صادرات الكهرباء إلى العراق.. تعزيز للتعاون الإقليمي

المصالحة لـ"الأنباط": توسيع مشاريع الطاقة المتجددة مفتاح دعم الاقتصاد واستقرار الربط الكهربائي

الكهرباء الوطنية تصدر 90.5 جيجا واط ساعة من الكهرباء إلى العراق في 2024

الأردن يسعى جاهدًا لتحقيق التوازن بين احتياجاته المحلية من الطاقة واستراتيجيته التصديرية

الانباط–عمر الخطيب

يمثل الفائض الكهربائي الذي يتمتع به الأردن من الطاقة المتجددة فرصة استراتيجية لتعزيز الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة.

وتصدير الكهرباء إلى العراق خطوة في طريق استثمار هذا الفائض، ويمكن توسيع التصدير إلى دول أخرى في المنطقة مثل السعودية وسوريا ولبنان، كما يمكن استثمار الفائض في مشاريع تخزين الطاقة مثل بطاريات الليثيوم والطاقة بالضخ المائي لضمان استقرار الشبكة.

وكانت شركة الكهرباء الوطنية أعلنت عن تصدير 90.5 جيجا واط ساعة من الكهرباء إلى العراق العام الماضي، حيث بدأ التزويد لأول مرة في فبراير من نفس العام، ويشكل هذا الرقم جزءًا من إجمالي صادرات الشركة البالغة 265.8 جيجا واط ساعة، مقارنة مع 200.3 جيجا واط ساعة في 2023، بزيادة نسبتها 32.7%. .

بالإضافة إلى التصدير للشبكة العراقية التي تغذي مناطق غرب العراق، حيث قامت الشركة بتصدير 7.2 جيجا واط ساعة إلى مركز طريبيل الحدودي، بزيادة 12.5% عن العام السابق وفي الوقت نفسه شهدت شركة كهرباء القدس انخفاضًا في حجم التزويد بنسبة 13.4%، حيث بلغ التصدير 168.1 جيجا واط ساعة مقارنة بـ 194 جيجا واط في 2023.

الدكتور المهندس إسماعيل المصالحة أكد لـ"الأنباط" أن الأردن يسعى جاهدًا لتحقيق التوازن بين احتياجاته المحلية من الطاقة واستراتيجيته التصديرية، خصوصًا مع توسع دور الطاقة المتجددة في الاقتصاد الوطني.

وأضاف أن تصدير الكهرباء إلى العراق يعد فرصة استراتيجية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، كما يمثل حافزًا قويًا لدعم قطاع الطاقة المتجددة من عدة نواحي أهمها توسيع الطاقة المتجددة لتلبية الطلب المتزايد مع التصدير، وتعزيز الاستثمار في البنية التحتية عن طريق تطوير شبكات النقل وتقنيات الشبكات الذكية لتحسين إدارة الأحمال، كما أن التوسع في التصدير فرص استثمارية عن طريق جذب المستثمرين وتوفير فرص عمل من خلال إنشاء مشاريع طاقة متجددة جديدة.

وأوضح المصالحة أن تصدير الكهرباء إلى العراق يعد فرصة ذهبية لتسريع التحول نحو الطاقة المتجددة في الأردن، لتعزيز مكانة الأردن كدولة رائدة إقليميًا في الطاقة النظيفة.

 

تحديات تصدير الطاقة

وأشار إلى أن تقلبات إنتاج الطاقة المتجددة ومحدودية البنية التحتية والتحديات الاقتصادية والمالية والقضايا الجيوسياسية والقضايا البيئية والاجتماعية، جميعها معيقات تواجه استخدام الطاقة المتجددة في تلبية احتياجات العراق المستقبلية من الطاقة، مضيفًا أن الطاقة المتجددة تعتمد اعتمادًا كليًا على الطاقة الشمسية والرياح التي ترتبط بالظروف المناخية.

وأضاف المصالحة أن شبكات النقل بين البلدين تحتاج إلى تطوير شامل لتحمل الكميات المتزايدة من الكهرباء المصدرة، مبينًا أن التوترات الاقليمية وعدم الاستقرار في المنطقة تؤثر أيضًا على عدم استقرار خطوط الربط الكهربائي بين البلدين.

 

تعزيز استخدام الطاقة

ونوه المصالحة إلى أن الأردن يُعتبر من الدول الرائدة في المنطقة في تبني استراتيجيات الطاقة المتجددة، مدفوعًا بزيادة الطلب المحلي على الكهرباء، ومع تزايد الحاجة إلى الكهرباء داخليًا، يلعب تعزيز استخدام الطاقة المتجددة دورًا محوريًا في تحقيق أمن الطاقة والاستدامة البيئية، عن طريق تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة على نطاق واسع مثل مجمع معان للطاقة الشمسية ومشاريع أخرى في المناطق الجنوبية، بالإضافة إلى مشاريع طاقة الرياح مثل مشروع الطفيلة وتعزيز الاستثمار في المناطق الشمالية الشرقية لأنها تتميز بسرعة رياح مناسبة لتوليد الطاقة.

 

الطاقة المستدامة

وأكد المصالحة أن الطاقة المتجددة ركيزة أساسية في تحقيق الأمن والتنمية المستدامة من خلال تقليل الاعتماد على استيراد الطاقة وتعزيز الاستقلال الطاقي وخفض فاتورة الطاقة وإنتاجها محليًا من مصادر نظيفة ما يسهم في تخفيف الأعباء المالية الناتجة عن استيراد الوقود الأحفوري.

وأشار إلى أن مستقبل الطاقة المتجددة في الأردن يبدو واعدًا مع تعزيز تنوع مصادر الطاقة مثل المصادر الحرارية الجوفية وطاقة الكتلة الحيوية، ما يعزز من أمن الطاقة عن طريق تطوير شبكة كهرباء ذكية وتشجيع الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة.