الملك: القدس "التحدي الأكبر" الذي نواجه

جلالته ورئيس طاجيكستان يعقدان مباحثات في عمان

  الرئيس رحمان :إنجازات الأردن الشقيق خلال العقد الماضي تستحق الإشادة

 

 عمان 

 

عقد الملك عبدالله الثاني ورئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان، في قصر الحسينية امس، مباحثات تناولت سبل النهوض بمستويات التعاون بين البلدين في شتى الميادين، إضافة إلى المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وركزت المباحثات على آخر التطورات المتعلقة بموضوع القدس، بعد القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، حيث شدد الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود العربية والإسلامية والدولية لحماية الحقوق الفلسطينية في مدينة القدس، التي تمثل مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وأكد الرئيس إمام علي رحمان، خلال المباحثات الموسعة التي حضرها رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي وعدد من كبار المسؤولين في البلدين، وقوف بلاده إلى جانب الأردن بقيادة جلالة الملك، صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، في جهوده لحماية المدينة المقدسة وهويتها التاريخية.

وقال الرئيس رحمان " تقف طاجيكستان إلى جانبكم وتساند جهودكم هذه".

المباحثات تناولت أيضا جهود الاقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب ضمن استراتيجية شمولية.

وفي بداية المباحثات الموسعة التي سبقتها ثنائية عقدها الزعيمان، أعرب جلالة الملك عن ترحيبه بزيارة الرئيس رحمان، والتي تعد أول زيارة لرئيس طاجيكستان إلى المملكة، مؤكد جلالته أهمية البناء على العلاقات التي تجمع بين البلدين.

وأكد جلالته أن زيارة الرئيس رحمان إلى المملكة، ستسهم في تطوير العلاقات المتعددة بين البلدين، لافتا جلالته إلى أنه تمت مناقشة الفرص القائمة فعليا أمام البلدين في المجالات السياسية، والأمنية، والعسكرية.

وقال جلالته" لقد أشرتم إلى العديد من الفرص في مجالات التجارة والصناعة، وإلى تحقيق التقارب بين شعبينا عبر الشراكات الاقتصادية".

وأضاف جلالته "وعلى ذات المستوى من الأهمية، تمت الإشارة في لقائنا الثنائي، إلى التحديات التي نواجهها داخل الإسلام، والتحديات التي نواجهها حاليا في القدس وهو التحدي الأكبر"، مؤكدا جلالته أن "هذه التحديات تشكل فرصا إضافية لشعوبنا لتقترب من بعضها البعض ولتجتمع في تقديم الدعم".

من جانبه، عبر رئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان، عن تطلع بلاده لتوسيع آفاق التعاون مع الأردن، مقدرا دعوة جلالة الملك له لزيارة المملكة التي وصفها بـ" الرائعة والملهمة والمقدسة".

وقال "ننظر إلى الأردن باعتباره دولة قوية ليس فقط على مستوى العالم الإسلامي، بل العالم أجمع"، مؤكدا أن " إنجازات الأردن الشقيق خلال العقد الماضي تستحق الإشادة".

وأضاف" أمامنا اليوم فرص ذهبية وإمكانات هائلة للتعاون في المجال الاقتصادي، والتجاري، والزراعي، وفي مجال الصناعات الدوائية، والتعليم، والعلوم، والرعاية الصحية، والرياضة والسياحة"، مشيرا إلى أن هذه الميادين واعدة للتعاون بين البلدين.

وأكد الرئيس رحمان حرص بلاده على ترسيخ التعاون المثمر مع الأردن خصوصا في المجالات الأمنية.

وشهد جلالة الملك والرئيس رحمان، عقب المباحثات الموسعة، توقيع اتفاقيتي تعاون بين الأردن وطاجيكستان في مجال تعزيز وحماية الاستثمارات المتبادلة، وقعها عن الجانب الأردني وزير الدولة لشؤون الاستثمار مهند شحادة، وعن الجانب الطاجيكي رئيس لجنة الاستثمار وأملاك الدولة، قهارزاده فيض الدين ستار، وفي مجال تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من الضرائب فيما يتعلق بالضرائب على الدخل ورأس المال، وقعها عن الجانب الأردني وزير المالية عمر ملحس، وعن الجانب الطاجيكي وزير المالية قربانيان عبد السلام كريم.

كما وقع الجانبان مذكرة تفاهم في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وقعها عن الجانب الأردني وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عادل الطويسي، وعن الجانب الطاجيكي وزير المعارف والعلم سيد نور الدين سيد.

وحضر المباحثات رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير المخابرات العامة، ووزراء التعليم العالي والبحث العلمي، والثقافة، والمالية، والزراعة، والدولة للشؤون القانونية، والصناعة والتجارة والتموين، والشباب والدولة لشؤون الاستثمار. كما حضرها عن الجانب الطاجيكي وفد رفيع المستوى يضم عددا من الوزراء وكبار المسؤولين، وسفير جمهورية طاجيكستان غير المقيم والمعتمد لدى المملكة.

