لجنة السينما في "شومان" تنظم فعالية "ريتروسبكتف" السينمائية اعتبارا من يوم غد الثلاثاء

لجنة السينما في "شومان" تنظم فعالية "ريتروسبكتف" السينمائية اعتبارا من يوم غد الثلاثاء 

عمان 10 شباط– تقدم لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان اعتبارا من يوم غد الثلاثاء، أولى فعاليات "ريتروسبكتف" (استعادة سينمائية)، حيث سيتم عرض أفلام للممثل مارلون براندو وجميعها من إخراج الأمريكي إيليا كازان.
وسيتم خلال الفعالية عرض ثلاثة أفلام كلاسيكية على مدار ثلاثة أيام، اعتبارا من يوم غد الثلاثاء ولغاية يوم الخميس المقبل في قاعة السينما بمؤسسة عبدالحميد شومان بجبل عمان، وذلك في تمام الساعة 6:30 من مساء كل يوم.
يوم الثلاثاء سيتم عرض فيلم "رصيف الميناء"، حيث تستند قصة وسيناريو الفيلم للكاتب السينمائي بود شولبيرج إلى سلسلة من التحقيقات الصحفية للكاتب الصحفي مالكوم جونسون والمؤلفة من 24 مقالا نشرت في صحيفة "نيويورك سن" تحت عنوان "جريمة على رصيف الميناء"، وفاز عنها الكاتب في العام 1949 بجائزة بيوليتزر أهم الجوائز الصحفية الأمريكية.
 يبحث الكاتب في مقالاته الفساد المتفشي في أوساط نقابات عمال الميناء بمدينة نيويورك، وسيطرة الجريمة المنظمة على المسؤولين في تلك النقابات. وقد أمضى الكاتب السينمائي بود شولبيرج أكثر من عام في إجراء الأبحاث والمقابلات مع عمال ميناء نيويورك وسكان المنطقة وكتابة سيناريو الفيلم، مستوحيا معظم شخصيات وأحداث فيلم "رصيف الميناء" من شخصيات وأحداث حقيقية.
 وتبرز قصة الفيلم تغلغل العصابات المنظمة في نقابة عمال ميناء نيويورك، وتتركز القصة حول عامل مكافح بسيط في الميناء يدعى تيري مالون (الممثل مارلون براندو)، يقدّم هو وشقيقه الأكبر (الممثل رود ستايجر) الطاعة العمياء لممثل النقابة جون فريندلي (الممثل لي جي. كوب) الذي يمثل بؤرة الفساد، إلى أن يشاهد بطل القصة جريمة قتل أحد زملائه بأيدي اثنين من العمال السفاحين من أتباع ممثل النقابة. وبتشجيع من قس محلي جريء (الممثل كارل مالدين) ومن شقيقة العامل الضحية التي يقع بطل القصة في حبها (الممثلة إيفا ماري سانت)، يصحو ضميره ويقرر مع عدد قليل من زملائه أن يتحدّوا هيمنة النقابة وفسادها والعصابات التي تقف وراءها، ويدلوا بشهاداتهم أمام اللجنة الرسمية المكلفة بالتحقيق في الجرائم. وبعد أن ينبذ بطل القصة من قبل زملائه العمال، يتحول في نظر البعض إلى بطل بعد أن ينتصر للحق والعدل.
ويتميز فيلم "رصيف الميناء" بقوة إخراجه وحواره وتصويره وأداء جميع ممثليه الرئيسيين الذين رشح خمسة منهم لجوائز الأوسكار، مما يجعله واحدا من تسعة أفلام فقط رشح خمسة من ممثليها لجوائز الأوسكار في تاريخ هذه الجوائز. وفاز اثنان من هؤلاء الممثلين، هما مارلون براندو الذي حصل على جائزة أفضل ممثل في دور رئيس وإيفا ماري سانت التي فازت بجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد، وذلك في أول أدوارها السينمائية بعد أن تألقت على مسارح برودواي وفي الأدوار التلفزيونية. وفاز الفيلم بثمان من جوائز الأوسكار بينها جوائز أفضل فيلم وإخراج وسيناريو وتصوير.
وكان فيلم "رصيف الميناء" أول فيلم يفوز في نفس العام بجوائز الأوسكار، والكرات الذهبية، ورابطة نقاد نيويورك، والمجلس القومي الأميركي لاستعراض الأفلام السينمائية، لأفضل فيلم، فضلا عن جائزتي نقابة المخرجين الأميركيين، ورابطة كتّاب السينما الأميركيين. كما يحتل فيلم "رصيف الميناء" المرتبة العاشرة على قائمة معهد الأفلام الأميركي لأعظم الأفلام في تاريخ السينما.
