بلدية سحاب تقود مرحلة غير مسبوقة من التميز والعطاء
المحارمة ل"الانباط": التحدي المالي عقبة ولكن الأهم الكوادر وقدرتهم على التحدي
سحاب تحتضن أكبر مدينتين اقتصاديتين وصناعيتين بالمملكة
الأنباط - رزان السيد
شهدت مدينة سحاب تطورًا حضاريًا وصناعيًا واسعًا جدًا في العقود الأخيرة، وكانت لبلدية سحاب بصمة خاصة في الجهود المبذولة، برئاسة الدكتور عباس المحارمة، اليوم تقود البلدية مرحلة من التميز والعطاء غير مسبوقة وأصبحت مثل لباقي البلديات، ودائمًا ما تبحث البلدية عن التميز والاستدامة، وهذا ما تم رصده ولمسه من قبل المواطنين في المنطقة.
وفي مقابلة حصرية لـ"الأنباط"، قال رئيس بلدية سحاب، الدكتور عباس المحارمة، إنَّ مدينة سحاب تحتضن أكبر مدينتين اقتصاديتين وصناعيتين في الأردن، وهما مدينة الملك عبدالله الثاني الصناعية ومدينة التجمعات، ومدينة الملك عبدالله الثاني الصناعية أنشأت بقانون خاص، بالتالي أخذت جانبا كبيرا من أراضي سحاب، دون أن تعود بأي منفعة على بلديات سحاب.
وأكد الدكتور المحارمة أنَّ رئيس البلدية قبل 10 سنوات وأكثر كان مختلفًا عن رئيس البلدية في الوقت الحالي، حيث أنَّ موضوعه مختلف ووقايته مختلفة ووجوده لأغراض مختلفة، وذلك بسبب اختلاف الثقافات وتغيير أنماط الحياة، فكان رئيس البلدية سابقًا يمثّل واجهة عشائرية أو شخصية، أمّا اليوم فرئيس البلدية يجلس بين المواطنين والعمال، لذا يجب على رئيس البلدية أنَّ يتطوّر مع تطورات الحياة.
وبين أنَّ رئيس البلدية هو قائد، ولا بد لهذا القائد أن يعالج الأزمات المختلفة التي يمكن أن تمر بها البلد، مشيرًا أنَّه منذ استلامه رئيسًا للبلدية من عام 2013 ولغاية اللحظة كان حمله كبيرًا ومسؤوليته أكبر مبينا ان تسلمه رئاسة البلدية ل ٣ مرات متتالية تشير إلى الثقة التي يوليها ابناء المدينة له، وأكد أنَّه راضٍ عن الجهد الذي تقوم به البلدية رغم العبء الكبير، لكنّه على قدرٍ من هذه المسؤولية، موضحا ان كان للإعلام دورًا كبيرًا في تسليط الضوء على الجانب السلبي فقط في المدينة، من هنا بدأت مرحلة التغيير منذ عام 2013.
"بالحب والتحدي".. هكذا وصف الدكتور المحارمة إنجازات البلدية، إذ قال أنه وفي الوقت الذي تعاني منه البلديات من الضائقة المالية والأوضاع الاقتصادية الصعبة، لا شك بأن إنشاء أطول وأضخم ممشى للعائلات في المملكة تحد كبير، مؤكدًا أن الموارد المالية ليست هي المهمة، فالأهم هي الكوادر، والرغبة والإرادة التي خلقت عند الشباب.
وتابع، أنه تم إنشاء الممشى بالتعاون مع القطاع الخاص، وهذا ما أشار اليه جلالة الملك عبدالله الثاني بخطاباته مؤخرًا، بتعزيز العلاقات بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص، مشيرًا إلى أن الممشى أصبح محجًا لكل الناس، والذي سيتم افتتاحه رسميًا يوم الأربعاء 11-12-2024، ومن المتوقع حضور الآلاف، ويعتبر الممشى متعدد الأغراض، إذ يمكن أن يمارس فيه المواطنين رياضة المشي، وركوب الدراجات الهوائية، إذ أن هناك مسارًا مخصصًا للدراجات.
كما أضاف بأن الممشى يحتوي على مدرج والذي يمكن استغلاله لإقامة الورشات، ويمكن استغلاله من قبل المدراس والطلبة، وأيضًا يمكن أن يقام به احتفاليات وطنية، وسيتوفر في المدرج شاشة ضخمة يمكن استخدامها للعروض التقديمية، ولعرض المباريات أيضًا.
وبين المحارمة أن الممشى يوفر مساحة خاصة، والتي سيقام فيها بازارات نسائية ومشاريع إنتاجية، والذي سيستمر طوال أيام السنة، والذي سينعكس مردوده على المواطنين الذين سيعرضون منتجاتهم وأعمالهم، وهذا يعتبر من المشاريع الريادية التي يمكن أن يشار اليها في مدينة سحاب.
وأوضح المحارمة أن مدينة سحاب تعاني من الاكتظاظ السكاني، خاصة بعد اللجوء السوري الى المدينة، وأن المدينة بأكملها تتواجد فيها حديقة واحدة وتعتبر صغيرة نوعًا ما، وعند افتتاح الحديقة حضر أعداد كبيرة جدًا، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مكان أكبر يضم أعداد أكبر ويوفر خدمات أفضل للمواطنين، لذا حاولت البلدية أن تلبي رغبات المواطنين في هذا الممشى، والذي يعتبر خطوة بالاتجاه الصحيح، وسيتبعها خطوات أخرى من التطور والتقدم والنجاح.
