الخطة المصرية لإعمار غزة.. هل تعالج تحديات القطاع؟
الفراعنة: قمة القاهرة كانت قمة فلسطين وشكلت دعمًا قويًا للقضية الفلسطينية
الطماوي: ترامب لا يملك سوى طرح خيالي لن يجد طريقه إلى التنفيذ
الشوبكي: تصعيد الاحتلال في غزة يهدد بتفاقم الأزمة بعد مخرجات القمة
حسين: خطة إعادة إعمار غزة تفتح الطريق لحل الدولتين وتحقيق السلام الدائم
جبر: الموقف العربي الموحد هو الطريق الوحيد لتحويل مخرجات القمة إلى واقع
الأنباط – رزان السيد
وصف سياسيو ومراقبو القمة العربية الطارئة بأنها قمة فلسطينية بامتياز، لافتين إلى أن هذه القمة لم تكن لتعقد لولا التطورات الأخيرة في فلسطين والتي فرضت نفسها على الساحة.
وحققت القمة إنجازًا جوهريًا بتبنيها الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، ويبقى التحدي الحقيقي بترجمة الخطة إلى خطوات تنفيذية تحمي القطاع من سيناريوهات التهجير والضياع.
وكان وزير الخارجية المصري أعلن أن الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، التي تم إقرارها مؤخرًا من قبل القادة العرب، ستعرض على منظمة التعاون الإسلامي في اجتماع وزاري طارئ يعقد في جدة يوم الجمعة المقبل، وسيطلب من الدول الأعضاء اعتماد الخطة، إذ تأتي هذه الخطوة في إطار دعم عربي متواصل للتعامل مع آثار الحرب والدمار الذي ألحقه العدوان الإسرائيلي بالقطاع.
المقاومة الفلسطينية أشادت المواقف العربية الرافضة للتهجير ولإبقاء القضية الفلسطينية محور الحديث العربي، لأنها أعربت عن تحفظاتها بشأن مخرجات القمة العربية، حيث أشارت حركة حماس إلى أن الكلمات التي تم تبنيها في القمة رغم أنها جيدة، إلا أنها لا تعالج التحديات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية على الشعب الفلسطيني، خاصة في ما يتعلق برفض التهجير وإعادة الإعمار ووقف العدوان.
ومن الجانب الآخر، رفضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة إعادة إعمار غزة التي أيدها القادة العرب، إذ أعلن ترامب عن موقفه الداعم لرؤيته الخاصة التي تتضمن طرد الفلسطينيين من القطاع وتحويله إلى منطقة مملوكة للولايات المتحدة.
كما علق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، برايان هيوز، على الاقتراح العربي قائلًا: "لا يعالج الاقتراح الحالي حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حاليًا، وأن السكان لا يستطيعون العيش بشكل إنساني في منطقة مغطاة بالحطام والذخائر غير المفجرة".
في المقابل، تضمنت الخطة المصرية ما بعد الحرب لقطاع غزة دعوة لحركة حماس للتنازل عن السلطة لصالح إدارة مؤقتة، على أن تقوم السلطة الفلسطينية بتولي المسؤولية بعد إجراء إصلاحات في بنيتها، وتتيح الخطة لحوالي مليوني فلسطيني البقاء في القطاع على عكس الاقتراح الأمريكي، الذي يهدف إلى التخلص من حماس، كما استبعد الإحتلال أي دور لمستقبلي السلطة الفلسطينية في غزة، مؤكدًا أنه يفضل تبني مقترح أمريكي بديل لتمديد وقف الأعمال العدائية، وإطلاق سراح الرهائن الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر.
وفي تصريحات لافتة لـ "الأنباط"، وصف الكاتب والمحلل السياسي، حمادة الفراعنة القمة العربية الطارئة بأنها "قمة فلسطين"، مؤكدًا أنها جاءت استجابة لطلب دولة فلسطين المحتلة، ومظهرًا من مظاهر التضامن العربي الذي يعكس تفاعلًا كبيرًا من قبل الدول العربية، خاصة البحرين التي ترأست الدورة العادية الثالثة والثلاثين للقمة العربية، إلى جانب مصر التي دعت لها واحتضنت اجتماعها.
