العقبة.. الطبخ المنزلي مصدر دخل إضافي يعين أسرًا في رمضان
"الأنباط" تقابل سيدات يعملن بإعداد الطعام من منازلهن ويقمن ببيعه
الأنباط - دينا محادين
رمضان شهر الخير والبركة على جميع الصعد، فإضافة للعبادات والروحانيات التي يعج بها الشهر الفضيل، يحمل أيضًا خيرًا لأسر تعتبره موسمًا لتحقيق دخل إضافي من خلال إعداد الطعام في المنازل وبيعه.
وهذا الكلام يكاد يعمم على جميع محافظات المملكة، لكننا اليوم في العقبة، حيث قامت "الأنباط" بجولة على عدد من السيدات اللاتي يعملن بهذا المجال خلال الشهر الفضيل.
في ظل صعوبة الأوضاع المادية، يأتي دخل إعداد أصناف الطعام والحلويات في المنازل يسهم بتسديد جزء من التزامات الأسر المالية، بحسب سيدات قابلتهن "الأنباط"
وتقول إحدى السيدات، من مطبخ منزلها الذي تستأجره في إحدى الأحياء البسيطة بمحافظة العقبة والتي قررت افتتاح مشروعها الخاص من خلال تحضير الطعام والمونة، إنها تعمل بهذا المجال من المنزل لتحقيق مصدر دخل إضافي لعائلتها.
وتبين، في حديثها لـ"الأنباط"، أنها لا تستطيع الوقوف طويلًا نظرًا لكبر سنّها، لكنّها تحب الطبخ. وأنّها تُعد الأطعمة في بيتها منذ ثلاث سنوات تقريبًا، لافتة إلى البداية كانت متعثرة وبأدوات بعضها لا يلبي الحاجة.
وحول سبب تفكيرها بهذا المجال، تقول إن سوء الأوضاع المعيشية التي ترافقت مع موجة غلاء من إيجارات المنازل والكهرباء والأغذية وغيرها جعلتها تبحث عن مصدر دخل إضافي.
وأضافت "أحضر طلبات لزبائن عاديين وطلبات لجامعات أحيانًا، وتقوم ابنتي بنشر صور ما أحضره على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتصل بنا الزبائن للطلب، فنؤمن التوصيل إلى البيوت، وقبل فترة بدأ أحد الشباب العمل معنا على توصيل الطلبات إلى الزبائن".
وحول انطلاقتها، قالت: "في البداية، كنت أعدّ كلّ شيء بمفردي من دون مساعدة أحد، لكن بعد زيادة عدد الزبائن استعنت بفتاة تساعدني، لكني أتولى بالأساس مهمة الطهي، واخترت التركيز على الأطباق التقليدية التي يحبذها الأغلبية، وساعدني العمل في البيت على توفير مصدر دخل، ولا أجد مشاكل في توفير المواد الضرورية، أو في توفير الوقت، فحبي للطبخ لا يجعلني أشعر بالملل أو التعب، وأعدّ كل يوم وجبات مختلفة، وغالبية الزبائن لا يطلبون الأكلات الخفيفة، بل الأطعمة التقليدية التي لا يجدون الوقت لطهوها في بيوتهم".
وتشير إلى أنّ "أكل المطاعم لا يمكن مقارنته بأكل البيوت، لذا يفضل العديد من الزبائن شراء الأكل الذي يجري إعداده منزليًا بالطريقة التقليدية"
سيدة أخرى قابلتها "الأنباط"، قالت إنها تبدأ يومها في الساعة الخامسة فجرًا، لتقضي أكثر من تسع ساعات في العمل بإعداد الوجبات التقليدية، ومنها المعجنات والطبخات الأردنية المعروفة كالمنسف وورق العنب والصيادية، والمدفونة، والملوخية، والطاجن، وتجهز وجبات تكفي عشرة أشخاص على الأقل يوميًا.
وأوضحت أنها تقوم بتوفير ما تحتاجه من خضراوات ومواد غذائية لصنع الأطباق، ثم تنشر ما تجهزه على مواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر عدد من الزبائن الذين يفضلون أكل البيت على المطاعم، سواء العائلات أو الطلبة الذين يعيشون بعيدًا عن أهلهم.
شابة أخرى تعمل في هذا المجال ترى أن الطبخ المنزلي هو مصدر دخل لعائلتها بعد أن افتتحت مطبخًا إنتاجيًا كمهنة منزلية في إحدى الأحياء البسيطة في العقبة، وتقوم بإعداد الطعام والمونة بأدوات بسيطة لكنها ثابرت وجاهدت حتى أصبحت اليوم من السيدات التي يشار لها بمأكولاتها.
ومن الجدير بالذكر أن سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة قد أعلنت في وقت سابق ترخيص نشاط المهن المنزلية الذي بدأ العمل بتطبيقه لأول مرة في مدينة العقبة وذلك من خلال تنظيمه وفق التشريعات الناظمة لهذا القطاع في باقي المملكة والممارسات الفضلى في دول العالم.
ولا يعد مشروع الطبخ المنزلي في محافظة العقبة الوحيد لتحقيق مردود مالي، فقد انتشرت خلال السنوات الماضية مشاريع مشابهة لسيدات المحافظة خضن تجارب العمل من المنزل سواء في الطبخ أو صناعة الحلويات أو الشمع أو التطريز والخياطة وغيرها.