مسؤولون ومثقفون: الشارقة جسدت صورة مشرقة للثقافة العربية والإسلامية في البرازيل

 نقلت الشارقة طوال 10 أيام من الفعاليات المتواصلة صورة الحراك الإبداعي والتراث الشعبي الإماراتي والعربي إلى عاصمة الثقافة البرازيلية ولاية ساوباولو، مقدمة بمشاركة 15 مؤسسة ثقافية وأكاديمية، و20 كاتباً ومثقفاً إماراتياً سلسلة من الندوات، والعروض، والأمسيات أمام جمهور معرض ساوباولو الدولي للكتاب الذي يحتفي بالإمارة ضيف شرف دورته 25.

وفتحت الشارقة عبر برنامج فعالياتها وعروضها الباب كاملاً أمام الجمهور البرازيلي للاطلاع على الفعل الثقافي في الإمارة والمنطقة العربية، حيث عرضت المؤسسات الممثلة للإمارة جهودها في دعم المكتبة العربية، والترجمة، وتعزيز التبادل المعرفي مع مختلف ثقافات العالم، كاشفة عن ترجمات بالبرتغالية لمؤلفات صحاب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأربعين مؤلفاً كتّاب إماراتيين وعرب، إلى جانب تنظيم معرض لفن الخط العربي، وأنشطة تراثية لفنون التلي والسفيفة، وأهازيج البحارة والغواصين. 

حول حضور الشارقة في البرازيل وأثرها على مشروع الإمارة الثقافي، قال سعادة أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: 'أكد تمثيل الشارقة للثقافة العربية والإسلامية أمام الثقافة اللاتينية، الرؤية المحورية التي تمضي فيها الإمارة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إذ شكّل اختيار الإمارة ضيف شرف المعرض تعبيراً عن المكانة العالمية التي باتت تحتلها الشارقة أمام العالم، وفرصة لتعزيز فرص التواصل وفتح أفق الحوار مع القارئ والمثقف البرازيلي'. 

وأضاف العامري: 'اختارت الشارقة برؤى صاحب السمو حاكم الإمارة أن تبني علاقتها مع بلدان العالم على أسس ثقافية متينة تقرّب المسافات بين الحضارات وتتجاوز كل أشكال الاختلاف وتحترم كامل صور التنوع، وفي الوقت نفسه تقدّم نموذجاً عالمياً للخطاب الحضاري والإنساني الواسع، فاتحة بذلك مسارات جديدة لتكريس مفاهيم التعايش والسلام والمحبة، فكان حضور الشارقة في البرازيل نافذة واسعة للتعرف على الثقافة والتراث الشعبي الإماراتي، وما يقابله على المستوى العربي والإسلامي، حيث حرصت الإمارة على نقل تجارب مبدعين عرب إلى اللغة البرتغالية، وعرضت أمام الجمهور البرازيلي نماذج من الفنون الإسلامية الأصيلة'. 

ومن جهته أكد سعادة عبد الله محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة أن الشارقة تحرص على نشر الثقافة العربية والإسلامية للعالم، وقال:' تبين من خلال المشاركة في المعرض حجم التنوع الثقافي الذي يجمع كلا البلدين، فالشارقة تمتلك إرثاً معرفياً وثقافياً كبيراً فهي إمارة لها تاريخ عريق باعتبارها حلقة الوصل التاريخية بين القارات، وممراً للمعارف الإنسانية، إلى جانب مشروعها الثقافي الكبير الذي يمضي وفق رؤى حاكمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ما أهّلها لأن تكون حاضرة في كافة المحافل الثقافية التي تقام على الصعيد العالمي بصفتها بوابة للتعرف على ا لحضارة العربيةبما تحمله من أصالة وعراقة تاريخية وإنسانية'. 

وتابع سعادة عبد الله العويس:' عرّفت إمارة الشارقة من خلال مشاركتها في الحدث اللاتيني الجمهور البرازيلي على أهم المفاصل المعرفية والأدبية والفنية والتراثية للمجتمع الاماراتي والعربي، حيث استعرض الجناح الخاص فنون الخط العربي و ما يحمله من معاني سامية نبيله مصدره القرآن الكريم و السنه النبوية المطهرة و الأدب العربي الأصيل حيث توافد الجمهور البرازيلي على جناح الخط العربي و ورشة فن الخط بكثافة ، و حب للتعرف و للتقرب من هذا الفن ، وخلال أيام المعرض حرص الزوّار على حضورهم و كانت رغبتهم واضحة بالتعرف على التاريخ العربي ومقارنة التجليات الثقافية والأدبية والتراثية مع ما تمتلكه القارة اللاتينية والبرازيل'.