وأكد الفراعنة أن هذه القمة لم تكن لتعقد لولا التطورات الأخيرة في فلسطين والتي فرضت نفسها على الساحة الدولية، لافتًا إلى أن ما تحقق على جبهة المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية من نتائج لصالح فلسطين كان له دور كبير في تحفيز القمة وتوجيه الاهتمام العالمي نحوها..
كما أشار إلى أن القمة شهدت تحولات إيجابية ملموسة في مواقف النظام العربي، حيث أظهرت القمة ضرورة التضامن والتنسيق العربي لمواجهة التحديات التي تواجهها فلسطين، خاصة في ظل التحولات الإيجابية في أوروبا التي شهدت تصاعدًا في دعم حل الدولتين، بقيادة المملكة العربية السعودية.
وأضاف فراعنة أن نتائج قمة الرياض الخماسية في 21 فبراير 2025 كانت مقدمة أساسية للقمة الطارئة في القاهرة، مشيرًا إلى أن الخطابات التي ألقاها القادة العرب في القمة أكدت على تحول مهم في السياسة العربية تجاه القضية الفلسطينية، إضافة إلى أن التعاون والتنسيق العربي بين الدول الكبرى مثل السعودية، مصر، الأردن، قطر، والإمارات، كان عنصرًا محوريًا في تعزيز موقف فلسطين على الساحة الدولية.
واختتم فراعنة تصريحاته بتأكيده على أن قمة القاهرة كانت بالفعل "قمة فلسطين"، وأنها قدمت رسائل قوية لدعم فلسطين في مختلف المحافل الدولية، كما أن التحركات القادمة ستسهم في تعزيز حل الدولتين من خلال مؤتمر دولي من المقرر عقده في الأمم المتحدة في يونيو 2025.
وفي سياق آخر، أوضح الخبير السياسي الدولي، الدكتور محمد الطماوي لـ "الأنباط"، بأن القمة العربية الطارئة الأخيرة التي عقدت في القاهرة جاءت لتؤكد على موقف عربي موحد في وجه المخططات الهادفة إلى تهجير سكان غزة، ولتدعم خطة مصر لإعادة إعمار القطاع دون المساس بسيادته أو فرض حلول قسرية عليه، مؤكدًا أن الكلمة التي ألقاها كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجلالة الملك عبد الله الثاني، كانت بمثابة إعلان واضح بأن مصير غزة لن يحدد في الغرف المغلقة، بل وفق إرادة أهلها وبدعم عربي صادق، رافض لأي محاولة لتفريغ القطاع من سكانه.
وتابع، حققت القمة إنجازًا جوهريًا بتبنيها الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، مما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، ومع استعداد اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في جدة الجمعة المقبل لمناقشة آليات اعتماد هذه الخطة دوليًا، يبقى التحدي الحقيقي هو ترجمتها إلى خطوات تنفيذية تحمي القطاع من سيناريوهات التهجير والضياع.
وأشار الطماوي إلى أن حركة حماس، رغم إشادتها بمخرجات القمة وبيانها الرسمي الجيد، إلا أن هناك بعض الأصوات تعتبر أنها لم تقدم حلولًا كافية للتحديات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، وهو موقف يتطلب مراجعة جادة من قادة الحركة لمنتسبيها، إذ أن أحداث غزة المأساوية الأخيرة لم تعد مجرد أزمة قطاع محاصر، بل تحولت إلى معركة قومية عربية، تتطلب توحيد الصفوف خلف السلطة الفلسطينية الشرعية بدلًا من تشتيت الموقف العربي بانتقادات غير بناءة.
