المعابر الحدودية … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

 

الحدود تلعب دورا بالغ الاهمية في حياة الدول والشعوب فهي مفاتيح الدول وسبل الاتصال بينها ومن خلالها ينتقل الناس من دولة لاخرى وعبرها يتم تدفق الصادرات وانسياب الواردات ويتدفق السياح وتنتقل الثقافة والحضارة وعن طريقها يزدهر الاقتصاد وتنمو الصادرات وتزداد الواردات خاصة في الدول التي ليست لها منافذ بحرية حيث تضطلع المعابر الحدودية بدور هام في التواصل بين الدول والشعوب.

وقدرنا في الاردن ان تغلق حدودنا بشكل دائم او لفترات طويلة لاسباب خارجه عن ارادتنا … فالحرب الامريكية على العراق التي ادت الى احتلاله عام ٢٠٠٣ اسفرت عن اغلاق معابرنا الحدودية مع القطر الشقيق ووقف التبادل التجاري والاقتصادي معه … كما ادت الى اغلاق خليج العقبة بسبب الحصار الدولي الذي فرض على الاردن بتهمة مساعدته للعراق وايصال السلع المحظور ايصالها اليه … وهكذا تعرض الاردن لحصار طويل وشديد وقاس بسبب دعمه للعراق الشقيق وتوفير الغذاء والدواء والمواد الاساسية لشعبه …

كما ان الحرب على الارهاب اسفرت عن اغلاق معبر الطريبيل الحدودي مع العراق فترة طويلة وحتى الآن ورغم انتهاء الحرب على داعش لا يزال الطريق الى بغداد ليس آمنا نظرا لوجود العصابات الارهابية في غرب العراق وخاصة على حدوده مع كل من سوريا والاردن …

اما الحرب الاهلية في سوريا التي اندلعت عام ٢٠١١ بهدف اسقاط النظام واقامة نظام آخر على انقاضه اكثر عدلا وديمقراطية وتحسبا لطموحات وآمال الشعب فقد ادت الى اغلاق معبري الرمثا - درعا وجابر - نصيب بين الاردن والقطر الشقيق ..

ومنع الاردن من تصدير الخضار والفواكه ومختلف المنتجات وبقية الصادرات الى سوريا ولبنان وتركيا والدول الاوروبية … واكتمل الحصار باغلاق المعابر الحدودية مع سوريا والعراق والضفة الغربية حيث يسيطر الكيان الصهيوني على معابرنا الحدودية معها …

وبانتهاء الحرب الاهلية السورية تعود لنا بارقة أمل في فتح الحدود وتدفق المواطنين وانسياب الصادرات والواردات ما يسرع عملية الاقتصاد وينشط فعالياته ما يمكن البلاد من تجاوز ازمتها الاقتصادية التي تعاني منها منذ سنين…

المعابر مع سوريا لا زالت مغلقة واللجان المشتركة تبحث مختلف الجوانب المتعلقة باعادة فتح معبري الرمثا وجابر مع سوريا ما يسهل حركة السفر امام المواطنين ويزيد الصادرات الاردنية ويسمح بانسياب السلع والبضائع بين البلدين وبين الاردن والدول الاوروبية.

ومن الضروة بمكان تبسيط الاجراءات على الحدود لتسهيل انتقال المواطنين وانسياب السلع ومختلف المنتجات الزراعية والصناعية لتطوير الاقتصاد وتقدمه وازدهاره وتجاوز الازمة الاقتصادية من خلال زيادة استقطاب السياح ومضاعفة حجم الصادرات التي ترفد الخزينة بالعملة الصعبة.

ففي العديد من المعابر الحدودية بين الدول التي زرتها لا تكاد تشعر بانك تنتقل من حدود دولة لدولة اخرى وخاصة بين الولايات المتحدة وكندا وكذلك بين مختلف الدول الاوروبية حيث يعبر السائح الحدود خلال اقل من ٥ دقائق خلافا لاقطارنا العربية …

الحدود والمعابر يجب ان تكون في خدمة الشعوب لا عقبة امام انتقالها من جانب لآخر … !!!