بساعات وعاد وحذف التغريدة.

جميع الأخبار التي نشرتها قناة الجزيرة بدون ذكر مصادر ويتم الغاء الخبر ونشر خبر يخالف الأول.

وآخرها خبر دخول الضحية للسفارة وعدم خروجه ثم صدر عن صحف تركية ان صور السفارة اثبتت خروجه, ثم خبر ترحيله للمملكة وعادت ونشرت اخبار قتله, الذي تضاربت اخبارهم تضاربا مشينا, من قتل في السفارة الى قتل خارج السفارة الى تعذيب ثم قتل الى تقطيع, اخبار يحار فيها العاقل, وتتناقلها ايدي تابعيها وتروج لها, ثم تأخذ القناة من نشرات تابعيها وتعيد الصياغة وهكذا.

نشرت الجزيرة اخبارا عن تصريحات رسمية لم تحدث ثم عادت وأعلنت (قبل دقائق) عن “اول تصريح لأردوغان حول اختفاء "خاشقجي" أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد، إلى وجود توقعات إيجابية بشأن حالة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في تصريح هو الأول للرئيس التركي حول القضية."

إذا كان هذا اول التقارير فمن اين حصلوا على التقارير السابقة؟

نعي "جمال خاشقجي" ظهر اولا وقبل كل البيانات الرسمية ظهر عن طريق قناة الجزيرة والأوركسترا التابع لها, فمن اين حصلت وحصلوا على هذه الاخبار؟

هل عرفوا به قبل الأمن التركي؟ هل عرفوا به قبل الرئاسة التركية؟ كيف عرف به فيصل القاسم قبل الآخرين بحوالي يوم كامل؟

ثم لماذا ظهر النعي وأن الجثة وجدت (رسميا لم يعثر على شيء الى الان) فور إعلان ولي العهد السعودي في وكالة بلومبيرج انه يمنح الأمن التركي الحق في تفتيش القنصلية ونعلم ان التفتيش الجنائي ليس تفتيشا عاديا ويشمل ذلك سيارات السفارة والعاملين فيها, هل خاف المايسترو ان لا يجد الامن شيئا فتفشل الخطة فاستبق الأحداث دون أي بيانات رسمية لا بالاختفاء في القنصلية ولا بالنقل ولا بالتعذيب ولا بالتقطيع ولا من أي شي , فالبيانات الرسمية هي " اختفاء" لم يحدد المكان ولا الزمان ولا النتائج. كلها من صنع المايسترو.

ثم ولكل ذي عقل. ولكل شخص نزيه من الهوى حبا او كراهية, هل يعقل ويمكن تصديق هذا فيلم مفبرك لأنه من الغباء أن يتم اغتياله بالسفارة فأي بشر عاقل بل غبي أحمق ليس بهذه السذاجة ان تقوم بقتله داخل القنصلية ولو كان قتله مطلوبا (وهو ليس مطلوبا) ألا يمكن فعلها خارج القنصلية من أحدى العصابات التركية الكثيرة, وحينها تستطيع الحكومة السعودية ابتزاز الحكومة التركية

 ثم لماذا لم يحدث في التاريخ ان قتل معارضون سعوديون لا داخل ولا خارج المملكة مع ان فيهم أصحاب قنوات تلفزيونية تهاجم المملكة ليل نهار؟   اصحوا يا اصحاب العقول

هل نستطيع القول ان حادثة جمال خاشقجي هي رغبة في وقوع حادثة تشبه حادثة لوكربي التي دفع فيها الشعب الليبي مبالغ طائلة ثم اتضحت بعد سنوات براءة ليبيا وان إيران هي من أسقطت الطائرة وان ليبيا كانت بريئة منها؟

اهي رغبة في ان يصبح جمال خاشقجي مثيلا للكيخيا او المهدي بن بركه, لأن السعودية ليس لديها ضحايا نظام مثلهم؟

الأيام حبلى وسنرى كيف تتجه الأمور.//