بضوء اخضر من ترامب.. يقود الابادة في غزة ويبعد الفلسطينيين من مخيمات الضفة
... جزارون في "كيان" الدم
ثانيا.. (2 ) كاتس.. تلميذ شارون و"بوق" نتنياهو
يكرر عبارة سيده بالبيت الابيض "سنفتح أبواب الجحيم في غزة"
الصحافة تسميه "الجرافة" ومعلقون مجرد "مقاول فرعي" طموحه إرضاء سيده
صحفي صهيوني: "إسرائيل".. الدولة الأولى لإنتاج الإرهاب بالعالم
الانباط – عبد الرحمن أبوحاكمة
"يقتلون الفلسطيني أمام أولاده ثم يتباكون: (إسرائيل).. الدولة الأولى لإنتاج الإرهاب في العالم"... بهذه الكلمات اختصر الصحفي "الاسرائيلي" أيريس ليعال وضع الكيان الصهيوني.. جاء ذلك في مقال له بصحيفة هآرتس بتاريخ 10 نوفمبر 2024 وتحدث فيها عن ما وصف ب العنف ضد المشجعين الإسرائيليين في العاصمة الهولندية أمستردام، وردود الفعل الاسرائيلية على هذه الاحداث ومنها ما قاله روعي عيدان: "لن يحبوننا أبداً، لكن يجب أن يخافوننا”، بعد "تسوية غزة بالأرض”، و"يجب احتلال جنوب لبنان”، ويتابع ليعال "من شبه المؤكد أن المؤيدين للفلسطينيين يكرهون الإسرائيليين، وهذا العنف الذي حدث، كان ينتظر الشرارة لإشعاله. مع ذلك، أنزل المشجعون الإسرائيليون أعلام فلسطين، و”اسمحوا للجيش الإسرائيلي بالانتصار” و”الموت للعرب” وكأنهم كانوا في "مسيرة الأعلام”... ويؤكد: "عندما ينزعج الناس بسبب ما حدث في أوروبا، يجب عدم نسيان المذابح التي يرتكبها المستوطنون في فلسطين كل أسبوع تقريباً، وجنود (جيش الدفاع) يراقبون وأيديهم في جيوبهم! ان الأرقام المخيفة لعشرات آلاف القتلى، من الأطفال والأولاد والعائلات التي أبيدت والطرد الجماعي، نكبة ثانية، تجويع ومنع إدخال المساعدات الإنسانية وما شابه، وجرائم حرب أيضاً.
"من فمهم ندينهم" هذه خلاصة مقال ليعال، الامر لا ينطبق هنا على المشجعين "الاسرائيليين" في امستردام الذين هتفوا ب”الموت للعرب” بل من المؤكد انه ينطبق على غالبية المجتمع الصهيوني.
في هذه الحلقة من "جزارون في كيان الدم" التي تترافق مع بدء النسخة الجديدة من الابادة الجماعية ضد العزل في قطاع غزة والتي بدأت فجر يوم الثلاثاء 18 اذار "مارس" 2025 مـ الموافق 18 رمضان 1446 هـ والتي ذهب ضحية الموجة الاولى منها نحو 500 شهيد ومئات الجرحى غالبيتهم من الاطفال والنساء .. نتحدث عن القاتل والارهابي يسرائيل كاتس وزير الحرب بدولة الاحتلال الذي يقود هذا العدوان ك ظل وتابع للقاتل رئيس الوزراء بنيامين نتياهو، بضوء اخضر ومشاركة من الادارة الامريكية التي يترأسها المأفون دونالد ترامب الذي صرح الناطق باسم بيته الأبيض بكل وقاحة وصلافة "الرئيس ترامب دعم عودة نتنياهو للحرب وأرسل قاذفات وحاملات طائرات للدفاع عن إسرائيل". وبذلك واشنطن علنا وعلى مرأى من العالم العاجز انها شريكة في حرب الابادة ضد اهل غزة.
