الفايز يؤكد ضرورة اهتمام معهد العالم العربي في باريس بتسليط الضوء على قضايا المنطقة
أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، ضرورة اهتمام معهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية باريس في قضايا الشرق الأوسط المتعلقة بانعكاس الصراعات والأزمات، التي تعصف فيه على التعليم بمختلف مراحله.
وبحسب بيان لمجلس الأعيان اليوم الأربعاء. جاء ذلك خلال زيارة أجراها الفايز إلى المعهد ولقائه رئيس المعهد جاك لانغ، بحضور الأعيان سلامه حماد، وهيفاء النجار، ورئيس لجنة الصداقة البرلمانية الأردنية الفرنسية عيسى مراد، والسفيرة الأردنية في باريس لينا الحديد.
وقال الفايز إن صراعات المنطقة خلفت عشرات الآلاف من النازحين واللاجئين، وأدت إلى حرمان عشرات الآلاف منهم من متابعة تعليمهم، وتركتهم الصراعات فريسة للجهل والفقر والتشرد والجريمة.
وأشاد بدور معهد العالم العربي في نشر اللغة العربية في فرنسا وعموم الاتحاد الأوروبي، ودوره في التعريف بالثقافة والحضارة العربية وقيمها الروحية والإنسانية، إضافة إلى دوره في تعزيز حوار الثقافات والحضارات والبناء على القواسم المشتركة بين مختلف الشعوب.
وطالب الفايز بضرورة أن يكون للمعهد دور أكبر في تعريف المجتمع الفرنسي والأوروبي بشكل عام بدور الحضارة العربية في نشر العلم والمعرفة ومختلف العلوم الطبية والإنسانية وعلوم الفلك والرياضيات في أوروبا، إضافة إلى توضيح حقيقة الإسلام القائم على الاعتدال والوسطية، والتأكيد على أن القيم الإسلامية التي تدعو إلى المحبة والتسامح وقبول الآخر واحترام الديانات السماوية.
وبيّن أن الأردن وفرنسا يرتبطان بعلاقات متميزة بمختلف المجالات، وهي علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك، وبما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين، مؤكدًا حرص الأردن على تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها بمختلف المجالات، وخاصة البرلمانية والسياسية والثقافية.
وأشار إلى أن هناك لقاءات واتصالات متواصلة بين جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إطار حرصهما على تعزيز العلاقات الثنائية، والتنسيق والتشاور حول مختلف قضايا المنطقة، وضرورة عودة الأمن والاستقرار لها، إضافة إلى التأكيد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وتمكين المساعدات الإنسانية من الدخول للقطاع.
من جانبه، أشاد رئيس معهد العالم العربي بجهود جلالة الملك عبدالله الثاني من أجل إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة ومساعي جلالة الملك المتواصلة لوقف العدوان الإسرائيلي وكسر الحصار المفروض على سكان غزة وتمكين المساعدات الإنسانية من دخول القطاع.
وقال إن المعهد يقوم بنقل معاناة الشعب الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي إلى المجتمع الفرنسي والأوروبي عموما من خلال دعم إقامة المعارض الفنية والندوات والأنشطة الثقافية المختلفة.
وبين لانغ أن المعهد حريص على تعزيز حضور اللغة العربية في فرنسا وتوضيح دور الحضارة العربية في مختلف مجالات العلوم، مؤكدًا أن دورا كبيرا للمعهد في نقل حقيقة الصراعات في منطقة الشرق الأوسط.
وفي إطار الزيارة الرسمية، عقد الأعيان المرافقين لرئيس المجلس، عدة لقاءات منفصلة، مع رئيس لجنة العلاقات الأوروبية في مجلس الشيوخ الفرنسي، ورئيس وأعضاء لجنة الصداقة البرلمانية الفرنسية الأردنية، ومسؤولة وكالة التنمية الفرنسية.
وبحثت اللقاءات العلاقات الأردنية الفرنسية وسبل تعزيزها، إضافة بحث القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، وفي مقدمها القضية الفلسطينية وضرورة إيجاد الحل العادل لها، وفق قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين باعتباره الحل الوحيد الذي يمكّن من عودة الأمن والاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط.
