هل يهدد "الأسبارتام" بانسداد الشرايين؟


الدبَّاس: "السكارين" بديل مُناسب عن "الأسبارتام" باعتباره مادّة مُحلية ومتوفِّرة في الصيدليَّات

أبو حشيش: الحدّ المسموح لاستخدام الأسبارتام يتمثَّل في 40 مليغرام لكل كيلو غرام

الأنباط - كارمن أيمن

وسط اتّهاماتٍ غير علمية ومزاعم ادَّعت أنَّ للمُحلّي الصناعي الأسبارتام والمتواجد في المشروبات الغازية دورًا في الإصابة بأورام الدماغ وزيادة في مخاطر سرطانات الدم، أكد مخصتو دراسات حديثة أن هذا المحلي قد يؤدّي إلى الإصابة بالسرطان في حالة استهلاك جرعات تفوق الحدّ المسموح منها.
إضافة إلى تحذيرات المختصين، جاءت دراسات حديثة تؤكد أن الأسبارتام له تأثيرات خطيرة على صحة القلب والأوعية الدموية.

وكانت دراسة جديدة نُشرت في Cell Metabolism أكدت أنَّ الأسبارتام له تأثيرات خطيرة على صحة القلب وأجرت الدراسة على الفئران والذين تعرَّضوا لمستويات مرتفعة من الأسبارتام لمدة 12 أسبوعًا، وأظهروا ارتفاعًا ملحوظًا في مستويات الأنسولين، وزيادة في تراكم اللويحات الدهنية داخل الشرايين، بالإضافة إلى مؤشرات التهابية أعلى مقارنة بالفئران الذين لم يتناولوا المحلّي الصناعي، الأمر الذي أثار تساؤلات عن طبيعة هذا المُحلِّي وما هي الآثار الناتجة عن الإفراط في استخدامه وهل للنتائج أثر على صحّة الإنسان؟
أخصائي القلب والأوعية الدموية جمال الدباس أشار إلى أنَّ الدراسة مُثبتة على الفئران والحيوانات المخبرية، إذ أوضح أنَّ هناك خطرًا كبيرًا يُشكِّله المُحلّي الصناعي "الأسبارتام" على الشرايين والقلب والأوعية الدموية للحيوانات.
وأوضح أنَّ المرحلة الثانية من الدراسة ستُطبَّق على الإنسان للبحث في مدى مطابقتها للنتائج مقارنةً مع النتائج التي توصَّلت لها في تجربتها على الحيوانات.
وتابع الدباس خلال حديثه "للأنباط": "ليس شرطًا أنَّ ما يؤثِّر على الحيوان سيؤثر بالطريقة ذاتها على الإنسان"، لأنَّ الجرعة هي التي تلعب الدور الأساس في مدى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والشرايين.
ولفت إلى أنَّ الأسبارتام مُحلّي صناعي متواجد في معظم المشروبات الغازية وبعض الحلويات، مضيفًا أنَّه قد يؤدّي إلى الإصابة بالسرطان في حالة استهلاك جرعات تفوق الحدّ المسموح منها.
وبيَّن أنَّ "السكارين" بديل مُناسب عن الأسبارتام باعتباره مادّة مُحلية ومتوفِّرة في الصيدليَّات، مؤكِّدًا على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار عوامل الخطر الأخرى المؤدِّية لانسداد الشرايين كالسُّكَّري والضغط والدُهنيَّات.
وتابع أنَّ بروتين CX3CL1 يعمل كلاصق في جدران الأوعية الدموية الداخلية، ومادة الأسبارتام تزيد من وجود البروتين على الجدران وبالتالي فهو يُحفِّز صناعة هذا البروتين في جسم الإنسان.
يُذكر أنَّ الأسبارتام يتكوَّن بشكل رئيسي من نوعين من الأحماض الأمينية، حمض الأسبارتيك، والفينيل ألانين، وقد تمَّت المصادقة عليه والسماح ببيعه عام 1981 من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية. وهو محلٍّ قوي، إذ تبلغ حلاوته 220 ضعف حلاوة السكر، أي بكلمةٍ أخرى فإنَّ الملعقة الواحدة مثلًا من الأسبارتام تُعطي حلاوة تعادل 220 ملعقة من السكر الأبيض "السكروز أو سكر المائدة".
ولا يعطي الأسبارتام سعرات حرارية، وهو أيضًا لا يُسبٍّب تسوّس الأسنان، لذلك فإنَّه قد يكون مناسبًا للأشخاص الذين يريدون التحكُّم في أوزانهم أو السيطرة على داء السُّكَّري.
وفي السياق، أوضحت أخصَّائية التغذية إسراء أبو حشيش أنَّ الأسبارتام يُستخدم في الكثير من الأطعمة كالألبان والمشروبات الغازية ورقائق الذرة "الكورن فليكس"، بالإضافة إلى إدخاله في بعض الفيتامينات، لافتةً إلى أنَّه ووفقًا لمنظمة الصحّة العالميّة فإنَّه مُضر ويُسِّبب السرطان عند أخذه بجرعات مبالغ فيها.
وتابعت أبو حشيش أثناء حديثها "للأنباط" أنَّ الحد المسموح للاستخدام يتمثَّل في 40 مليغرام لكل كيلو غرام، منوِّهة إلى أنَّ الدراسات الجارية على الفئران لا تُعتمد بنسبة 100%، ولكن تؤخذ كجانب ويمكن أن تكون هناك علاقة محتملة بين الأسبارتام وأمراض القلب وانسداد الشرايين إلَّا أنَّنا بحاجة إلى دراسة يتم تطبيقها على الإنسان للتأكُّد من هذه العلاقة.
وأضافت أنَّ هناك الكثير من البدائل للمُحلّي الصناعي الأسبارتام والذي يُعدُ بديلًا أفضل من السُكّر، لأنَّ مضاعفات السُّكَّر وآثاره تفوق آثار السُّكَّر الصناعي، وبذلك نضمن عدم ارتفاع السُكَّر والأنسولين في الدم بحيث تقل هذه الأمراض.