وكانت جرت لرئيس طاجيكستان مراسم استقبال رسمية في قصر الحسينية، حيث كان جلالة الملك في مقدمة مستقبليه.

واستعرض جلالته والرئيس الضيف حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزفت الموسيقى السلامين الوطني لطاجيكستان والملكي الأردني.

وصدر في ختام المباحثات بيان مشترك، فيما يلي نصه:

 

البيان المشترك حول تعزيز التّعاون بين المملكة الأردنيّة الهاشميّة وجمهوريّة طاجيكستان

تلبية لدعوة من صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية – حفظه الله ورعاه – قام فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان – حفظه الله ورعاه – بزيارة رسميّة إلى المملكة الأردنيّة الهاشميّة بتاريخ 9-11كانون الأول 2017.

أجرى فخامة رئيس جمهورية طاجيكستان خلال هذه الزِّيارة مُحادثات ثنائيّة مع أخيه صاحب الجلالة الملك عبدالله الثّاني ابن الحسين ملك المملكة الاردنيّة الهاشميّة، اتسمت بجوًّ من الودِّ وحسن الّتفاهم، وتناولت موضوعات تتعلق بالعلاقات الثّنائية، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

أكد الجانبان على أهمية مُواصلة التّعاون الوثيق الرَّامي لتعزيز السلم والاستقرار والأمن والتنمية المستدامة في المنطقة.

ومن منطلق أواصر الصداقة التاريخية بين البلدين، أكد الزعيمان على ضرورة تنمية العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بما في ذلك التبادل التجاري والاستثمار والصناعة والزراعة والسياحة والثقافة والتعليم والعلوم، وفي هذا السياق اتفق الجانبان على تعزيز التعاون الثنائي في المجالات التالية:

التعاون السياسي والأمني

اتفق الزعيمان على أهمية تعزيز التّعاون في مختلف المجالات بين البلدين الشقيقين على صعيد العلاقات الثنائية، وكذلك على صعيد توفير الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة.

يحث الجانبان على تبادل الزيارات بين المسؤولين رفيعي المستوى من البلدين.

اتفق الجانبان على عقد المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في البلدين بشكل دوري.

إدراكاً لأهمية التّعاون البرلماني، أكد الجانبان على ضرورة تأسيس لجنة الصداقة البرلمانية بين البلدين، وتفعيل التّعاون الوثيق في إطار الاتحاد البرلماني الآسيوي، وغير ذلك من الأنظمة الإقليمية والدولية المعنية.

أشاد الجانبان بدور سفارتي البلدين في تعزيز العلاقات السياسية وتفعيل التعاون بين مختلف مؤسسات القطاعين العام والخاص في البلدين، وفي هذا المضمار رحّب الجانبان بتعيين السفيرين المفوضين وفوق العادة للبلدين في بعضهما البعض.

أعرب الزعيمان عن بالغ قلقهما تجاه التهديدات النّاتجة عن الإرهاب والتّطرف وتهريب المخدرات وغير ذلك من الجرائم المُنظَّمة العابرة للحدود، وفي هذا السياق اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال محاربة التهديدات المشار إليها.

التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري

اتفق الزعيمان على استغلال الإمكانيات الواسعة في مجالات؛ الاقتصاد والتجارة والاستثمار والمالية والشؤون البنكية والطاقة والزراعة والصناعات الخفيفة والتكنولوجيات الإعلامية والنفط والغاز والنقل والشؤون اللوجستية والسياحة.

رحب كلا الزعيمين بإنشاء اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني من أجل تنمية العلاقات المتعددة المناحي بين البلدين.

أعرب الزعيمان عن رغبتهما في إنشاء مجلس مستثمري الأردن وطاجيكستان تحت إشراف غرف التجارة والصناعة، وفي هذا السياق وجه الزعيمان الدعوة للقطاع الخاص ورجال الأعمال للمشاركة في المنتديات الاقتصادية والمعارض والتجمعات التجارية الدعائية والاستثمارية في كلا البلدين.

أعرب الزعيمان عن استعدادهما لتوفير الإطار القانوني المواتي، والجو الملائم للأنشطة الواعدة للمستثمرين والشركات والمؤسسات في البلدين، وكذلك لإنشاء المؤسسات المشتركة لطاجيكستان والأردن، بما في ذلك المناطق الاقتصادية الحرة والخاصة للبلدين.

التعاون في مجالات الثقافة والعلوم والتعليم

انطلاقاً من القيم الحضارية والثقافية المشتركة والإمكانيات الضخمة في البلدين على الصعيد الإنساني شدَّد الزعيمان على ضرورة تفعيل التعاون المثمر في مجالات الثقافة والعلوم والتعليم.

قرر الزعيمان أنهما سيعملان على تشجيع مواطني البلدين على تبادل الزيارات للبلدين بغية توطيد العلاقات بين الشعبين والمبنية على حسن التفاهم، واتفق الجانبان على تنمية التعاون في مجالات العمل الأكاديمي والشباب والرياضة والمتاحف ووسائل الإعلام.

