هل تقتفي الفضة أثر الذهب وتحلق لمستويات قياسية؟


عايش: أسعار الفضة ترافق الذهب في اتجاهها إلى حد كبير

مخامرة: توقعات بارتفاع الطلب على الفضة في التطبيقات الصناعية

الفضة عنصر حاسم في الخلايا الكهروضوئية للألواح الشمسية

الأنباط – مي الكردي

بعد أن دفعت الأزمات الجيوسياسية والحروب التجارية أسعار الذهب إلى مستويات قياسية، تتجه تحولات الطاقة النظيفة والثورات التكنولوجية إلى الصعود بالفضة بتناسب يحقق ارتفاعًا ملحوظًا في أسعارها.
وتسلك الفضة مسارات مشابهة للذهب في رحلة الصعود من الأخذ بالأزمات الاقتصادية والجيوسياسية عاملاً معززًا لأسعارها في الأسواق كأداة تحوط للمستثمرين مع تصاعد ظهورها في الصناعات الرائجة عالميًا اليوم مثل سوق الخلايا الكهروضوئية لألواح الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية التي تشهد طلبًا متزايدًا عليها.
رغم ذلك يتجه الصناعيون إلى الحد من الطلب عليها في الأسواق خوفًا من صعود سعرها، حيثُ عملت التحولات الجذرية اليوم في الثورات التكنولوجية والصناعات الكهربائية على تنامي الطلب على الفضة.
وتصدّرت الخلايا الكهروضوئية تطبيقات الطاقة المتجددة التي تعزز الطلب على الفضة، حيثُ تشير التوصيات الدولية حول الأهداف المناخية إلى التوسع في سوق الطاقة الكهروضوئية، ومن ثم الطلب على الفضة.
وبين الخبير الاقتصادي حسام عايش، أن ما ينطبق على الذهب ينطبق على الفضة والمعادن الثمينة، كونها أداة من أدوات التحوط التي يلجأ لها المستثمرون، وبإمكان الكثيرين شراء الفضة بالنظر إلى أن أسعارها مناسبة للاستثمار، مُشيرًا إلى أن توقعات ارتفاع أسعار الذهب ستتواصل بالرغم من وجود حالة من التقلب في الأسعار، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على أسعار الفضة وأسعار السلع الأولية ومواد أخرى مرتبط تسعيرها بالدولار وتعتبر من الملذات الآمنة.
ولفت إلى أنه بالرغم من أن الفضة أقل قبولًا أمام الذهب، لأنها ليست كثيرة الاستخدام كـ احتياطي من العملات الأجنبية في البنوك المركزية العالمية، ما يعني أنها قليلة الاستخدام من هذه الناحية، مُبينًا أن استخداماتها أكثر تكنولوجية وطبية.
وأوضح عايش أنها تعتبر من الملذات التي يمكن الاستثمار فيها، أما ناحية التحوط فإن ما ينطبق على الذهب ينطبق على الفضة من صعود وهبوط في أسعارها، مُضيفًا وجود متغيرات وقرارات وسياسات أمريكية وعالمية يمكن أن تؤثر على أسعارها.
وتابع أن أسعار الفضة ترتفع، ولكن ليس بنفس الوتيرة التي تسير بها أسعار الذهب، مشددًا أن أسعار الفضة ترافق أسعار الذهب إلى حدٍ كبير في اتجاهها.
من جهة أخرى، بين الخبير الاقتصادي الدكتور وجدي مخامرة، أن توقعات أسعار الفضة عالميًا في عام 2025 تشير إلى ارتفاع الطلب عليها في التطبيقات الصناعية، خاصة في صناعة الطاقة الشمسية، تزامنًا مع القضايا الجيوسياسية والتوتر التجاري في ظل فرض تعرفات جمركية على بعض الدول، إذ من المتوقع أن يصل الطلب العالمي على الفضة إلى أكثر من 1.2 مليار أونصة، وهو ثاني أعلى مستوى مسجل.
ولفت إلى أن معهد الفضة العالمي توقع أن ترتفع أسعار الفضة إلى أعلى مستوى لها وتصل إلى مستوى 48 دولار أمريكي، موضحًا سبب الارتفاع بسبب دورها كـ "عنصر حاسم" في الخلايا الكهروضوئية للألواح الشمسية والبطاريات في السيارات الكهربائية.