الخطط الامريكية والاسرائيلية لانهاء الاونروا

محسن الشوبكي
- في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، تواجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تحديات كبيرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. هذه التحديات تهدف إلى إنهاء دور الأونروا الذي يعتبر شريان حياة للملايين من اللاجئين الفلسطينيين. ستتناول هذه المقالة الاستراتيجيات المتبعة لعرقلة عمل الأونروا وتأثيرها على الوضع الإنساني والسياسي في المنطقة.
- ترتكز استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل بخصوص ملف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين ( الاونروا ) ، على محاولة فرض واقع سياسي في المنطقة من طرف واحد ، خاصة وان عمل الوكالة وان كان انسانيا، الا انه يرتبط بشكل وثيق بملفات هامة مثل اللاجئين والقدس .
- ادارة ترامب الاولى قررت عام ٢٠١٨ وقف دعمها المالي للاونروا ، في سياق تبني سردية اسرائيليه ، والإدعاء بتحيز الوكالة ضد اسرائيل، وإن وجود الاونروا يعقد حل الصراع العربي الاسرائيلي.
- تجددت السردية الاسرائيلية بخصوص الاونروا خلال حرب الابادة على غزة بداية عام ٢٠٢٤ ، عبر توجيه اتهامات لعدد من موظفي الوكالة بالمشاركة في هجوم طوفان الاقصى، مما دفع ادارة بايدن وعدد من الدول الغربية بتعليق الدعم المالي عن الوكالة.
- في تشرين الاول/٢٠٢٤ ، اقر الكنيست الاسرائيلي قانونين ، الاول ، يحظر عمل الوكالة في القدس الشرقية المحتلة، وتجريم اي اسرائيلي يتعامل معها ، الثاني، يضع عقبات لوجستية ومالية لعمل الوكالة في الضفة الغربية وغزة ، علما بأن اسرائيل وجّهت رسالة إلى الامم المتحدة ، تطلب فيها انهاء عمل الوكالة ( ٣٠/١/٢٠٢٥) .
- بالمجمل فان قرار حظر الاونروا ينتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي واتفاقية الامم المتحدة ١٩٤٦ ، وكذلك عدم وجود جهة قادرة على تولي مهمة الاونروا في الضفة الغربية وغزة ، علما بأن اسرائيل معنية بشكل مباشر بتولي ماليا ولوجستيا كقوة احتلال حسب القانون الدولي.
- خيارات الامم المتحدة والأونروا محدودة جدا بمواجهة الصلف الاسرائيلي ، على غرار ضعف الامم المتحدة ومؤسساتها بوقف الابادة في غزة ، وعدم القدرة على محاسبة اسرائيل، ويأتي ذلك في ظل الغطاء الدبلوماسي الذي توفره الولايات المتحدة لتجاوزات اسرائيل وعربدتها .
- لا يوجد تصور واضح لدى ادارة الاونروا حول آلية عملها مع انتهاء المهلة الاسرائيلية نهاية الشهر الحالي، ولكن من المؤكد أن القرار الاسرائيلي سيزيد من الكارثة الانسانية في غزة والضفة الغربية، وقد تنعكس ايضا على حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة بشكل عام.
- ختامًا، يتضح أن الخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة وإسرائيل لإنهاء عمل الأونروا ستزيد من معاناة اللاجئين الفلسطينيين وتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة والضفة الغربية. يبقى السؤال حول مستقبل الأونروا ومصير اللاجئين الفلسطينيين مفتوحًا، في ظل الحاجة الملحة لتدخل دولي لحماية الوكالة واستمرار عملها .