مشروع التخرج الجامعي.. حين يصبح تذكرة لحجز مقعد في سوق العمل
المناصير: أهمية ربط المشاريع بسوق العمل
خورشيد: ضرورة تحسين جودة مشاريع التخرج
زيدان: مشاريع التخرج شهادة عملية تظهر مستوى الطالب
الأنباط – شذى حتاملة
لم يعد مشروع التخرج الجامعي متطلبًا لإنهاء الدراسة فقط، فقد أمسى مدخلاً لسوق العمل وخريطة طريق لحجز مقعد بصفوف القوى العملة.
تطورات علمية متسارعة يشهدها العالم، ما يستدعي اهتماًما أكبر بمشاريع تخرج طلبة الجامعات من خلال التركيز على محتوى المشروع الذي يقدمه الطالب بحيث يكون ابتكارًا جديدًا مستقبليًا، مبتعدًا عن التكرار.
العميد السابق لكلية الإعلام في كلية الخوارزمي الجامعية الدكتور محمد المناصير، يؤكد أن مشاريع التخرج يجب أن تكون وفق استراتيجيات تم إنجازها في الكليات والأقسام الأكاديمية.
وبين ضرورة أن تكون هناك استراتيجية تؤكد أن الطالب قام بالمشروع وفق استراتيجيات الأقسام والكليات الأكاديمية بإنتاج اعمال فريدة وغير مكررة وجديدة، لافتًا إلى أهمية تحسين جودة مشاريع التخرج من خلال عمل دورات عملية للطلبة المسجلين لمادة مشروع تخرج، وإجراء عملية انتاج أعمال أولية للتدرب على إنتاج أعمال فريدة وغير مسبوقة لمشاريع التخرج الحقيقية تحت أشرف أساتذة على معرفة بعمليات الإنتاج من إعداد وكتابة ومونتاج وإخراج وتنفيذ الأعمال.
وأضاف في حديث خاص لـ"الأنباط" أنه يمكن أن نربط المشاريع بسوق العمل من خلال الاعتماد على مادة التدريب العملي وذلك عن طريق قيام الطالب بعمل مشروع تخرج يخدم العمل الذي تدرب عليه ويساعد الجهة التي تدرب فيها لتحسين العمل وبالتالي إيجاد سوق عمل لمثل هؤلاء الخريجين المهنيين والمؤهلين.
من جهته، أوضح أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة الشرق الأوسط، البروفسور كامل خورشيد، إن الجامعات تهتم بشكل كبير بمشاريع التخرج لطلابها، حيث يوجد في كل جامعة لجان مختصة لرعاية هذه المشاريع ومتابعتها لتطويرها وفقًا لنماذج رسمية، موضحًا أن النقطة الأساسية هي أن يكون مشروع التخرج ذا فائدة للمجتمع ومرتبطًا بالواقع العملي، مما يعزز خدمة المجتمع، ولذلك يتم تشجيع الطلاب على اختيار مشاريع جديدة ومبتكرة تجمع بين الإبداع والتنوع.
وأضاف أن الجامعات تسعى جاهدة لتوفير بيئة أكاديمية وتعليمية تسهم في إنتاج مشاريع يكون الطلاب هم أصحابها، وليس مكاتب أو جهات خارجية، مشيرًا إلى أن الجامعات تركز على تطوير معارف الطلاب ومتابعة المخرجات التعليمية للمقررات الدراسية، في هذا السياق أوضح أن جامعة الشرق الأوسط من خلال مركز التدريب لا تمنح شهادة التخرج إلا بعد إتمام الطلاب 22 ورشة ودورة تدريبية متخصصة في الإعلام الرقمي، الذكاء الاصطناعي، والبحث العلمي.
وشدد خورشيد على أهمية تحسين جودة مشاريع التخرج لتكون ذات نوعية تعكس رؤية ورسالة الجامعة، وضرورة تعميق المهارات الإبداعية للطلاب وتشجيعهم على الابتكار، مؤكدًا أن هذه المشاريع قد تتحول في المستقبل إلى مشاريع كبيرة، حيث يجب أن تهتم الجامعات بتعليم الطلاب التفكير النقدي من خلال إلمامهم بقواعد البحث العلمي، مما يسهم في بناء قاعدة بيانات معرفية داخل الجامعة ، إضافة إلى ضرورة ربط مشاريع التخرج باحتياجات سوق العمل، مما يشكل حافزًا للخريجين للالتحاق بوظائف تتناسب مع مهاراتهم.
بدوها، أكدت أستاذة الصحافة والإعلام في جامعة البلقاء الدكتورة ربى زيدان، أن كل جامعة تضع خططًا واستراتيجيات خاصة بها، وفي جامعة البلقاء يتم التركيز على ربط مشاريع التخرج ارتباطًا وثيقًا بالتخصص، بحيث يتم توجيه الطلاب لإنتاج فيديوهات تعكس ما تعلموه وتطبيقه على أرض الواقع.
وأضافت أنه ولتحسين جودة مشاريع التخرج، يجب أن يتعاون الأستاذ الجامعي مع الطلاب مسبقًا لتقييم قدراتهم وإرشادهم نحو إنتاج مشروع يتناسب مع إمكانياتهم، حيث يجب وضع معايير دقيقة لتقييم مشاريع التخرج، مما يشجع الطلاب على تقديم مشاريع عالية الجودة.
وأشارت زيدان إلى أن مشاريع التخرج تعد بمثابة شهادة عملية تظهر مستوى أداء الطالب، كما تساهم في اكتساب الطالب خبرة عملية والتنسيق مع الجهات الخارجية لتسويق أفكارهم ، لافتة إلى أنه يمكن ربط مشاريع التخرج بسوق العمل من خلال اختيار أفكار مبتكرة، حيث يجب على الطلاب إجراء بحث معمق قبل اختيار فكرة المشروع لضمان إضافة قيمة للمجتمع.
وفي هذا السياق، لفتت زيدان إلى إمكانية التعاون بين الجامعات والمجتمع من خلال التنسيق مع رؤساء التحرير لتحديد المواضيع والأفكار التي يمكن للطلاب العمل عليها.