المرأة الأردنية: القوة الدافعة بين الإنجازات والتحديات في يوم المرأة العالمي


د.بيتي السقرات/الجامعة الأردنية                                       
تمثل المرأة الأردنية محوراً أساسياً في نسيج المجتمع، إذ تسهم بفاعلية في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. ومع التطورات التي يشهدها الأردن، نالت النساء مزيداً من الحقوق والفرص، إلا أن الطريق نحو تحقيق المساواة الكاملة والمشاركة الفاعلة ما زال محفوفاً بالتحديات.

منذ حصولها على حق التصويت والترشح في عام 1974، شهدت المرأة الأردنية تطوراً ملحوظاً في تمثيلها السياسي، حيث ارتفعت حصتها في البرلمان ومجلس الوزراء. كما تم تخصيص كوتا نسائية في المجالس البلدية لتعزيز مشاركتها، وأثبتت شخصيات نسائية بارزة جدارتها في مواقع صنع القرار سواءً كوزيرات أو نائبات في البرلمان.

وفي سوق العمل، تلعب المرأة دوراً متزايد الأهمية، خاصة في مجالات التعليم والصحة وريادة الأعمال، مدعومةً ببرامج دعم ومبادرات لتمكينها اقتصادياً في المشاريع الصغيرة والمتوسطة. ورغم هذه الإنجازات، لا تزال تواجه تحديات جمة، منها فجوة الأجور والتمييز في بعض القطاعات، إضافةً إلى النظرة الاجتماعية التقليدية التي تقيد توسع أدوارها وضعف تمثيلها في المناصب العليا بالقطاعين العام والخاص.

على صعيد التعليم، حققت المرأة الأردنية قفزات نوعية في معدلات التحصيل العلمي، إذ تتفوق الفتيات في العديد من المجالات الأكاديمية، وتشكل نسبة كبيرة من طلاب الجامعات، خاصةً في تخصصات الهندسة والطب والعلوم الاجتماعية. كما أن الإنجازات المجتمعية في مجال حقوق المرأة، مثل تعديلات قانون الأحوال الشخصية وحماية النساء من العنف الأسري، تعكس مسيرة طويلة من النضال والتحرر.

رغم التقدم الملحوظ، تبقى هناك معوقات تعيق تطور المرأة؛ من ضمنها استمرار العنف الأسري والفجوة الاقتصادية بين الجنسين، إلى جانب ارتفاع معدلات البطالة بين النساء. ومع ذلك، تظل المرأة الأردنية قوة أساسية في تنمية المجتمع، وبجهود دعم متواصل من الدولة والمجتمع، يمكن تحقيق المزيد من الإنجازات، خاصةً في مجالات تتجاوز حدود الكوتا والتعيين مثل رئاسة الجامعات والمؤسسات الحكومية والنقابات.

وفي هذا السياق، أكد جلالة الملك، المعظم حفظه الله: "إن المرأة شريك أساس في تطور الأردن"، مشدداً على أهمية توفير كافة السبل لتمكينها وزيادة مشاركتها في القطاعات الاقتصادية وتعزيز مكانتها في المناصب القيادية والإدارية. وفي يوم المرأة العالمي، تُسلّط هذه الكلمات الضوء على الدور الحيوي للمرأة الأردنية، داعيةً إلى مواصلة دعمها لتحقيق مجتمع أكثر عدالة ومساواة.

إن المرأة الأردنية، برغم التحديات، تثبت يومًا بعد يوم أنها القوة الدافعة لبناء مستقبل مشرق، وتستحق منا كل التقدير والاحترام في كل خطوة نحو الحرية والعدالة."من اقوال جلالة الملكة رانيا العبدالله"