كنوز الاردن في الخارج … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

 

رغم ان الاردن من افقر دول العالم حيث يخلو من المنتجات النفطية والمصادر الطبيعية الاخرى علاوة على انه من افقر دول العالم مائيا الا ان له كنوزا في الخارج لا تقدر بثمن…

ومع ان الاردن يعتبر متحفا للاثار حيث يحتوي على اكثر من مائة الف موقع اثري يؤمها السياح باعداد كبيرة من بينها مدن كاملة كالبتراء وجرش وام قيس تمثل الحضارات التي سادت في حقب تاريخية متعاقبة الا ان هناك كنوزا اثرية لا تقل اهمية الى خارج البلاد…

من ابرز هذه المواقع والكنوز الاثرية مسلة يشع الملك العربي الذي رفض ان يمر اليهود بعد خروجهم من مصر الى فلسطين عبر مملكته والذي تجسد مسلته مجموعة من الشرائع والقوانين التي تمثل حضارة مملكة الادوميين في عصور ما قبل التاريخ.

هذه المسلة موجودة في فرنسا ويزورها ملايين السياح سنويا فيما يفتقر الاردن موطنها الاصلي اليها …

ومن هذه المواقع والمعالم كذلك بوابة قصر المشتى احد القصور الصحراوية في البادية الاردنية الذي بناه الامراء الامويون ليكون متنزها لهم في رحلاتهم الصحراوية بحثا عن الصيد والاستجمام حيث اهداها السلطان عبد الحميد الثاني لامبراطور المانيا غليوم الثاني خلال زيارته للدولة العثمانية عام ١٨٩٧ التي شملت القدس.

واذا كانت الجهات الرسمية لم تعلق كبير اهمية لهذه الكنوز الاثرية التي تفوق اهميتها البترول الذي يتفجر في العديد من الاقطار العربية الا ان الهيئات الشعبية ممثلة بالنقابات والشخصية الوطنية طالبت بهذه الكنوز واجرت اتصالات مع الجهات المختصة في كل من فرنسا والمانيا لاستعادة هذه الكنوز الاثرية ولا زالت هذه الاتصالات جارية حتى الآن.

ويعتزم المسؤولون عن الحملة الوطنية لاستعادة مسلة يشع وبوابة قصر المشتى مواصلة اتصالاتهم وزياراتهم لكل من فرنسا والمانيا الى ان يتم اعادة مسلة يشع وبوابة قصر المشتى الى الاردن ليقوما بدورهما التاريخي في استقطاب المزيد من السياح الذين يؤمون الاردن سنويا لمشاهدة اثاره وفي مقدمتها المدينة الوردية البتراء والمدينة الرومانية جرش وعاصمة الثقافة الاغريقية (جدارا) التي تسمى ام قيس المعروفة باثارها البالغة الاهمية وخاصة مسارحها وتماثيلها وبواباتها واقواسها …

المؤسسات الشعبية والهيئات الوطنية ترى في اثار الاردن في الخارج معالم وطنية يجب ان تعود على موطنها لتلعب دورها التاريخي في استقطاب المزيد من السياح الاجانب الذين يفدون من كل حدب وصوب لزيارة اثار الاردن التي لا مثيل لها الا الاهرام في مصر…

وتعتبر الاثار من ابرز مقومات السياحة في الاردن التي ترفد الاردن باكثر من ثلاثة مليارات دولار سنويا انخفضت في السنوات الاخيرة جراء الحصار الذي تعرض له الاردن واغلاق حدوده جراء الاحداث التي شهدها كل من العراق وسوريا ما قلل من عدد السياح الذين زاروا الاردن.

ومن شأن اعادة كنوز الاردن وخاصة سلة الملك يشع من فرنسا وبوابة قصر المشتى من المانيا زيادة عدد السياح الذين يؤمون مواقعه الاثرية الهامة ودعم السياحة الاردنية وزيادة مواردها واسهامها في دعم الاقتصاد الاردني الذي مر بمرحلة من الضعف في الاونة الأخيرة لاسباب خارجية تتعلق بحركة النزوح من الدول المجاورة بسبب الاحداث المؤسفة التي شهدتها وخاصة العراق وسوريا والسودان ولبنان وداخلية بسبب الفساد وضعف المنح والقروض والمساعدات …

اعادة مسلة يشع وبوابة قصر المشتى الى الاردن انجاز كبير يسجل للحملة الوطنية لاستعادة اثار الاردن من الخارج وخطوة على طريق تطوير السياحة ودعم الاقتصاد الوطني … !!!