الملك وترامب.. مواقف أردنية لا تتزحزح حول القضية الفلسطينية

 

الحجوج: الملك تحدث بلسان الأمة العربية جمعاء

جبر: الصحافة العالمية نقلت موقف الملك الرافض لكل مشاريع تصفية القضية

توبة: الملك أحال ببراعة دبلوماسية الرد على الخطة الأمريكية

الشوبكي: الموقف الأردني واضح وثابت

القضاة: الملك أكد مرارًا موقف الأردن الثابت بدعم حقوق الفلسطينيين

 

الأنباط – رزان السيد

موقف ثابت لا يتزحزح، كالصخرة في وجه أمواج عاتية هو الموقف الأردني من تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وهو الموقف ذاته الذي جسده جلالة الملك عبدالله الثاني لدى زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن.

مرارًا وتكرارًا أكد جلالة الملك رفض أي محاولات لفرض حلول تمس حقوق الفلسطينيين أو تدفعهم إلى مغادرة أرضهم.

وأشار جلالة الملك خلال لقائه ترامب إلى ضرورة أن تكون هناك سياسة عربية موحدة للتعامل مع هذه القضية، حيث تم التأكيد على أن مواقف الأردن ومصر في هذا الشأن تتماشى مع حماية الحقوق الفلسطينية، وتؤكد على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو المساس بالقدس.

الزيارة تأتي في وقت حساس، إذ أن جميع العيون كانت تترقب اللقاء الذي سيحمل في طياته مصير الفلسطينيين، ودور الأردن ومصر في التصدي للمشاريع التي تسعى لتغيير الواقع على الأرض.

وفي هذا السياق، أشار النائب السابق محمد الحجوج، إلى أن جلالة الملك لم يتحدث بلسان الأردن وحسب، بل تحدث بلسان الأمة العربية، كما أن ما جرى باللقاء بين الملك وترامب يؤكد على أن الحل السياسي يكمن بحل الدولتين، وأكد أيضًا على المصالح العليا للدولة الأردنية، والمحافظة عليها.

وأضاف، أن هذا اللقاء أكد أيضًا على إعادة تعمير غزة، بوجود أهلها فيها، ومنع تهجيرهم، مشيرًا إلى أن هذا هو الموقف الأردني، وهو تأكيد للتأكيد وبكل اللهجات، وكل لغات الكون، أن الأردن يرفض التهجير، ويساند الشعب الفلسطيني في سبيل إقامة دولة مستقلة.

أما بالنسبة للهجوم الذي عقب لقاء الملك وترامب، أكد الحجوج بأن عدم وجود المعلومة الكافية فيما جرى في اللقاء، هو السبب الأساسي لما حدث، موضحًا أنه كان من الواجب على كل من سياسي الدولة وأبناء الوطن أن يقوموا بتوضيح الرؤية بشكل مباشر.

واختتم حديثه لـ "الأنباط" قائلًا:" الشعب الأردني شعب بسيط وطيب، ويجب التحدث معه بكل صراحة ووضوح في القضايا الاستراتيجية كهذه القضية".

 

ومن جهتها، أكدت أستاذة العلوم السياسية، والمختصة بالشأن الفلسطيني الدكتورة أريج جبر، بأن لقاء جلالة الملك لا يحتاج أي دلائل أو براهين تؤكد سلامة هذا الخطاب، وتؤكد وحدة التوجهات حول القضية الفلسطينية خلال هذا اللقاء، كما أن الصحافة الأمريكية والعالمية أكدت على أن جلالة الملك ذهب باتجاه رفض كل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، حيث أنه رفض مشروع فكرة التهجير، بالإضافة إلى رفضه فكرة إفراغ قطاع غزة لإعادة الإعمار.

وتابعت جبر، أن ما حدث هو نتيجة نهج أو أسلوب ممنهج من قبل محطات فضائية معينة، قامت بتحريف وتزوير الحديث، وقامت بالاقتباس والاقتطاع منه بما يتماشى مع سياسة تلك الفضائيات التي استهدفت أمن الأردن مرارًا وتكرارًا لمحاولة التشكيك في الموقف الأردني.

كما أكدت أنها ليست في موقف الدفاع عن لقاء جلالة الملك، ولكن لا بد من التأكيد على أن لغة الجسد كانت حاضرة وقوية، إذ كانت لغة الجسد تشير أولاً إلى عدم رضى جلالته عن الطرح المقدم أمريكيًا، وعدم رضاه عن كافة المشاريع المطروحة، بالإضافة أنه بدا واضحًا مكانة الملك وتأكيد حنكته وقيادته، منذ استقبال ترامب للملك عندما وصفه بـ "الرجل العظيم".

وأوضحت أن العالم أجمع يدرك منذ البداية اللغة الأردنية وتوجهات جلالة الملك، إذ أنه منذ بدء طوفان الأقصى وهو يتحدث عن ضرورة تحكيم العقل، وتحكيم المنطق، والتفعيل الدبلوماسي البناء دون اللجوء إلى جر المنطقة إلى الحروب أو تصعيد الصراع، وهذا ما لا يروق إلى البعض، والذي ذهب باتجاه التشكيك أو محاولة اختراق المشهد الأردني الفلسطيني.

