جهود أردنية حثيثة لتدعيم التبادل التجاري مع سوريا
الجغبير: تحركات من القطاع الخاص لتزويد سوريا بالاحتياجات الأساسية
الريماوي: حصة كبيرة بانتظار الصناعات الأردنية من خلال سوريا
الأنباط – مي الكردي
تحدث رئيس غرفة صناعة عمان فتحي الجغبير في حديث خاص لـ "الانباط"، أن هناك تحركات من القطاع الخاص بالتواصل مع الأطراف النظيرة في سوريا لتزويدهم بمختلف الاحتياجات من السلع الأساسية والصناعية المتنوعة، مؤكدًا أن الحكومة تعمل على تهيئة الظروف اللوجستية والسياسية الملائمة لـِ ضمان أمن الشحنات الأردنية المصدرة، تزامنًا مع فتح الحدود السورية الأردنية "معبر جابر" .
وأكد على ضرورة وضع خطط وجهود منسقة بين القطاعين العام والخاص لضمان نجاح التبادل التجاري، والتحرك بشكل سريع خاصة وأن العلاقات السورية السياسية الجديدة منفتحة تمامًا مع الجانب التركي، داعيًا إلى التحرك السريع وعلى مختلف المستويات من حكومة وقطاع خاص لإنشاء تحالفات وتفاهمات تضمن دخول المنتجات الأردنية إلى سوريا.
وأشار الجغبير إلى الجاهزية التي تتمتع بها المصانع الأردنية بمستوى عالٍ من الجودة والمواصفات والقدرات، مما يجعلها مؤهلة لدخول السوق السوري بشكل سريع خاصة في ظل المزايا التنافسية للقطاع الصناعي الأردني للتصدير إلى سوريا في ظل القرب الجغرافي، إضافة إلى توافر القدرات الإنتاجية المتنوعة في الصناعات الغذائية والقطاعات الصناعية، موضحًا توافر قنوات الاتصال ومجموعة من الاستثمارات السورية في الأردن.
بدوره، وصف مستشار قطاع الصناعات الغذائية بغرفة صناعة الأردن باسل الريماوي، العلاقات التجارية مع السوق السوري بأنها لا تختلف مع السوق الأردني، حيث كانت العلاقة التجارية بين الأردن وسوريا والعراق موحدة، مُبينًا أن الأردن كان يصدر العديد من المنتجات الصناعية والزراعية إلى سوريا والعراق.
وأوضح أن العقوبات التي فُرضت على سوريا أحدثت تغيرات تمثلت بـ ارتفاع كُلف الإنتاج والقدرة الشرائية للمواطن السوري، ما أسهم ذلك بفتح الحوار من جديد بين عدد من المصانع السورية مع الأردن بعد الأحداث الأخيرة، مشيرًا إلى أن المصانع تحدثت عن عودة ارتفاع كلف الإنتاج في سوريا في الفترة القادمة والذي بدوره سيشكل فرصة كبيرة للمنتج الصناعي والزراعي الأردني للتصدير إلى سوريا بشكل أقوى.
وأشار الريماوي، إلى خبرة ونوعية الصناعة الأردنية خلال الفترة الماضية أنها حققت تطورًا وإنجازًا كبيرًا وأصبحت أقوى من الصناعة السورية، نافيًا في حديثهِ ما يتم تداوله حول احتمالية غزو المنتجات السورية للسوق الأردني ومنافسة المنتجات الأردنية، مؤكدًا أن خبرة وعلاقة المنتجات الأردنية بالسوق العالمي والأسواق المجاورة ارتفعت ومنحتها مكانة عالية ما سيجهض كل المخاوف المتعلقة بفتح التجارة مع الجانب السوري ومنافسة المنتجات الأردنية.
وبين الريماوي إلى أنه سيكون هناك حصة كبيرة بانتظار أصحاب المصانع والإنتاج الزراعي والغذائي والصناعي الأردني من خلال سوريا، مبينًا أن القطاع التجاري السوري يفتقد إلى عدد من المصانع الأردن يمتلكها، حيث ينتظر التاجر السوري اليوم فتح الأسواق وبناء العلاقات التجارية ليتم تصدير المنتجات الأردنية للسوق السوري.
ولفت إلى أنه لن يكون هناك منافسات في السوق السوري للمنتجات الأردنية مثل تركيا نظرًا لأنها لن تحصل على التسهيلات التي سيحصل عليها الأردن، إضافة الى اتفاقية التجارة الحرة العربية التي كانت تجمع الأردن وسوريا، موضحًا أن تركيا وسوريا لا يوجد بينهما أي علاقات تجارية، وأن السيطرة التي فرضتها تركيا على بعض من المناطق السورية لن يكون لها أثر إيجابي على المستهلك السوري.
وتحدث الريماوي عن اتفاقيات ذات طابع زراعي ونباتي كانت تربط الأردن مع سوريا ولبنان يتم من خلالها التصدير إلى سوريا ثم لبنان، لافتًا إلى عودة المنتج الزراعي النباتي الأردني الى الأسواق السورية ومنها إلى لبنان وتركيا وأوروبا، مؤكدًا عدم وجود معيقات أمام المنتج الأردني، إذ يتشابه ذوق المستهلك السوري مع ذوق المستهلك الأردني، مضيفًا أن اللاجئين السوريين قضوا فترة طويلة داخل الأردن واعتادوا على المنتجات الأردنية وهذا بدوره له أثر إيجابي كبير.