الشرع : لن نسمحَ لأيِّ جهةٍ كانت أن تعبثَ بوِحدتِها الوطنية، أو تفسدَ السلمَ الأهليّ
الشرع : لن نسمحَ لأيِّ جهةٍ كانت أن تعبثَ بوِحدتِها الوطنية، أو تفسدَ السلمَ الأهليّ.
قال رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع في كلمة حول المستجدات الأخيرة في الساحل السوري أن بلاده مرّت بتجارُبَ مريرةٍ وصعبةٍ خلالَ السنواتِ الماضية، حتى نالت حريتها وحققت ثورةُ الشعبِ أهدافَها، ثم تعرضت مؤخراً لمحاولاتٍ عديدة، لزعزعةِ استقرارِها وجرِّها إلى مستنقعِ الفوضى.
واضاف " ونحنُ نقفُ في هذه اللحظةِ الحاسمة، نجدُ أنفسَنا أمامَ خطرٍ جديد، يتمثلُ في محاولاتِ فلولِ النظامِ السابقِ ومَن وراءَهم منَ الجهاتِ الخارجية، خلقَ فتنةٍ جديدة، وجرَّ بلادِنا إلى حربٍ أهلية، بهدفِ تقسيمِها وتدميرِ وحدتِها واستقرارِها.
وأشار الشرع بالقول "إننا نعلمُ تمامًا، أن هذه المخاطرَ التي نواجهُها اليومَ ليستْ مجردَ تهديداتٍ عابرة، بل هي نتيجةٌ مباشرةٌ لمحاولاتٍ انتهازيةٍ من قِبلِ قوىً تسعى إلى إدامةِ الفوضى، وتدميرِ ما تبقى من وطنِنا الحبيب، ولعلَّ ما يحدثُ في بعضِ مناطقِ الساحلِ هو المثالُ الأوضحُ على هذهِ المحاولات، وليست هي الأولى بل حدث مثلها قبل شهر ونص وأخمدناها بفضل الله.
الرئيس الشرع: قال خلال الكلمة "علينا أن نعترف بالحقائق أن النظام الساقط خلّف جراحات عميقة أثناء فترة حكمه، فرع فلسطين وصيدنايا والأفرع الأمنية والاغتصاب والكيماوي والتهجير وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، كل ذلك ترك جراحا من الصعوبة بمكان أن تندمل، وكان من نتائجها ما حدث بالأمس رغم سعي الدولة من اللحظة الأولى للانتصار من منع وقوع ذلك.
ولفت أنه منذ اللحظات الأولى قامت الدولة السورية بتعزيز المنطقة بالقوات الأمنية لحماية السلم الأهلي ومنع حدوث حالات ثأرية، هذه القوات تمت مهاجمتها وقتلوا العديد منها قتلاً وحرقاً واعتدوا على الأهالي هناك، ومن قام بهذه الجريمة النكراء هم أنفسهم من قاموا بالجرائم البشعة ضد الشعب السوري خلال الـ 14 عاما الماضية.
الشرع قال ايضا " ما دروا أنهم بذلك قد كسروا الجدار الذي يحافظ على السلم الأهلي مما أدى لوقوع تجاوزات وعمت بعض الفوضى التي شاهدناها جميعاً، وعليه فإنه علينا جميعاً أن نتمتع برباطة الجأش وأن نكون أقوياء في مواجهة من يحاول أن يثير النعرات الطائفية والخصومات البينية.
وقال "نؤكدُ للشعبِ السوريِّ ولكل مَن يهمُهُ أمرُ وطنِنا، أننا لن نتسامحَ معَ فلولِ الأسدِ الذينَ قاموا بارتكابِ الجرائمِ ضدَّ قواتِ جيشِنا ومؤسساتِ الدولة، وهاجموا المستشفياتِ وقتلوا المدنيينَ الأبرياء، وبثّوا الفوضى في المناطقِ الآمنة. فليس أمامَ هؤلاءِ سوى خيارٍ واحد؛ وهو تسليمُ أنفسِهم للقانونِ فورًا.
واضاف إننا نجرّمُ أيَّ دعوى أو نداءٍ يسعى للتدخلِ في شؤونِ بلادِنا، أو يدعو لبثِّ الفتنةِ وتقسيمِ سوريا الحبيبة، فلا مكانَ بيننا لمثل تلك الدعوات، سوريا، بكلِّ مكوناتِها، ستظلُ موحَّدةً بعزيمةِ شعبِها، وقوةِ جيشِها، ولن نسمحَ لأيِّ جهةٍ كانت أن تعبثَ بوِحدتِها الوطنية، أو تفسدَ السلمَ الأهليّ.
واكمل بالقول "بناءً على ما سبق، فإننا قد أعلنا عن تشكيلِ لجنةٍ لتقصي الحقائقِ للنظرِ والتحقيقِ في أحداثِ الساحل، وتقديمِ المتورطينَ إلى العدالة، وكشفِ الحقائقِ أمامَ الشعبِ السوري، ليعلمَ الجميعُ مَنِ المسؤولُ عن هذهِ الفتنِ والمخططات.
واضاف سنعلن عن تشكيلِ لجنةٍ عليا للحفاظِ على السلمِ الأهليّ، وستكونُ مكلفةً من قبلِ رئاسةِ الجمهوريةِ بالتواصلِ المباشرِ معَ الأهالي في الساحلِ السوريّ، للاستماعِ إليهِم، وتقديمِ الدعمِ اللازم، بما يضمنُ حمايةَ أمنِهم واستقرارِهم، ويعززُ الوحدةَ الوطنيةَ في هذه المرحلةِ الحساسة.
وختم الشرع كلمته قائلا " نوجهُ دعوتَنا إلى جميعِ الدولِ في الإقليمِ والعالم؛ للوقوفِ إلى جانبِ سوريا في هذه اللحظةِ التاريخية، وليؤكدوا احترامَهمُ الكاملَ لوحدتِها وسيادتِها.
وان إنَّ سوريا ستظلُ صامدة، ولن نسمحَ لأيِّ قوىً خارجيةٍ أو أطرافٍ محلية، بأن تجرَّها إلى الفوضى أوِ الحربِ الأهلية، ونحنُ على العهدِ ماضون، مصممونَ على المضيِّ قدمًا نحوَ المستقبلِ الذي يليقُ بشعبِنا العظيم