الانباط_يارا بادوسي

أكد مدير عام جمعية البنوك في الأردن، الدكتور ماهر المحروق، أن القطاع المصرفي الأردني شهد خلال 25 عامًا من قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني تحولات جذرية عززت مكانته كركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني.

وأوضح أن هذه التحولات جاءت نتيجة لتطوير التشريعات المالية، مثل إصدار قانون البنوك رقم 28 لعام 2000، الذي أدخل مفهوم البنك الشامل، إلى جانب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتوسيع النشاط الاقتصادي، وجذب الاستثمارات الأجنبية، مدعومًا بالاستقرار السياسي والأمني الذي يتمتع به الأردن.

وأضاف المحروق أن البنك المركزي الأردني لعب دورًا أساسيًا في ترسيخ بيئة تشريعية وإشرافية داعمة للقطاع المصرفي، ما انعكس إيجابًا على متانة المؤشرات المالية، حيث بلغت الاحتياطيات الأجنبية حوالي 20.1 مليار دولار، وهي تغطي المستوردات لفترة ٨ أشهر، متجاوزة المعيار المطلوب.

وأشار إلى أن القطاع المصرفي شهد توسعًا كبيرًا، حيث وصل عدد البنوك العاملة في المملكة إلى ٢٠ مصرفًا، من بينها ٤ بنوك بنوك إسلامية، فيما بلغ عدد العاملين في القطاع نحو 22,400 موظف وموظفة، تشكل النساء منهم 35%و يمتلك القطاع 865 فرعًا داخل المملكة، إضافة إلى 60 فرع خارجي، ما عزز سمعته كبيت خبرة مالية في المنطقة العربية.

وأوضح المحروق أن رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني قدمت القطاع المصرفي كأحد المُمكّنات الرئيسة للاقتصاد، مع التركيز على تطوير أدوات التمويل ودعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر والمستدام.

وفي السياق، أطلق البنك المركزي الأردني استراتيجية التمويل الأخضر التي تستهدف تعزيز التمويل المستدام، حيث تم عقد مؤتمر "جريفن" مرتين لتسليط الضوء على التطورات في هذا المجال.

و تبنى القطاع معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية (ESG) وبدأ في تقديم منتجات مالية خضراء، مثل السندات والقروض الخضراء والمستدامة.

وفيما يتعلق بالتحول الرقمي، أكد المحروق أن القطاع المصرفي استثمر بشكل مكثف في البنية التحتية الرقمية ما أدى إلى قفزات نوعية في استخدام التكنولوجيا المالية وبلغ عدد مستخدمي المحافظ الإلكترونية 2.17 مليون مستخدم وعدد الحسابات المرتبطة بنظام الدفع الفوري (كليك) 1.2 مليون، فيما وصل عدد مستخدمي الإنترنت والموبايل المصرفي إلى 3.48 مليون شخص بقيمة إجمالية للحركات بلغت 40 مليار دينار ، و أُجريت عبر منصات التجارة الإلكترونية 21.7 مليون حركة دفع بقيمة 458 مليون دينار أردني في عام 2023.

وأكد المحروق أن جلالة الملك يولي اهتمامًا كبيرًا بالشباب وريادة الأعمال، حيث يسعى القطاع المصرفي إلى تمكينهم من خلال الخدمات المالية الرقمية والمستدامة وتعزيز الشمول المالي وزيادة التمويل المتاح للمشاريع الصغيرة والمتوسطة،ومن المبادرات البارزة في هذا المجال، أطلق القطاع صندوق رأس المال والاستثمار الأردني، الذي يُعتبر أكبر صندوق استثماري في المملكة برأسمال 275 مليون دينار أردني، ويهدف إلى دعم الشركات الواعدة والقطاعات الإنتاجية.

وختم المحروق حديثه بالتأكيد على أن التوجيهات الملكية السامية تشكل حافزًا رئيسيًا للقطاع المصرفي لمواصلة الابتكار والتطوير، بما يحقق رؤية جلالة الملك لمستقبل أكثر ازدهارًا.

وفي عيد ميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني، أكد التزام القطاع المصرفي بمواصلة مسيرة التطوير، داعيًا الله أن يحفظ الأردن ويديم عليه الأمن والرخاء.