وأضاف، إن إصرار بعض الأصوات داخل حماس على التعامل مع القضية الفلسطينة وفق رؤى أيديولوجية أو حسابات فصائلية يضر أكثر مما ينفع، ويمنح الإحتلال فرصة لاستغلال الخلافات الداخلية، وبين بأن المطلوب اليوم هو موقف فلسطيني موحد يساند الجهود العربية، لا التشكيك فيها، خاصة أن مصر والأردن والعديد من الدول العربية تبذل جهودًا ضخمة للحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية ومنع تهجير أهلها.
في المقابل، لا يزال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يروج لرؤيته القائمة على طرد سكان غزة وتحويل القطاع إلى منطقة مملوكة للولايات المتحدة، وهي في جوهرها استنساخ لمشروع جوزيف بليزمن، الذي يطرح تصورًا اقتصاديًا هلاميًا لا يقف على أي أرض صلبة، بليزمن قدر تكلفة تهجير سكان غزة وبناء "مشروعه" الاستيطاني الجديد بين 1 إلى 2 تريليون دولار، وهو رقم غير منطقي إطلاقًا، بالنظر إلى واقع الاقتصاد العالمي وتحديات التمويل، كما أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن إعادة إعمار غزة لا تتطلب أكثر من 53 إلى 54 مليار دولار، مما يطرح تساؤلات جوهرية حول من سيمول مشروعًا يستهدف محو مدينة بأكملها؟
وبين الطماوي فيما إذا كان الهدف الحقيقي هو تحويل غزة إلى مركز اقتصادي جديد، فمن غير المنطقي أن يتم ذلك عبر تدميرها بالكامل، نظرًا إلى أن التجارب العالمية تثبت أن النهضة الاقتصادية لا تحتاج إلى محو الهوية التاريخية والسكانية لأي مدينة، بل تعتمد على البناء على ما هو موجود وتطويره، فكيف يمكن الترويج لخطة بمليارات الدولارات في وقت لا يوجد مستثمر واحد مستعد للمجازفة بأمواله في مشروع قائم على إزالة مدينة بأكملها بالقوة؟
ووفقًا للطماوي فإنه يرى أن المشهد القادم يحمل تحديات وضغوط، لكن الموقف العربي بات أكثر قوة بعد القمة الأخيرة، ومع اقتراب اجتماع جدة، تتزايد فرص اعتماد الخطة المصرية دوليًا كبديل عملي لإعادة الإعمار ومنع التهجير، في المقابل، لا يملك ترامب سوى طرح خيالي لن يجد طريقه إلى التنفيذ، نظرًا لاستحالة تمويله، وصعوبة فرضه في ظل التماسك العربي المتزايد، لذلك، المطلوب هو العمل الجاد لحشد تأييد عالمي واسع للخطة المصرية، وتعزيز وحدة الموقف الفلسطيني، حتى لا تصبح الخلافات الداخلية بوابة لتمرير مشاريع لا تخدم إلا الاحتلال وأجنداته التوسعية.
ويرى الخبير الأمني والسياسي، محسن الشوبكي أن بيان حركة حماس إيجابي جدًا، إذ أشادت الحركة بمخرجات القمة العربية واعتبرتها متطورة بمواقفها كافة، وخاصة فيما يتعلق باقتراح المقاطعة، أما الكيان الصهيوني فقد أصدر بيانًا رفض فيه مخرجات القمة العربية جملة وتفصيلًا، نظرًا لأنه لا يعالج فكرة الرئيس الأمريكي بخصوص التهجير، ومن جانب الولايات المتحدة الأميركية فإن الرئيس الأميركي متمسك برؤيته، وهي إعمار غزة بدون وجود الفلسطينيين فيها، وكذلك عدم وجود حركة حماس على رأس الحكم في غزة .
وأوضح خلال حديثه لـ "الأنباط"، بأن مخرجات القمة العربية كانت ممتازة وعالجت العديد من التحديات والمتطلبات التي تركتها طروحات الرئيس الأمريكي بخصوص التهجير، وتركت الولايات المتحدة الباب مواربًا لحوار قادم مع الدول العربية، مؤكدًا أنه من الضروري انتظار أية حوارات عربية مع الولايات المتحدة الأمريكية في المستقبل.