وبينت جبر، أنه ليس أدل على صحة حديث الملك من ثناء وشكر حركة المقاومة الإسلامية حماس للموقف الأردني، مشيرة أن حماس بهذا الشكر أكدت أيضًا على أن الأردن ذهب باتجاه تأكيد على دعم وصمود الشعب الفلسطيني، وخاصة قطاع غزة، وأيضًا دعم الملف الفلسطيني والتداعي ضد تهجير الفلسطينيين عن أرضهم، سواء كانوا باتجاه الضفة الغربية أو باتجاه قطاع غزة.

وأضافت جبر خلال حديثها مع "الأنباط"، أن إثناء حماس وشكرها على الموقف الأردني، يدلل أنه رد كافي وكفيل بإسكات كل الأصوات العميلة التي تستهدف اختراق وحدة الصف العربي، ومحاولة خلق فوضى في الساحة الأردنية الفلسطينية.

ولفتت جبر إلى أن هناك إشارة كانت من جلالة الملك، وتعني أن الصف العربي لا يمكن إختراقه، إذ أن هناك وحدة وربط ما بين التوجيهات الأمريكية تجاه المنطقة بمصالحها من الدول العربية، وذلك بتمكين الشعب الفلسطيني بحقوقه بحيث لا سلام ولا تطبيع، ولا إمكانية للعيش المشترك مع هذا الكيان، إلا إذا قامت دولة فلسطينية وقبل الشعب الفلسطيني بهذا الحل وتم إنهاء العدوان على قطاع غزة، وأن تكون أحوال غزة قد آلت إلى وقف دائم لإطلاق النار، إضافة إلى حماية المدنيين وتطبيق كل المخرجات السياسية التي جاءت فيها الصفقة بالإضافة إلى البروتوكول الإنساني.

وأشارت إلى أن المقابلة احتوت خبثًا أمريكيًا حقيقيًا في محاولة لتوريط الموقف الأردني، ومحاولة للتصوير بأن الأردن ربما سيكون جزءًا مشاركًا في توجهات ترامب، ولكن فشل في ذلك، إذ كان جلالة الملك يقظًا لهذا التوريط، و ذهب باتجاه إجابات دبلوماسية تركز على متانة الجبهة الداخلية الأردنية، ومتانة الموقف الأردني أو وحدوية العمل العربي، بحيث لا يتم الاستفراد في أي دولة على حدا.

وأكدت أيضًا أن المساعدات الأمريكية لن تكون هي الطريقة لإيذاء الأردن أو مصر وغيرها، وأن العنوان العريض هو فلسطين للشعب الفلسطيني، ولن يكون هناك دفعًا أو تأييدًا لأي مشروع يهدف إلى إخلاء فلسطين من شعبها فالأرض جميعها فلسطينية.

من جهته، أوضح الصحفي والمحلل السياسي، ماجد توبة، أن مواقف الأردن ثابتة بالنسبة لقضية دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ومصلحته العليا هي أن تقام الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية، وأن يثبت الشعب الفلسطيني على أرضه، مؤكدًا أن هذه هي المصلحة الأردنية الأولية التي لا يستطيع الأردن نفسه أن يتجاوزها، وما جرى في الولايات المتحدة الأمريكية كان تأكيد من جلالة الملك لكن بصورة دبلوماسية على التمسك بالثوابت الأردنية، ورفض خطة التهجير للفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة غربية.

وأضاف توبة أن جلالة الملك عبدالله الثاني أحال ببراعة دبلوماسية الموقف أو الرد على الخطة الأمريكية إلى الموقف العربي الموحد وإلى مصر والسعودية باعتبارهما دولتان مركزيتان، وأن هناك تنسيق بينهما وبين الأردن بشكل واضح، مشيرًا إلى أنه في الوقت الذي كان يجتمع جلالة الملك مع ترامب بالبيت الأبيض، كانت تصدر التصريحات من السعودية ومن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تحديدًا، ومن مصر أيضًا برفض خطة التهجير وأن هناك بدائل عربية لإعادة الإعمار لقطاع غزة،

من جهته، أوضح الصحفي والمحلل السياسي، ماجد توبة، أن مواقف الأردن ثابتة بالنسبة لقضية دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ومصلحته العليا هي أن تقام الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية، وأن يثبت الشعب الفلسطيني على أرضه، مؤكدًا أن هذه هي المصلحة الأردنية الأولية التي لا يستطيع الأردن نفسه أن يتجاوزها، وما جرى في الولايات المتحدة الأمريكية كان تأكيد من جلالة الملك لكن بصورة دبلوماسية على التمسك بالثوابت الأردنية، ورفض خطة التهجير للفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة غربية.

وأضاف توبة أن جلالة الملك عبدالله الثاني أحال ببراعة دبلوماسية الموقف أو الرد على الخطة الأمريكية إلى الموقف العربي الموحد وإلى مصر والسعودية باعتبارهما دولتان مركزيتان، وأن هناك تنسيق بينهما وبين الأردن بشكل واضح، مشيرًا إلى أنه في الوقت الذي كان يجتمع جلالة الملك مع ترامب بالبيت الأبيض، كانت تصدر التصريحات من السعودية ومن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تحديدًا، ومن مصر أيضًا برفض خطة التهجير وأن هناك بدائل عربية لإعادة الإعمار لقطاع غزة، لوجود وبقاء الأهالي في أرضهم.

