قانون يهودية الدولة … !!!
زاوية سناء فارس شرعان
رغم ان اليهود كانوا اقلية عند انشاء الكيان الصهيوني بموجب القرار ١٨١ اوما عرف بقرار التقسيم عام ١٩٤٧ وكان لا يملكون سوى ٣ في المائة من ارض فلسطين التي استولوا عليها كاراض اميرية في ظل الانتداب البريطاني الا انهم كانوا حريصين منذ البداية على ان تكون دولتهم يهودية خالصة لا تشاركهم فيها اعراق او قوميات اخرى وذلك على غرار نظام الابارتياد الذي كان قائما في جنوب افريقيا انذاك.
وبقيت يهودية الدولة حلما تراود الصهاينة حتى الشهر الماضي حينما اقر الكنيست هذا القانون في التاسع عشر من الشهر الماضي حيث ينص على ان الدولة هي لليهود وهم وحدهم اصحاب تقرير المصير وعدم الاعتراف بالاقليات الاخرى من عرب او دروز او اديان اخرى كالمسيحيين باية حقوق وطنية مشروعة فيها الا ان سن هذا القانون بصمت وتحت جنح الظلام لا يعني الموافقة عليه من قبل القوميات الأخرى او المعارضة الاسرائيلية التي تطالب بتحقيق المساواة والعدالة بين مكونات الكيان الصهيوني من يهود شرقيين وغربيين وعرب مسلمين ومسيحيين حيث اتفق ممثلوا هذه الفعاليات على اعادة بنحث القانون في الكنيست بغية الغائه بعد ان قدم ٢٥ نائبا من اعضاء الكنيست العرب وممثلي احزاب المعارضة التي تترأسها رئيس الوزراء بوزيرة الخارجية السابقة ستبني ليفني ..
الاجتماع الذي عقده الكنيست لهذه الغاية امس بحضور ممثلي كافة الاحزاب تغيب عنه زعيم تكتل الليكود الحاكم بنيامين نتنياهو وذلك رفضا للاحتجاج على القانون حيث يلتزم نتنياهو والكثير من الاحزاب المتطرفة والدينية بيهودية الدولة ولا يعترفون بالعنصر العربي او فلسطينيي الداخل من عرب مسلمين ومسيحيين ودروز.
رغم ان الارهابي نتنياهو وعد الزعماء الروحيين للطائفة الدرزية باعادة النظر بالقانون وان الدروز جزء لا يتجزأ من دولة اسرائيل خاصة وانهم يؤدون الخدمة العسكرية في الجيش الاسرائيلي خلافا للاسرائيليين من اصل عربي الذين لا يلتزمون بالخدمة بالجيش الاسرائيلي ولا يؤدون الخدمة العسكرية …
جلسة الكنيست لم تسفر عن شيء سوى خطابات من اعضاء الكنيست العرب واحزاب المعارضة الاسرائيلية الا ان ذلك لا يعني وقف النضال من اجل الغاء هذا القانون العنصري الذي لا يعرف له التاريخ مثيلا سوى في عهد الابارتياد في جنوب افريقيا ابان سيطرة البيض على مقاليد السلطة وقمع الاغلبية الساحقة من السكان الاصليين السود في هذه الدولة التي تنازعت على استعمارها العديد من القوى الاستعمارية في مقدمتها بريطانيا وهولندا والبرتغال الى ان آل الأمر الى الانجليز الذين كانوا يركزون على المواقع البحرية للتحكم ببحار واساطيل العالم مثل الخليج العربي ومضيق باب المندب وقناة السويس وغيرها من المواقع الهامة بين بحار العالم …
وبقي نظام الامارتياد ساريا في جنوب افريقيا الى ان حقق هذه الدولة استغلالها خالفت هذا النظام الى الابد وعملت على تحقيق المساواة بين السود والبيض.
فلسطينيو الداخل الذين يعيشون في مناطق ١٩٤٨ واحزاب المعارضة الاسرائيلية اتفقوا على مواصلة النضال لالغاء قانون يهودية الدولة والقيام بعدة فعاليات على هذا الصعيد اولها تنظيم مظاهرة حاشدة في تل ابيت الاسبوع المقبل بمشاركة احزاب المعارضة والنقابات المهنية والهيئات المعنية بحقوق الانسان والهيئة العليا للعرب داخل الخط الاخضر رفضا لقانون يهودية الدولة والمطالبة بالحقوق المتساوية بين اليهود وغيرهم من اتباع الديانات الاخرى كالمسلمين والمسيحيين وعدم التمييز على اساس الجنس او اللون او القومية … !!!