شارون مثلي الاعلى
كاتس الذي كرر عبارة سيده في البيت الابيض "سنفتح أبواب الجحيم في غزة" كان قد اوعز لجيشه بمواصلة احتلال مخيمات بالضفة حتى نهاية عام 2025، جاء ذلك أثناء مشاركته في مؤتمر "الصهيونية الفيدرالية" في تل أبيب، متفاخرا بتهجير 40 ألف من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، وقتل واصابة واعتقال المئات في الضفة عدا عشرات الالاف في قطاع غزة وصولا الى لبنان وليس اخيرا في سورية التي احتل جيشه جنوبها الغربي ويواصل منذ نحو مائة يوم قصف وتدمير عشرات بل مئات المواقع فيها.
وهنا يكفي استعراض موقع كاتس على منصة إكس لتكوين فكرة كيف حوله هذا السياسي الليكودي، إلى منصة للتجريم والتشهير والإرهاب الفكري الموجّه لمؤسسات وحكومات وشخصيات ومنظمات دولية، ويكفي ايضا القول ان كاتس كان يعتبررئيس الوزراء الاسبق وكبير الارهابيين آرييل شارون مثله الأعلى.
وتكشف وقائع سيرة كاتس السياسية والأمنية قبل وصوله إلى أعلى منصب عسكري أنه - مع ولائه لنتنياهو- كان من فئة الليكوديين المتشددين منذ انضمامه لعضوية الكنيست عام 1998. فهو إلى جانب توليه مناصب وزارية عدة خلال العقدين الماضيين، منها وزير الزراعة، والنقل، والمخابرات، والمالية والطاقة، كان صاحب "خطة" زيادة عدد المستوطنين في مرتفعات الجولان بشكل كبير، التي قدّمها للكنيست في يناير/كانون الثاني 2004. وفي مارس/آذار من العام ذاته لوّح بالاستقالة من حكومة شارون احتجاجا على خطتها للانسحاب من قطاع غزة من طرف واحد. رغم أنه كان يعتبره وقتها مثاله الأعلى.
يسرائيل كاتس سياسي يميني، ينتمي ل«الليكود»، وحصل على البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الجامعة العبرية في القدس، ثم التحق بالدراسات العليا في الجامعة نفسها. مولودٌ في عام 1955، نشأ في مستوطنة "مواشاف كفار أَحيم"، وترعرع في "يشييفاة أور عتصيون"، على يد الحاخام حاييم دروكمان مؤسس حركة "غوش إيمونيم" الاستيطانية. أمّا مسيرته العسكرية فقد انطلقت من لواء "المظليين"، والتي عبر خلالها دورة الضباط، ليبلغ رتبه رائد.
عندما كان طالباً في الجامعة العبرية في القدس، ترأس كاتس الحركة الطلابيّة، ونشط في الاتحاد الطُلابيّ القُطْريّ مع زميله تساحي هنغبي، الذي سيصبح بعد عقود رئيس هيئة الأمن القومي إلى جانبه في الحكومة الحالية. نشط كاتس ضد ما سمّاه الإعلام الإسرائيلي في ذلك الحين بـ"العنف والتحريض تجاه إسرائيل، والممارس من قبل الطلبة العرب (من فلسطينيي الـ48) في الجامعة". تقلد مناصب حكومية كان أبرزها حقيبة الخارجية والمواصلات والمالية والاستخبارات. كاتس وفي بدايات طريقه في "الليكود" تقرّب من شارون، وأقام ما عُرف في حينه بـ"معسكر شارون" داخل الحزب، إبان اجتياح لبنان عام 1982. وكان له دورا بارزا في ممارسة ضغوطا بالتعاون مع المنظمة الصهيونية العالمية، لتخصيص 32 مليار دولار لتوفير الحوافز والإعانات للمستوطنات في الضفة الغربية.
جرافة" ام "مقاول فرعي"
من أبرز قرار كاتس، خلال عمله وزيرا للمواصلات بحكومة نتنياهو عام 2009، تغيير لافتات الطرق الموجودة إلى العبرية، بحيث تكون جميع الأسماء التي تظهر عليها بالعبرية وتكون العربية والإنجليزية ترجمة مباشرة لهذه الأسماء، وتبنى دوما وجهة نظر تدعو لضم الضفة وتوسيع السيادة الكاملة عليها، كما يدعم استمرار بناء المستوطنات فيها، ويدعو لقطع جميع العلاقات مع السلطة الفلسطينية. ويعارض حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية بأي شكل من الأشكال ، ويعارض أي انسحاب من مرتفعات الجولان، ويعدها جزءا لا يتجزأ من "إسرائيل".
