الملك عبدالله الثاني.. الصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات!
《 بقلم الدكتور محمد طه العطيوي 》
لم يكن المشهد في شوارع الأردن اليوم عادياً.. فقد احتشد الأردنيون بمئات الآلاف لاستقبال قائدهم، جلالة الملك عبدالله الثاني، وولي عهده الأمين، الأمير الحسين، بعد عودتهما من الولايات المتحدة الأمريكية. لم يكن استقبالاً بروتوكولياً، بل كان زلزالاً سياسياً وشعبياً، رسالة مدوية للعالم بأسره: هذا الملك ملكنا.. وهذا الوطن عصيّ على الانكسار!
الأردن.. الحصن الأخير في وجه العواصف
وسط عالم مزّقته الخيانات، وانبطحت فيه أنظمة أمام الإملاءات الخارجية، بقي الأردن، بقيادته الهاشمية، واقفًا كالسيف في وجه العاصفة. لم تنجح الضغوط، ولم تفلح الابتزازات، ولم تتغير الثوابت، لأن هذا الوطن ليس للبيع، وهذا الملك لا يساوم، وهذا الشعب لا يخضع.
منذ اللحظة الأولى للعدوان على غزة، كان موقف الملك عبدالله الثاني واضحًا كالشمس: وقف المجازر فوراً، لا لتهجير الفلسطينيين، لا للمشاريع المشبوهة، لا للمساومات القذرة. لم يكن هذا الموقف تكتيكاً، بل كان امتداداً لإرث هاشمي عريق، ثابت منذ الثورة العربية الكبرى، ومتجذر في عمق القضية الفلسطينية.
الهاشميون.. درع القدس وسيف فلسطين
لا يستطيع أحدٌ في هذا العالم أن يزايد على الأردن في القضية الفلسطينية. فمنذ عقود، حمل الهاشميون القدس في قلوبهم، ودافعوا عن مقدساتها بدمائهم. وحينما بدأت بعض العروش تتهاوى، وباعت بعض الأنظمة مواقفها بثمن بخس، بقي الأردن الوحيد الذي لم يُغيّر خطابه ولم يُهادن الاحتلال ولم يسكت عن الجرائم.
حاولوا الضغط على الأردن سياسيًا واقتصاديًا، فواجههم الملك بصلابة لم يعرفوها من قبل. حاولوا اجباره، فوجدوا شعبًا بأكمله يلتف حول قيادته. راهنوا على عزله، فاكتشفوا أن الأردن ليس مجرد دولة صغيرة، بل هو صانع قرار، وقلب الأمة، والدرع الأخير الذي يمنع الانهيار.
رسالة أردنية للعالم: احذروا غضبنا!
هذا الاستقبال الشعبي الكاسح للملك عبدالله الثاني و ولي عهده لم يكن مجرد احتفاء بعودتهما، بل كان إنذارًا لكل من يراهن على تفكيك الأردن أو تطويعه أو ابتزازه. إنها رسالة تحذير للعالم بأسره: الأردن ليس مكسر عصا، ومن يقترب منه سيجد الشعب بجانب الملك في خط الدفاع الأول.
إنهم يحاولون تغيير وجه المنطقة، وإعادة رسم الخرائط، وتحويل فلسطين إلى ملف منسي، لكنهم لم يدركوا بعد أن هناك حاجزًا صلبًا يقف في طريقهم: ملك اسمه عبدالله، ودولة اسمها الأردن، وشعب لم ولن يركع إلا لله