نعمة الأمن والأمان تنسي آلام البلاء !!!
المهندس هاشم نايل المجالي
الأمل دواء والقلق عناء والتفاؤل خير ورجاء ولا يَيأس من نعمة وفضل الله علينا الا القوم الجاهلون ، ولأن لدينا فرسان وطنيون لا يترجلون من صهوة جوادهم اثناء مرورهم بمستنقعات الفساد لأن سمو اخلاقهم تسمو بهم عن مستنقعات الحثالة ، فشكراً لمن صفعنا لنتعلم درساً وشكراً لمن تجاهلنا حتى يذكرنا بأنفسنا ، وشكراً لمن اهدانا الخيانة فعرفنا قيمة الوفاء والانتماء والاخلاص ، وشكراً لمن امطرنا بالكذب والاوهام حتى عرفنا الحقائق ، وشكراً لمن اهديناهم ارواحنا ولم يقدموا شكراً .
فمن التجربة نتعلم الدروس وما كنا نتعلمها لولا ان جعلهم الله في طريقنا لنتعلم دروس الحياة ونحن لا نرتب اماكن الاشخاص في وطننا بل اعمالهم وانجازاتهم ووفاءهم وانتماءهم هو الذي يعطي مكانتهم .
وعندما نكون صادقين مع الله في افعالنا واعمالنا وسلوكياتنا ونياتنا وصادقين مع انفسنا ، حتى دروبنا الفقيرة سوف تغتني وحتى صدورنا المعتمة سوف تضيء مهما كانت الازمات والظروف الصعبة فلن تخنقنا ، فلنا موعد دوماً ان شاء الله مع الاختيار الافضل لابواب الفرج والحكمة والذكاء ان لا نخوض بحوارات وجدال مع اشخاص لا نعرف خلفيتهم واجنداتهم ومن منا سينتصر على الآخر ، لان الحكمة والذكاء ان نكون حكماء مع انفسنا ونتجنب سفاسفة الامور ونرتقي لمصاف الكبار ولنرسم لأنفسنا دروباً نسير عليها ونشعل اضواء الدرب بالعمل والعطاء والخلق ولندع الاخرين يسيرون خلفنا دون الالتفاف اليهم من اجل ان نصنع مجد هذا الوطن ونحطم اصناف الفاسدين فمن يسلك سبيل العزم والارادة حتما ًسيحقق النجاح فهو هدفنا في هذا الوطن ولنضع في قلب كل مواطن وشاب شمعة لنشعلها وحتى لو تألم قليلاً من حرارتها لكنها ستنير له طريقه الصحيح فنحن اولى بشبابنا بالعمل والعطاء والانتاج اياً كانت المهمة فالشمعة ستنير لهم الطريق ولتقترن اقوالنا بالافعال قال تعالى ( كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون ) والرزق نوعان رزق يطلبك وهو فضل الله عليك حتى ولو على ضعفك ، والثاني رزق تطلبه والذي لن يأتي الا بالسعي والعمل وهو عدل من الله ، وكلنا في هذا الوطن يعلم ويعي ان الاسباب الصغيرة لها نتائج وأثر كبير في نفوسنا ففقدان المسمار اضاع حدوة الحصان وفقدان الحدوة اضاع الحصان وفقدان الحصان اضاع الفارس .فهناك من المسؤولين قلوبهم لاهية في ملذات الحياة وشهواتهم ففقدوا السبيل والهداية فأصبحوا بعد ان انكشفوا صغاراً في وطن العمالقة فلقد ركضوا خلف المظاهر فخدعتهم وركضوا خلف الثروة فقد تتلاشى بسرعة .
ان النفس لأمارة بالسوء فان عصتك في الطاعة فأعصها انت عن المعصية ، ان كل هذا الالم الذي نشعر به بسبب الازمات والتعثرات والمتغيرات ليس سوى انكسار القشرة التي تغلف ادراكنا ووعينا لأهمية الامن والامان والاستقرار ، فان بعض الجراح عطايا وان في قسوة العيش هدايا ما دمنا مع الله فلن نخشى شيئاً فالخير والفرج قد يكون مختبئاً في زحام هذه الازمات ، وما الوجع الا رحمة من الله ارحم الراحمين ، والشجرة عندما تتساقط اوراقها لن تنكسر بل تظل متشبثة بالارض تترقب المطر وهي على ثقة بأنها ستثمر من جديد ، ان وطننا وطن العطاء والخير فيه ومهما تساقط اوراق شجره سيكون هناك بمشيئة الله مطر ليعيد ويثمر .
والحديث الشريف يقول ( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ) فلا بد من السعي والعمل ولن تقول للفاسدين سوى ان المال الحرام لن يجلب لهم السعادة ولكنه يجعلهم يعيشون تعاستهم برفاهية فمن نهب مال هذا الوطن نجده اما قابعاً في السجن او هارباً خارج الوطن تائه عن اهله ومجتمعه واصبح منبوذاً لا يريد احد ان يتعامل معه .
وكما قالوا ان بعض البلاد تضع اشخاصاً امام الف باب مغلق وتمنحهم مفتاحاً واحداً ، وبعض البلاد تضع أشخاصاً امام الباب الوحيد وتمنحه الف مفتاح ، وبعض البلاد تعلمك كسر الاقفال .
ونحن في هذا الوطن لا ننسى الرجال الاوفياء الذين قدموا وضحوا من اجل هذا الوطن وكسروا الاقفال لنهضته وتحدوا الصعاب ولا ننسى ايضاً ان هناك شخصيات منحت الف مفتاح ولكنهم خانوا الامانة .
حمى الله هذا الوطن في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة .
hashemmajali_56@yahoo.com