قام الزعيمان بتوجيه المؤسسات المعنية نحو التعاون في مجالات التعليم التخصصي والمتوسط والعالي عبر تبادل الاساتذة والطلبة وكذلك التعاون العلمي وتنفيذ المشاريع المشتركة في مجالات التعليم والبحث العلمي.

الشؤون الإقليمية والدولية

أشاد الجانبان بمستوى التعاون الرفيع بين البلدين في إطار منظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والمنظمات المتعددة الأطراف الإقليمية والدولية الأخرى مع التأكيد على أن طاجيكستان والأردن سيواصلان التعاون الوثيق والبَّناء في إطار منظمة الأمم المتحدة، وسيقومان بالدعم المتبادل لمبادراتهما الإقليمية والدولية.

أبدى الجانبان قلقهما البالغ إزاء تصاعد حجم التحديات في العالم الاسلامي، وكانت لديهما الرؤية المماثلة بشأن التعزيز المستقبلي لوحدة وتضامن المسلمين والتعاون للمزيد من الرفاه للأمة الإسلامية وكذلك المساعي المشتركة في سبيل تحقيق أهداف منظمة التعاون الإسلامي.

أكد الزعيمان على ضرورة الاحترام والالتزام بالمعايير المعترف بها لدى القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ السيادة الوطنية ووحدة الأراضي وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية.

رحب الجانب الأردني بعملية تفعيل المبادرة الجديدة لطاجيكستان حول العقد الدولي للعمل "الماء من أجل التنمية المستدامة" 2018-2020.

أكّد الزعيمان على أهمية حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي حلاً عادلاً ودائماً، ويرى الجانبان ضرورة تسوية الخلافات والصراعات عبر الطرق السلمية على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، وعن طريق مفاوضات جادة ومؤطّرة زمنياً تعالج جميع قضايا الوضع النهائي وتقود إلى تطبيق حل الدولتين، الحل الوحيد للصراع، الذي تقوم بموجبه الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة والمتواصلة جغرافياً على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها، بحيث تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل.

كما شدد الزعيمان على الأهمية القصوى للحفاظ على الوضع التاريخي القائم والوضع القانوني في المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف، ووقف كل الانتهاكات الإسرائيلية ضده. وثمّن الرئيس الطاجيكي الجهود التي تقوم بها المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، لحماية المدينة المقدسة وهويتها التاريخية.

أكد الزعيمان أن القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها يشكل خرقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ويستفز مشاعر المسلمين والمسيحيين في العالمين العربي والإسلامي، وسيكون له تداعيات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة وجهود تحقيق السلام.

وشدد الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود العربية والإسلامية والدولية لحماية الحقوق الفلسطينية في مدينة القدس، التي تمثل مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وأكد الزعيمان أن موضوع القدس يتقرر بالتفاوض ويجب تسويته ضمن إطار حل شامل ينهي النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي.

أكد الزعيمان على أهمية استمرار دعم الجهود الدولية لتحقيق حل سياسي للأزمة السورية، بما يضمن استقلال وسيادة سوريا ووحدة أراضيها، ويقبله الشعب السوري ويحقق تطلعاته، استناداً لبيان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن 2254 (2015)، وثمّن الجانب الطاجيكي الجهود الإنسانية والدور الذي تقوم به المملكة الأردنية الهاشمية تجاه أكثر من مليون وثلاثمائة ألف لاجئ سوري تستضيفهم المملكة، وما يترتب على ذلك من ضغط على مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية والأمنية وتهيئة الظروف المواتية لعودتهم.

وقد تمخضت مباحثات القمة عن التوقيع على الاتفاقيات الثنائية التاليّة:

مذكرة تفاهم بين حكومة المملكة الاردنية الهاشمية وحكومة جمهورية طاجيكستان حول التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.

اتفاقية بين حكومة المملكة الأردنية الهاشمية وحكومة جمهورية طاجيكستان بشأن تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من الضرائب، فيما يتعلق بالضرائب على الدخل ورأس المال.

اتفاقية بين حكومة المملكة الأردنية الهاشمية وحكومة جمهورية طاجيكستان بشأن التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات.

أعرب فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان – حفظه الله ورعاه – عن بالغ شكره وتقديره لصاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنيّة الهاشميّة –حفظه الله ورعاه-على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة لفخامته والوفد المرافق.

ووجه فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهوريّة طاجيكستان الدعوة لأخيه صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنيّة الهاشميّة للقيام بزيارة رسميّة إلى جمهوريّة طاجيكستان.

وتلقى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنيّة الهاشميّة الدعوة بالقبول واعرب أنه سيزور طاجيكستان بكل سرور في موعد يناسب الجانبين، وتقرر تحديد موعد الزيارة عبر القنوات الدبلوماسيّة.

صدر في مدينة عمَّان بتاريخ 10 كانون الأوّل 2017.