ويظل فيلم "رصيف الميناء" بعد 50 عاما من افتتاحه واحدا من أقوى الأفلام الدرامية، كما يظل مشهد الحوار بين البطل الفيلم وشقيقه في سيارة الأجرة واحدا من أكثر المشاهد التي تحفر بالذاكرة في تاريخ السينما.
أما يوم الأربعاء فسيتم عرض فيلم "فيفا زاباتا" (يحيا زاباتا)، الذي أخرجه ايليا كازان عام 1952 عن قصة للكاتب الأمريكي جون شتاينبك قصة إيميليانو زاباتا الذي قاد الفلاحين المكسيكيين في العام 1919 ضد الديكتاتور بورفيريو دياز الذي أعلن نفسه أبًا للأمة لكنه كان يسرق الأراضي من المزارعين الفقراء. كان زاباتا فردا من وفد أُرسل إلى موريلوس للتظلم إلى الرئيس الفاسد بورفيريو دياز الذي حكم البلاد لفترة طويلة، لكن دياز رفض شكواهم، ما دفع زاباتا إلى التمرد برفقة شقيقه إيفيميو والاتحاد مع بانشو فيلا تحت قيادة فرانسيسكو ماديرو الساذج الذي سيحل محل دياز، لكنه يكون رئيسا دمية في يد قائد الجيش الخائن هويرتا الذي سيقوم باغتياله عندما يحاول التعبير عن تضامنه مع الرجال الذين حاربوا من أجله. 
عندما يصبح زاباتا لاحقا رئيسا يعتبر شقيقه إيفيميو أن من حقه الاستيلاء على الأراضي والممتلكات بالقوة. يدعم فرناندو المثقف المتجول، فرانسيسكو ماديرو المنفي ضد دياز، ويصبح قائد قواته في الجنوب، بينما يكون فرانسيسكو بانشو فيلا في الشمال. يعود زاباتا وفرانسيسكو فيلا إلى حمل السلاح، وينجحان في تحقيق النصر، ويبحثان عن قائد للبلاد. يقبل زاباتا الوظيفة على غير رغبة منه، وإذ يدرك أن مثاليته قد ذهبت مع السلطة، يعود إلى موريلوس، للتحقيق في الشكاوى ضد أخيه أوفيميو. ويحل قائد قواته محله. 
ويوم الخميس ستعرض لجنة السينما فيلم "عربة اسمها الرغبة"، حيث يحتل الفيلم المرتبة الخامسة والأربعين في قائمة معهد الأفلام الأمريكي لأفضل 100 فيلم أمريكي. وتستند قصة الفيلم إلى مسرحية للمؤلف المسرحي تنيسي وليامز التي عرضت على مسارح برودواي بمدينة نيويورك في العام 1947 وعلى مسارح لندن في العام 1949. 
وتتمحور قصة الفيلم، حول شخصية بلانش (فيفيان لي) شقيقة ستيلا (كيم هنتر) الزوجة الحامل لستانلي (مارلون براندو). بلانش شخصية مأساوية محطمة تصل إلى مدينة نيو أورليانز في جنوب الولايات المتحدة لتعيش مع شقيقتها الحنونة الطيبة ومع زوج شقيقتها الفظ. يطارد بلانش شبح ماض حافل بالمآسي والمشاكل. وفي النهاية يتم نقل بلانش إلى إحدى المصحات. 
وفاز الفيلم بأربع من جوائز للأوسكار. فعلاوة على جوائز التمثيل الثلاث فاز أيضاً بجائزة أوسكار عن الإخراج الفني والديكور. كما رشح الفيلم لسبع جوائز أوسكار أخرى، مثلما رشح لثلاث من جوائز الكرات الذهبية، وفاز بإحدى هذه الجوائز لأفضل ممثلة في دور مساعد للممثلة كيم هنتر. وكان مجموع الجوائز السينمائية التي حصل عليها الفيلم 13 جائزة. كذلك حقق الفيلم نجاحاً كبيراً على شباك التذاكر، وجاء في المركز الخامس في الإيرادات بين أفلام العام 1951 في دور السينما الأمريكية، حيث بلغت تلك الإيرادات تسعة ملايين دولار، علماً بأن ميزانيته بلغت 1,1 مليون دولار.