وأكد سعادة الدكتور عبد العزيز المسّلم، رئيس معهد الشارقة للتراث أن حضور إمارة الشارقة في معرض ساو باولو الدولي للكتاب حمل في طيّاته رسائل حضارية وإنسانية كبيرة ومهمّة، مشيراً إلى أن البوابة التي انفتحت على تبادل المعرفة والثقافة والاصالة التراثية بين البلدين اسهمت في تثبيت جسور المحبّة والتواصل الإنساني والحضاري بين الشرق والغرب. 

وقال رئيس معهد الشارقة للتراث:' رأينا في ملامح الزوّار الذين اكتظ بهم جناح الإمارة، مشاعر اختلطت بين الاعجاب والشغف واللهفة للتعرف عن كثب على التراث الاماراتي الأصيل، فالجمهور الذي لبّى رسالة الثقافة والفنون جاء من حضارة مليئة بالمعارف والمضامين ليتعرفوا على ثقافة الشرق من خلال إمارة الشارقة، ومما لا شك فيه أن تواجد الإمارة في الحدث جعلنا نلمس حقيقة كيف تكون الثقافة والإرث الحضاري للشعوب بوابة للتلاقي والتواصل، وامتداداً لحكايات التاريخ التي تركها الأجداد للأجيال'.

وقال سعادة راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين: 'حفل برنامج مشاركتنا في ساو باولو الدولي للكتاب بالكثير من الفعاليات والأنشطة التفاعلية، تضمنت العديد من الجلسات الحوارية، التي رسمنا من خلالها لجمهور أمريكا اللاتينية بشكل عام، والجمهور البرازيلي بشكل خاص، صورةً مكتملة الملامح حول واقع حركة النشر في دولة الإمارات العربية المتحدة، والفرص الواعدة التي يقدمها للكُتاب والناشرين، كما أبرزنا الجهود الكبيرة التي ظلت تبذلها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسس ورئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، للارتقاء بالقطاع، ومد جسور التواصل بين الناشرين الإماراتيين وناشرين من مختلف قارات العالم'.

ولفت الكوس إلى نجاح الجمعية في فتح قنوات للتواصل عززت فرص تعاون مجموعة من الناشرين الإماراتيين مع نظرائهم البرازيليين، في إشارةٍ إلى البرنامج المهني الذي أقيم ضمن الفعاليات المصاحبة للمعرض، وشهد مشاركة 9 ناشرين إماراتيين، إلى جانب 30 ناشراً برازيلياً، و20 ناشراً من دول أمريكا اللاتينية، حيث بحثوا فرص نجاح برامج التبادل الثقافي بين البرازيل والإمارات، وعقد صفقات البيع والشراء على صعيد حقوق الطباعة والترجمة، التي تسهم في تسليط مزيد من الضوء على الثراء الثقافي والحضاري الذي تتمتع به الدولتين.

وقالت مروة العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: 'أكد اختيار إمارة الشارقة ضيف شرف للدورة الـ 25 من معرض ساو باولو الدولي للكتاب، ريادتها في المجال الثقافي، الذي تجاوز حدود المنطقة العربية، فبعد أن استحقت الإمارة من قبل وبفضل الجهود الكبيرة التي يبذلها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، لقب عاصمة الثقافة العربية والإسلامية، واختيارها ضيفاً مميزاً على معرض باريس الدولي للكتاب في مارس الماضي، ها هي تحضر في قارة أمريكا اللاتينية لتكشف صورة الثقافة العربية، وتسلط الضوء على ثراء الحضارة الإسلامية'.

