تصريحات وزيرة الطاقة

 

 د. أيوب ابودية

أحاول منذ فترة أن اتبين مضامين تصريحات وزيرة الطاقة  فيما راودتني بعض الشكوك أن بعضها يتم إخراجه عن سياقة عندما تنشره الصحافة. وبالرغم من ذلك الاعتقاد فارغب في بيان الرأي حول مسألتين: الأولى حول التصريح  بأن الشبكة الكهربائية الأردنية تغطي 99% من السكان

والثانية الإعلان عن بدء إنتاج الكهرباء من الصخر الزيتي عام  2020 .

فيما يتعلق بالمسالة الأولى فإن هذا الخبر ليس جديدا فقد  تم انجاز 99% من التغطية منذ عقود ولا شك أنه يسجل للاردن وبخاصة أن دولة عظيمة مثل الهند على سبيل المثال يفتقر نحو ثلث عدد سكانها إلى الكهرباء من الشبكة . فما الداعي اذا للتغني بهذا الانجاز اليوم أليس من الأولى الحديث عن فلس الريف الذي تأسس لكهربة الريف وما زال يجمع نحو 16 مليون دينار سنويا حتى يومنا هذا على غير وجه حق! أليس من الأولى أن يتم تحويله إلى صناديق تخدم الناس لتركيب سخانات شمسية وتولد الكهرباء بالطاقة الشمسية ودعم إجراءات ترشيد استهلاك الطاقة ورفع مستوى الكفاءة الحرارية في الأبنية الأردنية؟

اما فيما يتعلق بالصخر الزيتي والحماسة بشأن توليد الكهرباء في منتصف عام 2029  فيتفاجأ المرء لماذا لم تذكر الوزيرة أهمية التوسع في إنتاج الكهرباء من الصخر الزيتي بحيث يزيد الإنتاج إلى الضعف على الأقل ليبلغ 45% من الكهرباء قبل عام 2025 بدلا من 15% كما في استراتيجية الطاقة الجديدة لأن التوسع في الإنتاج ضمن بنية تحتية قائمة يؤدي إلى خفض التكلفة؛ ففيما يباع الكيلواط. ساعة بــ 73 فلساً من المرحلة الأولى وينخفض 25% بعد 18 عاماً فإن إضافة محطة حرارية جديدة بقدرة 476 ميجاواط صافي قدرة كهربائية إلى الشبكة كسابقتها سوف يخفض السعر على الأقل 25% أخرى، وبالتالي يمكن أن تصبح أسعار الكهرباء أقل من أسعار الطاقة المتجددة؛ وهذا تطور هائل لمستقبل الطاقة في الأردن وتصريح يمكن أن تهلل له الصحف اذا صدر عن مسؤول أردني رفيع المستوى.

ختاما نقول اننا بحاجة إلى التوسع في إنتاج الصخر الزيتي ،فورا لانها طاقة محلية مستدامة

طبعا مع أخذ الاحتياطات البيئية اللازمة؛ وكذلك التوسع في إنتاج الطاقة المتجددة فلماذا نحن مقيدون بسقف 20% ؟ فإذا كان التوسع في الممر الأخضر ضروريا فماذا تنتظرون واذا كان الربط الكهربائي  مع  السعودية ضروريا لادارة الاحمال مستقبلا فماذا تنتظرون؟ واذا كانت توسعة الربط مع مصر  ضرورية فلماذا التأخير ؟ هذه هي التصريحات النارية التي نطمح اليها ونأمل أن تتناقلها وسائل الاعلام.//