ويقول المحلل السياسي أفيف بوشينسكي، مدير مكتب نتنياهو السابق، إن كاتس "أكثر انسجاما مع رئيس الوزراء من سلفه غالانت"، وأضاف "لا أستطيع أن أتذكر حادثة واحدة كان فيها معارضا لنتنياهو في أي شيء". أما نتنياهو نفسه فنقلت عنه يديعوت أحرونوت أنه "أظهر ثقة في خبرة كاتس الواسعة وقيادته"، قائلا إنه "مجهز جيدا لقيادة الجهود الدفاعية خلال هذه الفترة الحرجة".
ويعتبر الارهابي كاتس من ابرز المطالبين ب ابعاد الفلسطينيين من الضفة ففي أغسطس/ آب 2024 دعا إلى "إجلاء الفلسطينيين من مدن الضفة ومخيماتها، كما يتم إخلاء مخيمات قطاع غزة"، مبررا ذلك بالقول إن "هذه حرب على كل شيء، وعلينا أن ننتصر فيها"، لذا لم تترد الصحافة الإسرائيلية عند اختيار كاتس المقيم في مستوطنة كفار أحيم لمنصبه الجديد عن تسميته "الجرافة". في حين رأى المعلقون الإسرائيليون فيه مجرد "مقاول فرعي" يتلخص طموحه بإرضاء سيده نتنياهو.
على مدى سنوات، نظر الجمهور الإسرائيلي إلى كاتس باعتباره "بلدوزر" كما تصفه "يديعوت أحرنوت"، خصوصاً عندما تولى وزارة المواصلات. مع ذلك، عصفت به كوزير للخارجية رياح الانتقادات على إثر "التدهور الذي تسبب به لمكانة إسرائيل في العالم".
كاتس الذي قضى ايام قريبا من المدرسة الدينية الصهيونية "أور عتصيون"، ظلّت مسألة الاستيطان جزءاً أساسياً في مخططاته ومواقفه. في 2018، لمّا كان وزيراً للمواصلات افتتح تقاطعاً أساسياً عند مستوطنة "بيت إيل" شماليّ رام الله، يوّمها حدد بأن مهمته تقتضي بـ"مضاعفة الاستيطان" وجعل البنى التحتية الاستيطانية في الضفة موازية في "تطوّرها" لتلك التي داخل الخط الأخضر، أمعن في مواقفه المتطرفة بعد ذلك، وفي نهاية أغسطس/ آب الماضي عبر صفحته على "إكس" إلى تهجير الفلسطينيين".
مبادرة مثيرة للجدل
ويعتبر كاتس، صاحب المبادرة المثيرة للجدل، التي طفت على الساحة خلال العدوان على غزة عقب عملية طوفان الأقصى، والتي أطلقتها المقاومة على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتتلخص فكرته في إنشاء جزيرة صناعية تتضمن ميناء وأبراجا سكنية ومطارا مدنيا قبالة سواحل قطاع غزة لنقل سكانه إليها.
وهو مشروع قديم حديث، سعى كاتس لتمريره منذ 10 سنوات، يهدف إلى بناء جزيرة صناعية بالبحر المتوسط قبالة غزة، مرتبطة بالقطاع عبر جسر طوله نحو 5 كيلومترات، يمكنها أن تتحول إلى مركز تجاري ومنطقة تنمية اقتصادية تخدم غزة والمنطقة بأسرها.
هذه الفكرة طرحها كاتس باجتماع مع نظرائه الأوروبيين، إلا أنها قوبلت بالتجاهل التام. ودفع هذا الأمر وزارته إلى النفي أن يكون عرض تهجير سكان غزة وزعمت "إن ما عرضه الوزير هو بناء ميناء لغزة على جزيرة صناعية".