وأضافت العقروبي: 'أتاحت لنا المشاركة في المعرض الفرصة لتسليط الضوء على الجهود التي نبذلها في المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، حيث نظمنا خلال المعرض جلستين حواريتين شهدتا تفاعلاً كبيراً من الجمهور والتربويين، حيث بحثت الأولى في الحكايات الشعبية، ودورها في ترسيخ القيم المجتمعية في النشء والأجيال الصاعدة، فيما تناولت الثانية موضوع الكتب الصامتة، مستعرضةً مزايا هذا النوع من الكتب، وأهميتها، والدور الذي تلعبه في مساعدة الأطفال اللاجئين على تخطي حواجز اللغة والثقافة'.

سعادة د. حبيب الصايغ

يصعب كثيرا اختصار الإنطباع عن المشاركة في ساوباولو ضمن وفد الشارقة في عدد قليل من الكلمات، فهذه الزيارة تاريخية بكل المقاييس، ويكفي أنها ترجمة حقيقية لمشروع الشارقة الحضاري والثقافي بقيادة راعي نهضة الثقافة والعلم والتنمية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث يشغل التواصل المعرفي والتبادل الثقافي مع العالم مركزا محوريا ضمن هذا المشروع المتكامل المهم الذي يرجى أن يعمم عربيا. الخلاصة أن رحلة ساوباولو تجربة لا تنسى، وفي أسباب ذلك ما هو شخصي وماهو عام، وقد كان لعبورنا المحيط الأطلسي الذي كانت العرب تسميه ' بحر الظلمات ' نحو ضفاف العالم الجديد، تلك الرمزية الجميلة الطاغية، فلم نكن اجتزنا إلا بحر الأنوار نحو تحقيق أنوار يتكدس بعضها فوق بعض، وبتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة حملنا اسم الشارقة ودولة الإمارات واسم أعز وأغلى الناس، القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في عقولنا وقلوبنا، ورسمنا في البرازيل الصورة المثلى للعرب والمسلمين، تلك التي تناقض الصورة النمطية التي حاول البعض تكريسها يوم اختطف العروبة والإسلام في لحظة غفلة ظلامية معتمة.

وسط المشاركة التي لا تنسى، كان مشهد الشارقة في ساوباولو، داخل المعرض وخارجه، رائعا، وقد أسهم الجميع في إنجاح هذا العمل الوطني المهم وفِي الطليعة فريق هيئة الشارقة للكتاب برئاسة سعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس الهيئة.

لا يسعني أخيرا إلا أن أرفع، باسمي واسم جميع الكتاب والأدباء الإماراتيين والعرب المشاركين، أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على دعمه المستمر للثقافة والمثقفين، واعتباره التنمية الثقافية جزءا أصيلا وعزيزا من التنمية الشاملة والمستدامة، وصولا إلى تأمين هذه الفرصة النادرة لمد الجسور إلى الآخر والتعرف إليه، بما يجعل تحقيق حلم العالمية قريبا وفِي متناول اليد.


صالحة غابش
بداية كل الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على تبنيه واحتوائه للمثقف الإماراتي والثقافة الإنسانية ذات النبع العربي والإسلامي الذي يجري بقيم التسامح والتلاقي على المحبة والأهداف السامية المشتركة مهما اختلفت الشعوب في مقوماتها التاريخية وتقاليدها القيمية. وما مشاركتنا في معرض ساو باولو بالبرازيل للكتاب ضمن احتفالية اختيار الشارقة ضيف شرف المعرض إلا انعكاساً لهذا الاهتمام الكبير الذي تربط الشارقة عبره الثقافة الإماراتية بعالم يتسع لأحلامنا وتطلعاتنا لأن نعود إلى مقدمة حاملي ألوية المعرفة والعلوم والثقافة .. ألوية النور الذي سيقضي على كل ظلام يريد التهام الفكر المستنير.

عدنا من البرازيل وفي ذاكرتنا ووجداننا ذلك الحضور الذي تميزنا به مؤسسات ومجموعات وأفرادا إماراتيين، ولنجعل هذا التميز رسالة عربية كتبتها شارقة سلطان.. مفعمة بنبضها المعرفي الذي يلبي شغفنا وشغف الآخرين بلقاء يسمو بغاياته ويكشف عن حقيقة المجتمعات التي يهمها أن تعيش بسلام مع غيرها. 