كما يعتقد الشوبكي أن التحدي الأبرز يتمثل بموقف الكيان في رفض السلطة الفلسطينية أن تتولى الحكم في غزة، ورفض أي دور أممي في الأراضي الفلسطينية، سواء في إعادة الإعمار، أو وجود قوات أممية لحماية مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن يكون هناك رابطًا لرفض أمريكا مخرجات القمة، في إطار الدعم الاستراتيجي اللامحدود من قبل أمريكا والكيان الصهيوني، واتضح ذلك بتأكيد أن القرار في غزة يجب أن يكون صهيونيًا.
وأشار بأن التطور الأخطر للرد على قرارات القمة العربية ، يأتي في استئناف الكيان الصهيوني حرب الإبادة في غزة، وتصعيد عملياته العسكرية في الضفة الغربية، خاصة وأن عقليته مبنية على الحقد والقتل، ولا يوجد في قاموسه أي معطيات للسلام، لذا لا يستبعد ان يكون الرد الصهيوني في هذا الإطار.
أما المحلل السياسي الدكتور عمرو حسين، أشار إلى إن القمة العربية التي استضافتها مصر بالعاصمة الإدارية جاءت تأكيدًا على أن مصر والدول العربية لديهم خطة طموحة لإعادة إعمار غزة خلال فترة ٣ سنوات، إذ أن هذه الخطة تضمن توفير مبلغ ٥٣ مليار دولار من الدول الداعمة لإعادة الإعمار وذلك من خلال ٣ مراحل.
وأوضح بأن هذه المراحل تبدأ بتقسيم القطاع إلى ٧ مناطق سكنية آمنة في بيوت متنقلة على أن تقود مصر والدول العربية جهود الحل النهائي من أجل حل الدولتين وفقًا لمقررات الشرعية الدولية، إضافة إلى أن يدير غزة لجنة مؤقتة لمدة ٦ شهور، حتى يتم تسليم القطاع إلى السلطة الفلسطينية، مشيرًا بأن إجراءات الإصلاحات بدأت داخلها، وأن تكون هناك قوات تابعة للأمم المتحدة يمكنها حفظ السلام في كل من غزة والضفة الغربية.
وأضاف، إن مصر استطاعت من خلال جهود فخامة الرئيس السيسي حشد دعم عربي ودولي لخطة مصر، وذلك بعد مشاركة كلًا من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش، ورئيس المجلس الأوربي والرئيس الانجولي رئيس الاتحاد الأفريقي، مؤكدًا أن كل ذلك يأتي ضمن تأييد دولي حظيت به الخطة المصرية العربية، لإيجاد بديل للتهجير، ورفض تصفية القضية الفلسطينية رفضًا باتًا، وأن تكون إدارة غزة بعد الحرب هي فلسطينية، وذلك لضمان حقوق الشعب الفلسطيني في دولة فلسطينية على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ والعمل على الحفاظ على هوية القدس العربية والحيلولة، دون تهويد القدس، نظرًا إلى أنها قضية لها خصوصية لدى كل الشعوب العربية، لما تمثله هذه المدينة من مقدسات لجميع الأديان والتى ستظل القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين وفقًا لما اعترفت به ١٤٤ دولة في الأمم المتحدة.
كما أكد في حديثه لـ "الأنباط" إن خيار السلام وحل الدولتين هو الحل الوحيد الذى يضمن أمن واستقرار المنطقة، وأيضًا إسرائيل، لأن الفلسطينيين لهم حق في إعلان دولة فلسطينية وفقًا لمقررات مدريد وأوسلو وقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية التى تنص على انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية وإعلان دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧.
أستاذة العلوم السياسية الدكتورة أريج جبر بينت أن مخرجات القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة، كانت ضمن سقف التوقعات والقدرة العربية لمناوءة مشروع ترامب باتجاه قطاع غزة واتجاه تصفية القضية الفلسطينية.
