الشعبان الأخوان التوأمان
خطر ببالي الأخوان التوأمان ﻷطلقهما على الشعبين اﻷردني والفلسطيني ونحن نعيش في ظرف إعلان أحادي الجانب من الرئيس الأمريكي لنقل سفارة بلاده للقدس الشريف وإعترافه لتكون عاصمة إسرائيل وتجاوزه كل المواثيق والإتفاقيات الدولية في خضم إحتجاجات وتظاهرات عربية وإسلامية وشرفاء العالم، فالشعبان عضد وسند لبعضهما وهما كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر اﻷعضاء بالسهر والحمى:
1. الأردنيون قيادة وشعباً يقفون لجانب الشعب الفلسطيني البطل في محنته وفِي خندق القدس الشريف ويعارضون بشدة نقل السفارة للقدس الشريف وعبروا عن ذلك بكل الوسائل المتاحة والممكنة.
2. الحركات الإحتجاجية والتعبيرية ومشاعر الغضب عمّت كل مناطق المملكة ومن القلب مثلما كان الموقف الرسمي رافضاً للقرار ويعتبره مخالفاً للشرعية الدولية.
3. الأردن يشكل الرئة التي تتنفس منها فلسطين الحبيبة، والشعبان شكلا مهاجرين وأنصار وقت النكبة والنكسة واليوم إبّان إعلان القدس.
4. روابط الدم والمصاهرة والنسب والتلاحم الوطني والجغرافيا والتاريخ والتطلعات المشتركة تجعل من الشعبين يعيشان في وحدة وطنية ونسيج إجتماعي ولا أحلى.
5. ولاء وإنتماء اﻷردنيين من أصول فلسطينية أكيد للأردن وقيادته الهاشمية، وهم بالمقابل متمسكون بهويتهم الفرعية الفلسطينية لحفظ ماء الوجه في خيار حق العودة، وهذا يشكل قمة التوازن والحكمة.
6. جلالة الملك يشكل خط الدفاع اﻷول المناصر للقضية الفلسطينية والقدس والمقدسات في المحافل واللقاءات الدولية، لدرجة أن اﻷردن بات الدولة شبه الوحيدة التي تطرح القضية الفلسطينية بجرأة وتدافع عنها في ظل سلبية الكثير من الدول العربية واﻹسلامية.
7. اﻷردنيون من أصول فلسطينية مكون أساس في بناء اﻷردن النموذج وإقتصاده والمساهمة في حفظ أمنه وإستقراره لجانب أجهزتنا اﻷمنية والجيش، وهم في خندق الوطن على الدوام.
8. العالم والمجموعة اﻷممية مقصرون بحق الفلسطينيين لنصرتهم وإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني، ومقصرون في إعادة مسار السلام العادل لمساره الصحيح لغايات الوصول لمبدأ حل الدولتين.
9. مطلوب التنبه لضرورة تمتين جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية في ظل الظروف المحيطة بالمنطقة.
10. ومطلوب تعزيز وحدتنا الوطنية والمساهمة في حالة اﻹنصهار اﻹجتماعي المثلى.
11. ومطلوب إستذكار الشهداء من الجيش العربي المصطفوي الذين قضوا في سبيل الله في اللطرون والقدس وباب الواد وغيرها.
12. ومطلوب تفويت الفرصة على المتربصين بشعبنا ووطننا وإرشادهم لجادة الصواب.
ختاماً.. الشعبان اﻷردني والفلسطيني توأمان ونموذج في العلاقات اﻷخوية واﻹنسانية، ومطلوب تعظيم اﻹيجابيات في هذا النموذج والبناء عليها، وستبقى القدس عاصمة فلسطين.