إبراهيم أبو حويله يكتب :اغتيال الشخص...

اغتيال الشخص...

وما أسلم أن تسلم ، إذا سكت من لا يعلم ظهرت الحقيقة ولو بعد حين.

لماذا نبادر فورا إلى الإتهام، ونسعى للشك، وناخذ بالظنون، هل لو كان هذا الأخر مهم بالنسبة لنا تختلف المقاييس والأسس ونطالب بالعدالة، عفو بل يسعى البعض إلى النصرة حتى لو كان فاسدا إبن فاسد وكنّا نعلم ومتأكدين من ذلك، ولا نعطي الاخر نفس المساحة ولا نفس الأعذار ولا نقبل التفسير، حقيقة تزعجني المقاييس المزدوجة، بل هي حسب الشرع طريق للفسق والفجور ومخالفة التقوى، وتلك الفئة التي تجد لنفسها عذرا عندما كانت تعمل او في منصب ما، ولا تقبل عذرا ولا تفسير وترفع سقف مطالبها عندما تخرج من الوظيفة، لا أريد أن أضع لها وصفا، ولكن تكفيها لحظة صفاء لتعلم حقيقتها.

لست مع التقديس وأرفضه جملة واحدة، ومن تتبع ما أكتب يجد ذلك صراحة، ولست مع النقد الذي يطلب المستحيل، ولا مع الذي يغير ولاءه بناء على مصلحة تحققت أو لم تتحقق، ولست مع الدفاع بلا سبب والنقد بلا سبب، واسعى لأن أفهم الميزان في الأعمال بكفتيه، تلك الكفة التي تزن، وتلك الكفة التي تضع مقاييس الوزن وشكله وحجمه وحقق العدل أم لم يحقق، سبحانك ما أعظمك طالبت بمقاييس الأداء وتحديدها والمحاسبة على منهج واحد وميزان واحد حتى لو كان عدو، يجب أن نحقق العدل للأخر فنحققه لأنفسنا ومن نحب، وإلا فلا عدل هناك، هل هذا ما نعيشه اليوم غياب للعدل ونحن السبب.

وعلى جانب أخر هل نراعي أثر الإعدام الإلكتروني، ونشر الإشاعة او الأخبار التي قد تؤذي الإنسان، او من حول هذا الإنسان ولا تعود بالفائدة على أحد، وهو أشد ضررا واذى في النفوس التي وقعت عليها المصيبة، وأن القضية تبقى عالقة في الفضاء الإلكتروني، ومهما تم تفنيدها وردها سيبقى هناك من يثيرها ولو بعد حين، فما أن تثور قضية حتى يصبح من الصعوبة بمكان التخلص من تبعاتها .

ولذلك هناك بعض الفتن تبقى بابا للسيئات لمن أطلقها، فهي تبقى تجر عليه سيئات من هذا الفضاء الملعون، وإن كان آثارها أحيانا انتقاما أو رغبة في إزاحة أحدهم من طريقه، او مجرد خبر يحصد به عدد من الاعجابات، ولكنها تبقى لعنة ترافق الأول ويقع اثمها على الثاني ، لذلك لا بد من الحرص في التعاطي مع هذه القضايا والأحجام عن تناولها برأيي هو الأسلم.

من القواعد الربانية العظيمة عدم الخوض عند الظن، لأن أغلب الظن أثم، والحقيقة التي تضر الآخر ولا تنفع الناس أثم، والاستغابة أثم، تكلم بما ينفع الناس او يرفع قدرهم، وتذكر كما لك عينين ولسان لهم أيضا، تكلم بما يوقع الأثر الطيب في النفس ويساهم في الفعل الطيب .

يبدو الطريق طويلا حتى نعرف الحق والعدل والميزان والقسط، فعندما يكون ميزاننا واحد نزن به لمن نحب ومن نكره ولانفسنا ولغيرنا، عندها من الممكن أن ننتقل خطوة أخرى إلى الأمام. 

إبراهيم أبو حويله ...