وأشاد الأعيان بالعلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك، وبما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين، مستعرضين التحديات الاقتصادية التي تواجه الأردن بسبب الأوضاع المحيطة به، وتداعيات العدوان الإسرائيلي وسياسات إسرائيل التوسعية.
وبينوا أن الأردن وبسبب الأزمة السورية وحدها يستقبل على أرضه مليون و300 ألف لاجئ سوري، ويتحمل لوحده حوالي 80 بالمئة من تكاليف استضافتهم، بعد أن تخلى المجتمع الدولي عن تعهداته بدعم اللاجئين في الأردن.
وطالب الأعيان بضرورة التزام المجتمع الدولي، بخطة الاستجابة التي وضعتها الحكومة بالتعاون مع الشركاء الدوليين لدعم اللاجئين السوريين في الأردن.
ولفتوا إلى أن الأردن يتمتع ببيئة استثمارية جاذبة، ويمتلك كافة المقومات اللازمة للاستثمار الناجح، كما يعد نموذجياً لإقامة المشاريع الاستثمارية، لما يتمتع به من بيئة آمنة ومستقرة، وأن الأردن ومن خلال قانون الاستثمار والتشريعات الضامنة للاستثمار الأمن، فهو يقدم حوافز وتسهيلات كبيرة للمستثمرين في مختلف القطاعات، خاصة في المناطق التنموية والمدن الصناعية، والمناطق الحرة المنتشرة في المملكة.
وأضاف الأعيان أن الأردن يتطلع إلى المزيد من الاستثمارات الفرنسية في الأردن، مؤكدين استعداد الأردن لتقديم التسهيلات التي من شأنها الإسهام في تنفيذ المشاريع الاستثمارية الفرنسية.
ودعوا الشركات والمستثمرين الفرنسيين للاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبيرة في الأردن، ذات القيمة المضافة العالية بمختلف القطاعات الإقتصادية، خاصة في مجالات الاقتصاد الرقمي، وقطاعات النقل وبناء سكك الحديد، إضافة إلى فرص الاستثمار في القطاع السياحي ومشاريع تحلية المياة وشبكات الصرف الصحي، وإقامة السدود المائية والترابية والبحث والتنقيب عن النفط والغاز واليورانيوم، إلى جانب أهمية تفعيل الاتفاقيات الثنائية الهادفة إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
بدورهم، أكد المسؤولون الفرنسيون أهمية الدور الأردني، الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني، من أجل إنهاء مختلف الأزمات في منطقة الشرق الأوسط وتعزيز الأمن والاستقرار فيها، وأهمية الدور الذي يقوم به الأردن باعتباره فاعلاً في صنع السلام ودولة محورية في المنطقة.
وأشاروا إلى أن فرنسا تعتبر الأردن واحدة من أقرب الدول الصديقة لها، ولدى البلدين تاريخ طويل من العلاقات الثنائية القائمة على الاحترام المتبادل وخدمة المصالح المشتركة، وتتجلى قوة العلاقة بين الطرفين في العديد من المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأكدوا ضرورة دعم جهود الأردن من أجل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية.
وتحدثوا عن استمرار فرنسا بتعزيز وتنمية الشراكة الاستراتيجية، إضافة إلى أهمية مواصلة التشاور والتنسيق مع الأردن لدعم استقرار المنطقة، لافتين إلى أن بلادهم مهتمة في زيادة استثماراتها في الأردن وتنويع هذه الاستثمارات وخاصة في مجال تحلية المياه.
كما التقى الوفد الأردني عددا من ممثلي النقابة العامة للأدلاء السياحين لرياضة تسلق الجبال، مطالبين النقابة الفرنسية بإقامة مدرسة تدريب في الأردن، لتدريب الأدلاء السياحين على رياضة تسلق الجبال، وهو ما تعهدت به النقابة الفرنسية.
وعلى هامش الزياره الرسمية زار الأعيان عددا من الشركات الفرنسية التي لها علاقة في صناعة القطارات السريعة وبناء محطات السكك الحديدية والتطوير العقاري، وعرضوا المشاريع التي ينوي الأردن تنفيذها في هذه القطاعات.
ودعوا الشركات الفرنسية إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي يوفرها الأردن بمختلف القطاعات ذات الجدوى الاقتصادية والاستثمارية الكبيرة.