سعيد حمدان
لا شك أن مثل هذه المشاركات الدولية التي تقوم بها هيئة الشارقة للكتاب تضيف رصيداً مهما لدولة الإمارات العربية المتحدة وترسخ مكانتها في الاهتمام بالفكر والثقافة ودعم الكاتب الإماراتي والعربي وصناعة الكتاب، وكذلك التواصل الحضاري من خلال مشروع ترجمة الأدب المحلي والعربي إلى لغات العالم المختلفة والذي تقوم به هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات.

البرازيل من خلال معرض ساو باولو وهي تختار الشارقة كأول ضيف شرف في تاريخ هذا المعرض يعني اهتماماً وتقديراً لدور الإمارة في صناعة وتطوير المشهد الثقافي وصناعة الكتاب اقليمياً ودولياً، وعرفانا لشخصية ثقافية صنعت منجزاً حضاريا وإرثاً تاريخياً سيخلد للإنسانية، فصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وخلال ما يقارب من نصف قرن وهو يعمل ويحلم ببناء هذه المدينة الثقافية المنارة ليس في محيطها الإقليمي والعربي وإنما أن تكون ذات بصمة عالمية في مجالها، ولَم تكن مرحلة البناء والتطوير والتنمية بالعملية السهلة ، كانت صعبة وطويلة وأخذت من وقته -حفظه الله- كما عبر في أكثر من حديث، لأنها صناعة تعنى بالعقول وتنمية الإنسان قبل تعمير المكان، لكن جهوده وحلمه وعمله وهذه المسيرة الطويلة الغنية أنتجت وازدهرت ووجدت أن العالم بلغاته وثقافاته ودوله تقدرها وتحترمها وتكرمها وتتخذها نموذجاً لمستقبل أفضل تقوده الثقافة بفضاءاتها وفنونها وآدابها.

د. حمد بن صراي‎

بلا شك إن مشاركة إمارة الشارقة في معرض ساو باولو تعدّ نموذجا رائعاً ومتميّزاً من حيث الحضور ونوعية البرامج والفقرات والجانب الثقافي والمصنَّفات والتراث. وكلها تمثّل إمارة الشارقة النموذج الفريد في دولة الإمارات العربية المتحدة وتميّزها في الميدان الثقافي، وكان الحضور في معرض ساوباولو تمثيلاً للثقافة العربية إذ كانت إمارة الشارقة تقدّم هذه الثقافة عبر العديد من الفعاليات. ومن الملاحظ أنّ مشاركة الجمهور البرازيلي واضحة. سواء كان في حضور الندوات أو الخط العربي أو الرسم أو الفعاليات التراثية أو الموسيقى والأداء الفني. وهذا دليل واضح على نجاح هذه المشاركة، وكان تقبّل الجمهور البرازيلي لثقافة جديدة ربما لم يسبق لهم تلمّسها والتعرّف عليها عن قرب دليلاً على حُسن العرض وجودة التقديم.

حارب الظاهري 
حملتنا روح الصداقة وحميمية الرفقة الجميلة إلى معرض ساو باولو الذي انطلق بافتتاح بهي نقي وعلى شرف مدينة الشارقة التي تواصل تألقها الثقافي على الصعيد العالمي وباحتضان من ولاية ساو باولو رسمت الشارقة لوحة من الحضور المتمثل من أدباء الإمارات وكتابها وحضرت كل أطياف الثقافة من مؤسسات وشخصيات وحضر الموروث الثقافي المتميز وكانت المشاركة فخراً لنا وحباً وتطلعاً وتجسيداً لمكانة الإمارات العربية المتحدة ومكانة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ودوره الرائد في المحفل الثقافي العالمي مما لم يدع لنا أدنى شك بأن المعرض كان أكثر من إضافة ثقافية رائعة، ولا ننسى ما رأينا من تلهف وشغف لرواد المعرض وأطياف المجتمع البرازيلي وهم يتفاعلون مع المشاركة الضخمة من قبل هيئة الشارقة للكتاب ومن قبل مؤسسات الشارقة الثقافية والتراثية والأجمل أن نرى إصدارات لكتاب الإمارات تصل إلى القارئ البرازيلي لتعريف هذا المجتمع بنماذج من الأدب الإماراتي ولتعريف الموروث على نطاق أوسع وأجمل.

