السكري.. هل أصبح ظاهرة مع تزايد انتشاره؟
حياصات: 45% نسبة مُصابي السكري والسكري الكامن
غنام: السكري من النوع الثاني منتشر بين الأطفال
78 % نسبة السُمنة في المملكة
الأنباط - كارمن أيمن
لم تعُد الإصابة بمرض السُّكَّري مُجرد حالات عابرة، إنّما أصبحت ظاهرة مُنتشرة بين الكبار والصغار في آنٍ واحد، ففي الآونة الأخيرة شهد الأطباء والمُختصّون ارتفاعًا ملحوظًا في نسب السُمنة لدى الأطفال والتي لعبت دورًا كبيرًا في حالات الإصابة بالسُّكَّري خاصّة إذا صاحبها اتِّباع عادات غير سليمة من حيث تناول الطعام أو قلّة الحركة، الأمر الذي فتح الباب للتساؤل حول الأسباب الشائعة للمرض وما الفرق بينه وبين السُّكَّري الكامن وما هي أكثر الفئات إصابةً به؟
ويرى مختصون أن انتشار النوع الثاني من السكري لدى الأطفال يعود للسُمنة باعتبارها مرتبطة بالمرض بشكلٍ كبير، إذ أصبح الأطفال يتّجهون نحو الطعام غير الصّحّي، إضافة إلى قلّة النّشاط البدني.
وشددوا في حديثهم لـ"الأنباط" على ضرورة تعويد الأطفال على تناول الطعام الصّحي وضبط الكمّيّات، إضافة إلى النوم لساعات كافية.
وبيَّنت استشارية السُّكَّري والغدد الصماء نائبة رئيس المركز الوطني للشؤون الطبّية الطبيبة دانا حياصات أنَّ نسبة المُصابين بالسُّكَّري الكامن والسُّكَّري بالأردن تبلغ 45%، 25% منهم مُصابين بالسُّكَّري الكامن و20% مُصابين بالسُّكَّري من النوع الثاني.
وتأتي هذه الإحصائيات ضمن دراسة وطنية مسحية أجراها المركز الوطني لمكافحة السُّكَّري منذ عام 2017، بحسب حياصات التي أشارت إلى أنَّ هذه الدراسات يتم البحث فيها كل خمس إلى ست سنوات.
ولفتت خلال حديثها "للأنباط" إلى أنَّ أسباب تفشِّي السُّكَّري من النوع الثاني بشكلٍ رئيسي تعود إلى زيادة الوزن، إذ يبدأ البنكرياس بإفراز الأنسولين بشكل أكثر من الطبيعي ما يؤثِّر على مضخّة البنكرياس بزيادة التعب والكسل وعدم القدرة على إفراز الأنسولين، وبالتالي يُصاب الفرد بالمرض وترتفع قراءات السُّكَّر.
وأوضحت أنَّ نسبة السُمنة في الأردن "عالية جدًّا"، إذ بلغت 78%، ويرجع السبب لنمط الغذاء غير الصحي وقلِّة ممارسة الرياضة، ما ينعكس على صحة الجسد وإصابة الفرد بالسُّكَّري.
وأضافت أنَّ للعامل الوراثي دورًا كبيرًا في الإصابة، لاسيَّما في سُكَّري النوع الثاني إضافةً إلى عامل السُمنة، وأمَّا بالنسبة للنّوع الأوَّل فهو التهاب مناعي مُزمن "أجسام مُضادة" تُهاجم البنكرياس وتُحطِّمه، ولا يُمكن الوقاية منه كما يحدث في النوع الثاني.
وتابعت أنُّه يحدث مع الأطفال واليافعين وذوي الأوزان المرتفعة، وغير مُوضَّح سببه الجذريّ، فبعض الأطباء يَرونَه نتيجة لالتهاب فايروسي أو التهاب مُعيَّن آخر يُغيِّر مناعة الجسم فيؤثِّر على البنكرياس.
وأكَّدت على أنَّ أكثر الفئات إصابةً بالسُّكَّري والسُّكَّري الكامن تتمثَّل بالأفراد فوق الـ18 عامًا، حيث أصبحت السُمنة مُتزايدة بين الأطفال مؤخَّرًا، الأمر الذي يؤدّي بهم للإصابة بالسُّكَّري من النوع الثاني بعدما كان الشائع إصابتهم بالسُّكَّري من النوع الأوَّل.
وأشارت حياصات إلى أنَّ زراعة البنكرياس كحلٍّ بديلٍ "ليست بالأمر السهل" فضلًا عن إلزامية تلقّي المريض لأدوية مُثبِّطة للمناعة مدى الحياة بعد إجراء عملية الزراعة، داعيةً إلى ضرورة الحفاظ على الوزن المثالي وتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة لتفادي الإصابة، لاسيَّما أنَّ السُّكَّري من النوع الثاني يُشكِّل 95% من حالات الإصابة.
من جانبه، أوضح طبيب غدد الصُم والسُكَّري محمد غنَّام أنَّ سبب انتشار النوع الثاني من السكري لدى الأطفال يعود للسُمنة باعتباره مرتبط بالمرض بشكلٍ كبير، إذ أصبح الأطفال يتّجهون نحو الطعام غير الصحي، إضافة إلى قلّة النّشاط البدني والحركة لاسيَّما في ظل انتشار الأجهزة الإلكترونية وقضاء أكثر الأوقات عليها.
ولفت إلى أنَّ أبرز المخاطر الصحية المرتبطة بالسُمنة تكمن في الإصابة في السُّكَّري أو ارتفاع في ضغط الدم أو تشحُّم في الكبد الدُهني المؤدّي للتّشمُّع ولاحقًا إصابة في سرطان الكبد، فضلًا عن الشعور بآلام في الرُكب ومشاكل في التنفُّس وحصى في المرارة.
ولاحظ غنَّام وجود السُّكَّري من النوع الثاني منتشرًا عند الأطفال في الآونة الأخيرة، مُشدِّدًا على أنَّ إصابة الأفراد بالسُّكَّري بعمرٍ أصغر يجعل مضاعفاتها وشدّتها تمتد لمدى أبعد و يُحدث ضررًا أكثر، لاسيَّما أنَّ علاج السُّكَّري والسُمنة يجب أن يبدأ في مراحل مُبكِّرة ومُنذ الصغر لتقليل مخاطرها وللحصول على نتائجَ أفضل.
وأكَّد غنَّام خلال حديثه "للأنباط" على ضرورة تعويد الأطفال على تناول الطعام الصّحّي لضبط كميّات الطعام ولتحسين نوعيَّته، إضافة إلى النوم لساعات كافية لأنَّ قلّة أو تأخير النوم يجعل هرمون الكورتيزون في حالة ارتفاع مُستمر في الجسم، ما يؤدي إلى السُمنة ومنع إفراز الهرمونات المُفيدة التي تُقلِّل الشهية للطعام، وبالتالي يبقى الفرد في حالة "جوع دائم" ويتناول الطعام بإفراط.
واختتم حديثه منوِّهًا إلى أهميّة زيادة النشاط البدني وتقليل ساعات الجلوس على الأجهزة الإلكترونية عند الأطفال والابتعاد عن المشروبات الغازية، مضيفًا أنَّ العوامل الوراثية المؤدّية للسُمنة "محدودة جدًّا ونادرة"، على الرغم من وجود الاستعداد الوراثي لكن ما يحكمه هو العادات غير الصحية.