وأوضحت جبر أن هذه القمة أكدت على ضرورة أن تكون الإدارة فلسطينية فلسطينية، كما أن فكرة التهجير مرفوضة مطلقًا مع كافة أشكال التعاطي مع الخطط الأمريكية، وخطط الكيان، والتأكيد على أن الكيان هو سبب زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.
أما فيما يتعلق بالمخرجات من الناحية النظرية، أشارت إلى أنها إيجابية، تجسد الطموحات الفلسطينية والطموحات العربية في آن معًا، لكن المأخذ على هذه القمة أن الرئيس الفلسطيني قام باستغلالها باعتبارها حملة ومناسبة للترويج للسلطة الوطنية الفلسطينية، وتبييض صفحة السلطة الوطنية الفلسطينية، إضافة إلى محاولة ترميم وجه فتح بعد الانشقاقات الكبيرة وحركات التمرد الكبيرة على فتح بعدما أصبحت هرمة وعجوزة غير قادرة على النضال كسابق عهدها، كما هي محاولة لاسترجاع المشهد بعدما استحوذت عليها المقاومة بالكامل.
ومن حيث المبدأ، كانت الخطة والمخرجات عظيمة، ولكن البرنامج العملي والسقوف التي سيتم تحديدها للأخذ بالبرنامج، أيضًا تأكيد على أن هناك منظمة تحرير، وهي ممثل شرعي ووحيد للجانب الفلسطيني، و تأكيد على القرارات الشرعية الدولية، وعلى حل الدولتين، إذ تعتبر هذه الأمور من الناحية النظرية ممتازة، ويمكن البناء عليها وترجمتها عمليًا، ولكن تحتاج إلى أرضية عربية صلبة جدًا، وتمتين الموقف العربي.
بالنسبة لـ ترامب، قالت إنه من الملاحظ أن هذا الرجل يعمل بمعايير مختلفة، إذ أنه يحكم هذه المعايير بكيف ستستفيد الإمبراطورية "الترامبية" وليس الولايات المتحدة الأمريكية من هذا المخطط أو من وجهات النظر، إضافة إلى أنه يتحدث عن السلام، مؤكدة أنه معني بإنفاذ الخطة وأن الإصرار على القول بأن هناك تهجير وخطة "ترامبية" هي محاولة تثبيت كل إجراءات الكيان المحتل على أرض الواقع، ضمن سياسة الأمر الواقع، بالإضافة إلى أنه يريد الوقوف عند هذه المرحلة إلى أقصى ما يمكن الوصول إليه من قبل الكيان المحتل على الأرض، وعلى أساسه أن يتم الاكتفاء بالحصة التي نالها الكيان المحتل، وإعطاء المجال أمام العرب للحركة.
والجديد الآن، أن العرب في موقف وحدة، كما أعلنت السعودية أنها مع مخرجات القمة وأنها تدعم هذه المخرجات، وسيتم البناء عليها في الأيام القادمة، لكن الآن نحتاج إلى سرعة، نحتاج إلى أدوات تنفيذية حقيقية، نحتاج إلى الذهاب عربيًا إلى رأب الصدع الفلسطيني الداخلي، وترميم البيت الداخلي الفلسطيني، لذا يجب أن تفرض أولًا وجهة نظر فلسطينية حقيقية وليست إصلاحات مشوهة وليست تجميلية ترقيعية، الآن بحاجة إلى إصلاحات من قلب فلسطين لأنه من باب أولى أن يكون التغيير فلسطينيًا ومن ثم مساندته عربيًا
وأكدت جبر أن ترامب لن يحمل الولايات المتحدة أي فاتورة حروب، أو لن يخوض حربًا حقيقية بمعنى حرب داخل المنطقة العربية، هو معني بمصالح مصالحه الخاصة ومصالح عائلته، وبالمرتبة الثانية هو معني في مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك هو سيحافظ على علاقات جيدة مع الدول العربية سيسعى إلى تطويع دول الخليج وخاصة السعودية من أجل احتواء الكيان المحتل بعد العزلة التي مني بها بعد أحداث طوفان الأقصى.