أسماء الزرعوني
حاكم مثقف يرسم لك طريق يمجد فيه الثقافة يدرك تماماً أن الثقافة والكلمة المقروءة ستدوم إلى الابد إلى الآن أتخيل أنني أعيش لحظة خيال لهذه الاحتفالية الثقافية في أمريكا اللاتينية بالبرازيل والتي كنت أسمع عنها في مباريات كرة القدم، أن نحل ضيوفا في عقر دارها ونرفع علم الإمارات واسم الشارقة في مكان جماهري مثل معرض الكتاب فأننا زرعنا الثقافة الإماراتية بل العربية بكل تفاصيلها لشعب عطشى لمعرفة المزيد عن ثقفتنا وأن تترجم أعمالنا الأدبية إلى لغتهم لا يقدر بثمن، فشكري وتقديري لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على رؤيته الحضارية في نشر الثقافة الإماراتية والعربية للآخر أنه من أجمل الهدايا التي كان يحلم بها الكاتب والمثقف الإماراتي فعلاً رحلة إلى ساو باولو لم تكن رحلة عادية كانت رحلة بحجم الكلمة التي لا تسع موسوعة أن تحملها بين طياتها، إنها الشارقة الحاضرة بكل أنواع الثقافة وفي كل أرجاء العالم ترفرف علم الإمارات تعتليها حروف وكلمات المحبة إلى شعوب العالم وتعلن حضورنا بقوة في المحافل الثقافية.

دكتور حبيب غلوم‎
كنا ونحن صغار نبحث عن تحقيق ذواتنا وإبداعاتنا لنؤكد هويتنا وانتماءنا لهذه الأرض وصرنا نبحث في كل الأرجاء عن متنفس نستطيع من خلاله أن نعرّف الآخر بثقافتنا وإرثنا المعرفي والأدبي وعندما كبرنا وكبرت معنا أحلامنا وجدنا يداً حانية وقلباً كبيراً لشيخ جليل لم يكتفِ بحدود الشارقة وإنما اتسعت رؤاه لتشمل الجميع من أقصى جلفار إلى حدود السلع فزادنا ذلك ثقة في أنفسنا وفي انتمائنا لثقافتنا الوطنية ولجذورها القومية فنقلناها إلى البرازيل وقبلها فرنسا ممتنين لهذا العطاء الكبير من سلطان الثقافة والفنون والآداب مترجمين حبنا للوطن ولهذا المثقف المخلص لوطنه ولثقافته ولأمته العربية والإسلامية وللإنسانية جمعاء.

ما يقوم به سلطان القلوب سيذكره التاريخ الوطني لأجيال متعاقبة لأنه قلما تجد في هذا الزمان مثله إنسان محب للثقافة وللتاريخ لهذه الدرجة الكبيرة ومحب لكل من يعشق الكتاب ولكل من يرتقي خشبة المسرح ومن يحافظ على موروثنا الثقافي والإبداعي.

ما لمسناه من الجمهور البرازيلي ثقتهم في الشارقة وحاكمها وحبهم للتقارب مع ثقافتنا العربية وهم يدركون أن القادم لهم عربي أصيل مثقف وملتزم بقضايا أمته وعروبته لمسنا فيهم اقبالاً كبيراً على اصدارات سموه وكأن لسان حالهم يقول جئنا لهذا الأصيل الذي يحاول جاهداً الحفاظ على الثقافة والموروث والفن العربي وصون التراث وحماية اللغة والأخذ بيد الطفل العربي إلى فضاءات أرحب.

سلطان العميمي

‏شكّلت استضافة إمارة الشارقة في معرض البرازيل الدولي للكتاب حدثاً استثنائياً على أكثر من صعيد، فهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اختيار ضيف للمعرض طوال تاريخه العريق، وجاء في اختيار إمارة الشارقة تأكيداً على المكانة التي باتت تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة على المستوى الدولي ‏في جانب تأثيرها الثقافي عالمياً وحركة النشر وصناعة الكتب فيها، لتمثل إمارة ‏الشارقة الدولة تمثيلاً أدهش زوار معرض الكتاب في البرازيل الذين كانوا متعطشين ‏للتواصل مع الثقافة العربية والأدب العربي الذي وصل إليهم عبر الأقلام الإماراتية ‏التي بادر صحاب السمو حاكم الشارقة إلى دعم ترجمة أعمالها إلى اللغة البرتغالية.

