الملك وبشائر الخير لغزة ؛
د.حازم قشوع
لم ينتظر الملك عبدالله إعلان وقف إطلاق النار الذي بين تفاصيله ستيفن بيتكويف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقه، بل قام بالإشراف على تنظيم حملة اغاثية هى الأضخم بريا كما فعل في السابق عند ابتكار ميزان الاغاثات الجوية، حيث قام الملك عبدالله بالإشراف على تسيير 120 حافلة إنسانية تشمل مواد صحية وطبية و إيوائية لتكون قافلة بنى هاشم من أول المبشرين بوقف العدوان على غزة وعودة السلام للقطاع، عبر بشائر الخير التي ستصلهم من خلال قافلة الإغاثة الهاشمية التي تحمل هذة الرسالة مضمونها ويؤكد وصولها معناها.
قافلة الإغاثة التي تم تجهيزها عبر الهيئة الخيرية الهاشمية تحمل رسالة انسانية مقرونة برسالة سياسية، فهى كما تحمل بشائر الخير الإغاثي لغزة، هي أيضا تحمل بشارة عودة السلام للشعب الفلسطيني في القطاع، وعودة الهدوء لمناخاته ببيان وقف الحرب بمحتوياته الثلاث، التي تشمل ( الهدنة، وتشكيل الاداره، وبيان الاعمار ) حيث تجرى تنفيذ بنود الهدنة على محطات ثلاث مدة كل منها 42 يوما تشمل عودة النازحين وتبادل المعتقلين وانسحاب القوات الإسرائيلية بالتدريج لحدود القطاع لعام 67.
الأمر الذى يجعل من قافلة الاغاثة الهاشمية تحمل نكهة العيد عند أهالي القطاع، كما تحمل عناوين الحرية بمضامين جلاء المحتل بعد عدوان يعتبر الاعنف بالمنطقة، حيث استقبل فيه القطاع بما يعادل 4 قنابل نووية، وهو العدوان الأطول لاسرائيل بواقع 466 يوما، كما هو على خطوط اشتباك حملت عناوين جوية عبر الطائرات والمسيرات كما بحرية عبر قوات الضفادع والبوارج والغواصات الدولية، كما برية عبر خطوط مواجهة مباشرة جابهت فيها البندقية التي تقوم على محتوى العدالة الميركافا الصهيونية بمضمون القوة وقد خلفت بآثارها 250 ألف بين جريح وشهيد، وتدمير كامل لقطاع غزة ونزوح قسري لأهاليه تحت وطأة القصف والتنكيل، هذا إضافة لانقطاع المياه والكهرباء مع كل ما ذكرت الا ان حرب غزة تركت إرث بائن مفاده يقول أن الشعب الفلسطيني قادر على الصمود، وهو جاهز لتقديم التضحيات من اجل ان يعيش حرا مجابهة الترحيل والتهجير لأن ذلك سيقود لإعادة تقسيم للمنطقة بجغرافيتها، وهو ما جعل من الشعب الفلسطيني يدفع فاتورة تحرره ورد عدوانه كما يدفع فاتورة عن الامة وعن امنها واستقرار جغرافيتها.
ان الملك عبدالله وهو يشرف لتجهيز قوافل الإغاثة الهاشمية، إنما ليؤكد بذلك على ثابت عضوي يحمله تاريخ بني هاشم في غزة هاشم التي يرتبط فيها الهاشميون بإرث حضاري تاريخي قويم مؤيدة بمسيرة حملات إيلاف رحلة الشتاء والصيف، وهذا ما جعل من ميزان الربط العقائدي يكون بائنا ويحمل رتبة العقدة الوثقى بين ما يحمله من موصول تاريخي وما يقوم عليه من إرث حضاري تحمله رسالة الضاد بسورها السماوية ومنطوقها الذي يحمل تجليات أوامر القضاء وحواضن الأقدار، برسالة غيبية حققت ما وعد الله به الصابرين المرابطين بالنصر والانتصار على العدوان والطغيان بصورة اعجازية رسمت محتواها غزة بأهاليها المرابطين الذين بارك الله عليهم ببيان جند عسقلان بعدما فشل العدوان باعادة الاحتلال، كما فشلت الحرب العالمية على غزة بتهجير السكان وفشلت آلة الحرب الاسرائيلية من تدمير إرادة شعب أراد الحياة فدعا ربه فانتصر.
ان الملك عبدالله وهو يرسل بشائر النصر بالصمود لرباط عسقلان بغزة هاشم بن عبد مناف إنما ليستحضر تاريخ بشائر الخير لفلسطين عبر غزه، وهو الملك الذي يريد أن يرسم البسمة على محيا أطفال غزة وينفض غبار الدمار عن وجوه أبنائها ويقول لهم لقد صبرت غزه وانتصرت على ظلم العدوان كما سينتصر الشعب الفلسطيني في كل مواجهة يخوضها على الاحتلال والطغيان، وإن الشعب الأردني لن يكون إلا مع الشعب الفلسطيني في كل المنعطفات والملمات كما كان دائما فى كل المحطات والمحن من عمر قضيته العادلة، وهو التزام هاشمي تحمله عقيدة الضاد كما يحمله الشعب الاردني بعقيدة جيشه ومؤسساته الأمنية برساله فرح بجلاء المحتل عبر قوافل الإغاثة الهاشمية لأهالي قطاع غزة.