وأشار خلال حديثه لـ"الأنباط"، أنه ما تسرب من اللقاء وبعض الأخطاء في الترجمة، سبب صدمة في البداية لكن الأردن نجح في تجاوز هذا الاصطدام المباشر مع الثور الهائج "ترامب"، كما تمسك في ثوابته وبحقوق الشعب الفلسطيني.

ومن جانب آخر، قال المحلل السياسي محسن الشوبكي، إن اللقاء الذي جمع جلالة الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثار العديد من ردود الفعل والتفسيرات الإعلامية المتباينة، إذ تم تصويره من قبل بعض الأطراف على أنه كان محطة مفصلية لاتخاذ قرارات تتعلق بمسألة التهجير من غزة.

وأكد الشوبكي خلال حديثه لـ"الأنباط" أن الموقف الأردني كان واضحًا منذ البداية، إذ عبر جلالة الملك عن رفضه القاطع لأي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة، مشددًا على أهمية حل الدولتين كأساس للسلام في المنطقة.

وأشار إلى أنه خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء، تم تداول بعض الأخطاء في الترجمة، مبينًا بأن الردود الإعلامية على اللقاء كانت أكثر إثارة للجدل، إذ انتشرت حملات إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي مدفوعة من أطراف إعلامية معروفة، إذ سخرت هذه الحملات من الموقف الأردني وحاولت تصويره بشكل مشوه، في محاولة لتأليب الرأي العام ضد المملكة.

ومع ذلك، أكد الشوبكي أن الموقف الأردني من التهجير كان واضحًا جليًا قبل اللقاء، حيث أصر الملك على رفض أي محاولات لتغيير الواقع الفلسطيني في غزة، وأن الحل الوحيد يكمن في تطبيق حل الدولتين، مشيرًا إلى أن الأردن سيظل حاميًا لحقوق الفلسطينيين، ورافضًا لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.

وتابع أن اللقاء كان عامًا ومعلنًا، وكان جلالة الملك يتبنى فيه سياسة دبلوماسية واضحة، لا تترك مجالًا للتفسير الخاطئ، إذ كان الموقف الأردني ثابتًا في رفض أي خطة تحاول فرض واقع جديد على القضية الفلسطينية.

بدوره، قال عضو نقابة الصحفيين الأردنيين، الأستاذ خالد القضاة، في حديثه لـ"الأنباط" إن جلالة الملك كان حريصًا خلال اللقاء على التأكيد على موقف الأردن الثابت في رفض أي محاولات لتفكيك القرار العربي الموحد، مشيرًا إلى أن السياسة الأردنية تستند إلى وحدة القرار العربي، كما أكد أن الأردن لا يريد أن يتعامل مع الولايات المتحدة بشكل منفرد بل يسعى دائمًا لتنسيق مواقفه مع الدول العربية الأخرى.

وأضاف أن جلالة الملك أشار إلى لقاء آخر مرتقب مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالإضافة إلى القمة العربية القادمة، التي سيتم خلالها اتخاذ قرار عربي مشترك بشأن المشروع الأمريكي، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وفيما يتعلق بما طرحه الرئيس الأمريكي، أوضح القضاة أن ترامب أبدى دهشته من المبادرة التي قدمها الملك، خاصة فيما يتعلق بإرسال 2000 طفل فلسطيني للعلاج في الأردن، وأعرب عن سعادته بهذه المبادرة، وأشار القضاء إلى أن هذا يدل على التوتر الواضح في المواقف، لكنه أضاف أن الأردن ملتزم بموقفه الثابت في رفض التهجير ومساندة الحقوق الفلسطينية.

وأضاف أن الأردن يسعى من خلال التنسيق مع الدول العربية، خصوصًا مصر والسعودية، إلى التأكيد على الموقف العربي الموحد، داعيًا إلى ضرورة أن يتبنى العرب استراتيجية واحدة في مواجهة التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن التحديات لا تقتصر فقط على الموقف الإسرائيلي ولكن تشمل أيضًا الانقسام الفلسطيني الداخلي، الذي يؤثر سلبًا على قوة الموقف العربي.

وأكد القضاة أنه فيما يخص القمة العربية القادمة يجب أن تكون أحد المواضيع الرئيسة المطروحة ضرورة توحيد الموقف الفلسطيني من خلال إنهاء الانقسام بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، مشيرًا إلى أن هذا الانقسام يعرقل المفاوضات ويضعف قدرة العرب على الدفاع عن قضاياهم.

وفي الختام، أكد على أهمية التنسيق بين الأردن ومصر لضمان النجاح في تقديم رؤية عربية موحدة في القمة العربية المقبلة، موضحًا أن الوضع الحالي يتطلب استجابة فورية وفعالة لحماية الحقوق الفلسطينية في ظل الضغوط الدولية المتزايدة.