انطلاق المنتدى الأول للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في البترا لتعزيز الاقتصاد الوطني


لأنباط - صلاح أبو الغنم

البترا - أكد وزير الصناعة والتجارة والتموين، يعرب القضاة، أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تمثل الحل الأمثل لنمو ونهضة الاقتصاد الوطني ومعالجة مشكلتي الفقر والبطالة.

وقال القضاة، خلال رعايته اليوم أعمال المنتدى الأول للمشاريع الناشئة والصغيرة والمتوسطة في مدينة البترا، إن لهذه المشاريع دوراً مهماً في نمو واستمرار عجلة الحياة الاقتصادية وتطورها.

وأوضح القضاة، خلال المنتدى الذي تنظمه المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية بالتعاون مع سلطة إقليم البترا، أن البرامج والمنح التي تقدمها الحكومة للمشاريع الاقتصادية تُعد دعماً مهماً لتوفير التمويل لهذه المشاريع وتمكينها من الانطلاق إلى مستويات أكبر.

وعبّر القضاة عن أمله بأن يسهم المنتدى في الخروج بتوصيات تكون خطة عمل للوزارة وللمؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية (جدكو)، بحيث يتم تقديم قيمة حقيقية لهذه المشاريع.

وأشار القضاة إلى أن مدينة البترا، رغم الظروف التي مرت بها جراء تراجع النشاط السياحي، إلا أنها بسواعد أبنائها مستمرة وتشهد إقامة مشاريع جديدة.

من جانبه، قال المدير التنفيذي للمؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية، عبد الفتاح الكايد، إن فكرة المنتدى جاءت من خلال رؤية التحديث الاقتصادي، التي وضعت العديد من المحاور لدعم وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المملكة.

وأضاف الكايد أن المنتدى يهدف إلى مناقشة التحديات المتعلقة بالتشريعات والأنظمة، بالإضافة إلى طرق التمويل والاستثمار الممكنة لدعم وتطوير قدرات المشاريع الناشئة والصغيرة والمتوسطة لتوفير بيئة حاضنة تساعدها على التطور والنمو.

وأوضح الكايد أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تشكل أكثر من 95% من الاقتصاد الوطني، مشدداً على أهمية تكثيف الجهود والعمل المشترك لتحقيق الأهداف المرجوة في دعم وتطوير هذه المشاريع.

وأشار إلى أن اختيار البترا لإقامة المنتدى الأول للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، بالتعاون مع سلطة إقليم البترا، جاء بهدف تعزيز سياحة المؤتمرات في المدينة، التي شهدت تراجعاً كبيراً في عدد السياح خلال السنة الأخيرة، ما أثر على مختلف القطاعات الاقتصادية فيها.

من جهته، أكد رئيس مجلس المفوضين في سلطة إقليم البترا السياحي، الدكتور فارس البريزات، أهمية عقد مثل هذه المنتديات في المدينة لدعم القطاع السياحي، الذي عانى كثيراً بسبب الحرب على قطاع غزة، ما تسبب بخسائر للقطاع منذ بداية العام وحتى أمس بنسبة 75% من الزوار الأجانب مقارنة بالعام الماضي.

وأشار البريزات إلى أن تداعيات الحرب على غزة انعكست بشكل كبير على المنشآت السياحية والتشغيل ومزودي الخدمات، سواء كانت الفنادق والمطاعم أو محال بيع التحف، وغيرها من القطاعات الأخرى، نتيجة ضعف السياحة الأجنبية.

وأعرب عن أمله بأن تشهد مدينة البترا إقامة المزيد من الفعاليات لتعزيز سياحة المؤتمرات في المدينة، التي تضم 3700 غرفة فندقية.

وأضاف أن السلطة، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، أطلقت العديد من البرامج، مثل "أردننا جنة"، للتخفيف من الأزمة التي يعاني منها قطاع الفنادق والمطاعم، إلا أن ذلك لا يكفي لاستدامة هذه المؤسسات وتشغيل العاملين فيها.

ولفت إلى وجود 1400 غرفة فندقية قيد الإنشاء حالياً، مشيراً إلى أن معظم المنشآت السياحية في مدينة البترا يمتلكها أبناء المجتمع المحلي، ما يعكس الحرص على نمو وتطور المدينة رغم التحديات التي تواجهها.

وشهد المنتدى، الذي حضرته وزيرة السياحة والآثار، لينا عناب، ورئيس غرفة تجارة الأردن، خليل الحاج توفيق، مشاركة واسعة من أصحاب الخبرة والقرار في هذا المجال، إضافة إلى الأطراف المعنية بدعم وتنفيذ التشريعات وعدد كبير من الهيئات والبرامج الداعمة لهذه الشركات.

وسيُركز المنتدى، الذي يعقد على مدى يومين، على مناقشة الفرص المتاحة لتحسين البيئة التشريعية والتمويلية لهذه الشركات، والخروج بتوصيات تهدف إلى تنظيم القطاع وزيادة مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي.

كما سيمنح المنتدى "جائزة الريادة لعام 2024" لأفضل مشروع، ضمن عدد من قصص النجاح للمشاريع الريادية المستفيدة من برامج المؤسسة خلال السنوات الأخيرة.