العطلة الشتوية.. فرصة ثمينة بحاجة للاستثمار لصالح الطلبة


عبيدات: الأنشطة التي يختارها الطلاب بحرية تسهم بتحقيق أهداف التربية الشاملة
مساد: التوسع في الأنشطة المدرسية الشاملة يجعل تعلم الطلاب ممتعًا وفعّالاً

الأنباط – شذى حتاملة
ونحن على أبواب عطلة الشتاء المدرسية، لا بدَّ من التفكير في استثمار وقت طلابنا بالطريقةِ الفضلى، فإن لم يكن هناك برامج لتعبئة وقتهم سيُهدر ذلك الوقت على مساحاتِ الشاشات الإلكترونية.
الأنشطة المدرسية من الوسائطِ الأساسية المهمة في تعزيز التعلم النشط، فهي تلعب دورًا حيويًا في زيادة فاعلية تعلم الطلاب، وهنا يناشد تربويون المدارس بوضع برامج ترفيهية ثقافية تُعزز هوية الطالب وترسخه في مجتمعه وتبقي نشاطه الذهني حاضرًا ، لتحقيق أكبر فائدة من العطلة.
فعلى المدارس استثمار هذه الفرصة الثمينة لتغيير نظرة الطلابِ التقليدية إلى المدرسة وكسر الروتين التعليمي الجاف، بحسب الخبراء الذين أكدوا أنَّ تنظيم أنشطة تجمع ما بين الترفيه والتعلم خطوة إيجابية نحو توفير بيئة تعليميّة غير تقليديّة، ويمنح الطلبة الفرصة لاكتشاف مواهبهم وتطوير مهاراتهم وهواياتهم في عدة مجالات.
الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات، أكدَّ أن الهدف الأساسي من العطلات هو منح المعلمين والطلبة وأسرهم فرصة للاسترخاء، وهو ما تمَّ تحقيقه عبر التاريخ باستخدام العطلات لهذا الغرض، ومع ذلك فإن فتح المدارس لتنظيم أنشطة خلال هذه العطلة يمكن أن يكون مفيدًا.
وأشار إلى أن تنظيمَ الأنشطة يجب أن يتم وفق شروط محددة، أهمها أن تكون الأنشطة اختيارية وليست إجبارية، وأن تكون ترفيهية ومحببة للطلاب، دون أن تشكل أي ضغط على المعلمين أو تكاليف على الأسر.
وأضاف عبيدات أن الطلاب الذين يشاركون في الأنشطةِ الترفيهية عادة ما يكون تحصيلهم الدراسي أفضل من الذين لا يشاركون، لأنّ هذه الأنشطة تساهم في تعزيزِ تعلمهم وتنمية شخصياتهم من خلال خلق صداقات وعلاقات اجتماعية.
وأشار إلى أن الأنشطة التي يختارها الطلاب بحرية ووفقًا لاهتماماتهم تسهم بشكل كبير في تحقيقِ أهداف التربية الشاملة، حيث تساعد على تغيير نظرة الطلاب تجاه المدرسة وتجعلها بيئة أكثر إيجابية، مما ينعكس على تحصيلهم الأكاديمي وثقتهم بأنفسهم، مشددًا على أهمية أن تكون الأنشطة المقترحة من قبل المدرسة قائمة على رغباتِ الطلاب، وذلك من خلال استبيانات يتم فيها معرفة الأنشطة التي يرغب الطلاب في المشاركة فيها.
من جهته، أكد مدير المركز الوطني لتطوير المناهج سابقًا، الدكتور محمود المساد أن التعليم كان ليكون في أفضل حالاته وأكثر فاعلية إذا توسعنا في الأنشطة المدرسية الشاملة، ففي هذه الحالة، يصبح تعلم الطلاب ممتعًا وفعّالاً، ويحقق جميع أهداف التعلم التي لا يغطيها النظام التعليمي الحالي إلا جزئيًا وبطريقة سطحية، وبالأخص تلك المتعلقة بحفظ المعلومات والحقائق التي تتغير بسرعة.
وبين أن التخطيط الجيد لهذه الأنشطة وتنفيذها بشكل فعال يُسهم في تحقيق أهداف تعلم مرتبطة بشخصيات الطلاب وقيمهم وانتمائهم الوطني، بالإضافة إلى متابعة كل جديد في المجالِ الأكاديمي مع توظيف فعال للتكنولوجيا، وتعزيز مهارات الحياة المتنوعة، لافتًا إلى أن النشاطات المدرسية تشكل مجالاً واسعًا للتعلم النشط في التعليم المدرسي الحديث والمستقبلي.
ولفت المساد إلى أن مفهوم النشاطات أساسي في عمليات التعليم المدرسية ولجميع الطلبة جميعًا على اختلاف أعمارهم، وتنوع مباحثهم الدراسية، حيث يشكل النشاط مدخلاً سهلاً للتعلم الفعال، بما يوفره للطلبة من متعة وجاذبية، تجعلهم أكثر تفاعلاً، وانخراطًا في تفاصيل مهامهم التعليمية.
وأكدَّ أن مضامين هذا المفهوم توزعت على ثلاثِ حزم، أولها نشاطات ترتبط مباشرة بمحتوى التعلم الأكاديمي في كل موقف صفي، وموضوع تعلم، وثانيها، نشاطات مبرمجة تغطي حصتين في برنامج الطلبة المدرسي الأسبوعي، وثالثها، نشاطات مفتوحة تفتحها المدرسة خارج أوقات برنامج الطلبة المدرسي وفقًا لرغبات الطلبة في المجالات المختلفة، التكنولوجية، والفنية، والموسيقية، والعلمية، في مرافق المدرسة، ومجالها وخارج مجالها حيث يلزم.
وأشار المساد إلى أن الأنشطة المدرسية تعد من الوسائط الأساسية والمهمة في تعزيز التعلم النشط، فهي تلعب دورًا حيويًا في زيادة فاعلية تعلم الطلاب، إذ تضمن لهم التفاعل مع تعلم ممتع طوال أوقات الدراسة، سواء داخل أوقات الجدول المدرسي أو خارجه، دون المساس بحقوق الطلاب وأسرهم في الاستمتاع بعطلة مدرسية تحمل أهدافًا تربوية أخرى.
وأشار إلى أنه يمكن الجمع بين الأنشطة المدرسية والعطلة من خلال تكليف الطلاب بمهمات فردية أو جماعية ينجزونها خلال عطلتهم، دون التقيد بالوقت، مما يوفر لهم فرصًا إضافية للتعلم المستقل.