رؤساء تحرير ...وصحفيين ...ونقابة
رؤساء تحرير ...وصحفيين ...ونقابة
د. عبدالمهدي القطامين
في حوار لم تنقصه الصراحة التقى ولاول مرة رؤساء تحرير الصحف اليومية الاولى في الوطن وصحفيي العقبة للبحث في شأن الصحافة واليات النهوض بها بعد ان ضاقت بها الدنيا او ضاقت الدنيا بها الحوار الذي امتد اكثر من ساعتين امتاز بجرأة تلخيص الواقع وكما هو ومالات المستقبل للصحافة التي بات على مفترق درب خطير امام ثورة التقنية والذكاء الاصطناعي وامام اجتياح هذه المهنة من قبل الهواة او ما يعرف بالمؤثرين الذين باتوا يتسيدون المشهد ويقدمون المحتوى الفاقد للطعم واللون والهوية في الكثير من الاحيان .
الحضور اجمعوا على ان الصحافة هي واجهة الوطن الاولى التي يراها من في الداخل والخارج معا وهي الحريصة على ان تقدم هوية الوطن الجامع غير المفرق ،الوطن الذي يبدأ منا وينتهي فينا لكن ثمة حرب خفية على الصحافة ودورها في قول الحقيقة وهي حرب مزدوجة ذات بعدين البعد الاول ممن هم داخل اطارها عبر تشرذمهم وضياعهم والبعد الثاني هو ذلك التهميش المتعمد من قبل صناع القرار وابتعادهم التدريجي عن ملامسة هم الصحافة والصحفيين والواقع المعيشي الذي بات ينذر باجتثات الصحفي من الطبقة الوسطى الى طبقة كادحة لا تجد قوت يومها .
في العمل النقابي لم تعد مقولة عد رجالك وارد الما هي السائدة فكم رجل يعد بالف وكم رجال لا تعد ولا تحصى وليس في الاكمر نرجسية ما لكنها الحقيقة التي تقول ان الصحافة دائما في الواجهة وهي اول من يدخل المعركة واخر من يخرج منها وما احوجنا في هذا الوقت بالذات ان ندخل المعركة بكل اريحية فاقلامنا ما زالت رغم تبدل الاحوال تقول انها رماح تقاتل عن حياض الوطن ولكن كيف للمقاتل ان يخوض غمارها ونقعها وهو خائف يبحث عن قوت يومه وقوت عياله هي معادلة لا تستقيم ابدا ولن تستقيم الا اذا ساند القلم السيف ومعهما رغيف الخبز بمعنى الامن المعيشي والابتعاد عن هاجس غضب المسؤول الذي يرديك في اول قرار ان قلت له انت مخطىء .
ابدع في الامسية رؤساء تحرير الصحف الذين يقاتلون في ظروف حرجة فويلهم من رصد الحدث وتحليله ونشره وويلهم الاخر من تلك الافواه التي تنتظر اخر الشهر بفارغ الصبر سداد التزامات ارهقت حتى العظم وشخصوا الحالة كما هي مثلما شخص صحفيو العقبة الهم ذاته ففي ظل غياب النقابة عن دورها الحقيقي في الانتصار للصحفيين والاخذ بيدهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم تبدو المسيرة صعبة والاستمرار فيها اصعب وطالما كنت اقول ان الصحفي والقاضي متشابهان فكلاهما اذا جاع كانت الحقيقة اول ضحاياهم .
حال الصحفيين لا يسر مهما جملنا الامر ومهما اعطينا من ابر تسكين وكما قالت العرب ما حك جلدك مثل ظفرك واول ذلك ان الانتخابات على الابواب ففي نيسان ستكون انتخابات النقابة لمجلسها الجديد الذي سيرسم سياتها لاعوام ثلاث قادمة وفي ظل احوال ليست قمرا ولا ربيع وهنا تقع المسؤولية على عاتقنا نحن الصحفيين في تحديد مرشحنا الذي نريد وماذا نريد منه وهل هو قادر على تنفيذ ما يرفع من شأن النقابة والصحفي الذي بات مثل اليتيم على مائدة اللئيم وهل تبقى النقابة في ذيل النقابات والتي من المفترض ان تكون هي من تقود حتى ولو قل عدد رجالها ونسائها .
ثمة الكثير من المطالب التي عرضت من الجميع في اللقاء ولعل اهمها حاجتنا الى تشريع ملزم يجعل الصحفي النقابي هو المسؤول الاول عن رسم سياسة المؤسسات الرسمية والشركات الحكومية بل والشركات العامة والمساهمة في المجال الاعلامي لانه الاقدر على رسم تلك السياسة وحاجة النقابة الى استثمار دائم يدر عليها دخلا يوفر حماية اجتماعية للصحفي وثمة غبن شديد وقع على عدد لا باس به من الصحفيين في موضوع الارض التي منحت بمكرمة ملكية الى نصف اعضاء الهيئة العامة وظل النصف الاخر ينتظر قرارا جرئيا من النقابة للمتابعة فمكارم الملك لا تتوقف ابدا لكن حين تغيب المتابعة تتيه الرؤية .
اشكر الاعزاء رؤساء التحريرالاساتذة خالد الشقران ومصطفى ريالات ومكرم الطروانه وحسين الجغبير ومن رافقهم من الزملاء الاستاذ عوني الداوود والاستاذ يوسف ضمره والاستاذ علاء القرالة والشكر للمعزب الغانم ابراهيم الفراية الذي جمعنا من غير ميعاد وموعدنا نيسان وليس نيسان ببعيد .