خالد عمر بن ققه

تذهب الشارقة بعيداً في تجسيدها للإبداع الإماراتي والعربي - كلمة ونصا وصورة وفعلا متراكما - عبر مؤسساتها المختلفة، خاصة هيئة الشارقة للكتاب، فهي تحرك الزمن لتجعل من المستقبل، قبل أوانه، حاضرا، وتستدعي الماضي لتؤسس عليه، في شقه الإيجابي، مرجعيات نيرة، وتتخطي حواجز اللغات، وتتعايش مع الاختلاف في الألسن والملل والنحل، وتدرك مسبقا ما يريده الآخر وما لا يريده، فتسعي إليه محملة بَزاد معرفي تراكم من تجربة مفكر وقائد ومؤرخ جمع بين سلطة المعرفة وعدالة الحكم.. إنه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يأخذنا معه - نحن المثقفون - إلى حيث الوجود والشراكة في الحقل العالمي للثقافة على النحو الذي رأينا في معرضي باريس وساوباولو للكتاب، وفي كل ذلك يحقق سموه استراتيجية الإمارات في المجال الثقافي، وفي صناعة قوة ناعمة، تظهر مسار الدولة وعلاقاتها، واستثمارها في الإنسان.

ناصر الظاهري
كعادة الشارقة عاصمة الثقافة العربية، والحاضنة لثقافة الإمارات أن ترسل شعاعها نحو آفاق المدن، فقد نقلت ثقافة الإمارات إلى عواصم عربية وعالمية وفق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي راعي العلم والثقافة والتنوير، والراعي الكبير للمبدعين الإماراتيين ودعم إنتاجهم الأدبي والثقافي والفني وتوصيله بلغات العالم، جميل ذاك الحضور في فرنسا وإيطاليا والنمسا وكوريا وبلدان أخرى سبقت، وجميلاً سيكون في بلدان لاحقة قادمة مثل إيطاليا والهند وغيرها، حضور يفرح القلب، ويجعل للإنسان جناحي طائر خرافي، فهنا الإمارات، وهذا عرسها.

عرس الإمارات في البرازيل، عرس ثقافي واجتماعي وسياحي، وبداية علاقة تعارف أدبي وعلمي وترجمة من أجل تعميق هذه المعرفة، كان البرازيليون حاضرين بقوة، وسعيدين بما رأوا من الإمارات.

طلال سالم

لم تكن مشاركتنا في ساوباولو إلا امتداداً عميقاً لأحلامنا وامتداداً طبيعياً لبذرة الثقافة التي وضعها لنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بأن تنطلق الثقافة العربية ببصمتها الشارقيّة تراثاً وفكراً وأدباً لتنقل صورة الحضارة التي نمتد منها من عروبتنا وديننا وعراقتنا وأن نقابل الجمهور البرازيلي المتشوق لإصدارات ترجمت تحمل فكراً وأدباً إنسانياً يمكنه أن يتواصل مع العالم ليغير الفكرة السائدة بالحقيقة التي تتمثل في نشر التسامح ومد الجسور والإخاء من خلال الكتاب واللغة والهم الإنساني الحقيقي الذي مثله وفد الشارقة بأكمله الذي جسّد بمشاركته حقيقة أن الثقافة هي رابط الإنسانية المشترك حول العالم وأنها الأبقى والأقدر على ربط الجهات.

صفية الشحي 
هذه المشاركة عنت لي الكثير على المستوى الشخصي إذ عكست اهتماماً كبيراً من قبل حكومة الشارقة وهيئة الشارقة للكتاب بإبراز الجوانب المضيئة واستثمارها فيما يقدم ابن وابنة الإمارات بالصورة التي تليق بإرث وثقافة هذا الوطن.

التجربة ساهمت كثيراً في اختزال المسافات وتعميق العلاقات الإنسانية والثقافية بين شعبين يبدوان للوهلة الأولى غريبين ومختلفين، إلا أن هذا الحضور الإماراتي أثبت وبجدارة أن قيادتنا في حرص مستمر ومستدام لحمل الحب بأسمى أشكاله وصوره عبر الكلمة المقروءة والمروية، وشق طرق جديدة عبر اللغات والعادات والأغنيات من أجل مستقبل أجمل لهذا العالم يحمل مشاعله إنسان اليوم.