وأكد أن الممشى يعكس صورة حضارية عن مدينة سحاب، إذ أنه آمنًا للعائلات ومغطى بأكمله بكاميرات المراقبة، كما أنه سيوفر لأبناء المدينة مكانًا لاستقبال أصدقائهم من أماكن أخرى، ليس كالسابق يضطر الشاب أن يذهب لمدينة أخرى لكي يجلس مع أصدقائه، كما أن شارع الأمير حسن أقدم شارع في المدينة، هو شارع أثري وسياحي، بالتالي يتم خلق أجواء بإمكانها أن تزيد نسبة ثقة الشباب لأنفسهم ولمدينتهم، موضحًا أن علاقته مع أبناء المنطقة والعاملين في البلدية هي علاقة صداقة، وأنهم فريق واحد، وهذا هو سر النجاح في المدينة.
وأضاف أن المواطنين دائمًا يرون النتائج، لكنهم لا يرون التحديات والمعاناة التي تواجه البلدية في تلبية أي مطلب أو أي مشروع، مؤكدًا أنه في بعض الأحيان اضطر للبقاء مستيقظًا لليوم التالي حتى يتابع سير العمل في إنشاء المشاريع، وهذا ما لا يراه المواطنون، عدا عن الوقت الذي يداهمهم، وقلة الدعم المادي.
وأوضح أن التحدي الأكبر الذي تواجهه البلديات هو التحدي المالي تحديدًا، قائلاً:" اليوم غير مقبول من قبل الناس اللي حطوك هون تقولهم يا جماعة عشان تكونوا بالصورة ما في مصاري"، لأنك قائدًا ويجيب أن تدير الأزمة، وأكد بأن البلدية لا تعاني من مديونية، لكن الإيرادات التي تخصص للبلدية تصرف على الرواتب، وعلى النفايات بأعداد كبيرة، إذ أوضح بأن إزالة النفايات يوميًا بكمية تبلغ 120 طن، بتكلفة 50 دينار للطن الواحد، وهذا يعني أن نصف الموازنة تخصص للنفايات.
وأضاف أنه لا يتم الاعتماد على إيرادات البلدية لإنشاء المشاريع ولتطوير المدينة، بل تم تعزيز العلاقات مع العديد من الجهات المانحة، وإقامة توأمات وآخرها توأمة مع بلدية بازل في سويسرا، كما أن شارع الأمير
حسن ممولاً من البنك الدولي، مبينًا أنه على علاقة مميزة بالجهات المانحة والبلديات عبر العالم كونه عضو في هذه الشبكة الكبيرة كأول رئيس بلدية بالشرق الأوسط، لذا استطاع المحارمة أن يقوم بإيصال المسجات والتحديات، بالتالي حصل على دعم كبير منذ عام 2015 للآن، لإقامة المشاريع.
وأوضح بأن المواطنين غالبا ما ينظرون الى المسؤول أنه سيأخذ جزءًا من المنح والدعم المالي " لجيبه"، مؤكدًا أن كافة المنح والدعم الذي يخصص للبلدية يتم فيه إنشاء المشاريع، وفي ظل الضائقة المالية التي يعيشها المواطنون، استطاع المحارمة أن يحافظ على صندوق البلدية بعدم استخدام المال المخصص له، والذي يعتبر أنه مخصصًا للمواطنين ولأهالي المنطقة.
وتابع بأن البلدية دائمًا ما تبحث عن التميز، إذ حصلت بلدية سحاب على جائزة الملك عبدالله الثاني للتميز للبلديات، وأكد أنهم مستمرين بالعطاء، وأنهم في مدينة سحاب "واقعيين"، مشيرًا أنه ابن المنطقة ويعيش بينهم، يعرفهم ويعرفونه، ويثقون أنه إذا وعد .. يفي بوعده.
وأشار إلى أنه على علاقة تواصل دائمة بكافة مكونات المجتمع، إذ أنه تبنى ذوي الإعاقة، والقطاع التعليمي ضمن قدرة البلدية وموازنتها، مؤكدًا أنه يحب أن يتم البحث عن كيفية إنشاء المشاريع، وليس أن نبحث عن وظيفة فحسب، ولأجل هذا تم التعاون مع المنظمة الفنلندية، وتم خلق 50 مشروعًا صغيرًا، "مايكرو بروجكت"، وهي عبارة عن مشاريع منزلية ومشاريع إنتاجية ومشاريع تجارية بالوقت ذاته.
كما أوضح بأن رئيس البلدية مهم، نظرًا لأنه على تواصل مباشر مع المواطنين وأبناء المنطقة، ويعرف نقاط القوة والضعف التي تواجهها البلدية، ويعرف احتياجات أبناء المنطقة، مثلاً: لا يستطيع أن يرفع أسعار الوقود في فصل الشتاء.
وأكد المحارمة أنه يبحث عن شيء ذي معنى وأكبر من موضوع المادة، وأن المطلب الأساسي لرئيس البلدية دائمًا هو المادة، موضحًا أنه يبحث عن الإيمان، الرغبة، والإستقلالية، وأشار إلى أن مطلبه الأساسي من الحكومة هو أن تترك البلديات، نظرًا لأنها وصلت اليوم موازنة المديونية لوزارة البلديات المحلية 600 مليون دينار، وهذا شيئ غير مسبوق ورقم كبير جدًا.
وقال: "أنا ما بطلب دعم من الحكومة الآن حقوق البلديات تنعطى في وقتها وعطيها شوية صلاحيات"، مضيفًا بأن تقوم الحكومة بأعمالها كرقابة، ولكن يجب أن يترك رئيس البلدية "على راحته" لأنه أقرب للمواطنين، وأكد بأن علاقته مع أبناء سحاب تتجاوز "قصة المصاري".
وتابع، بأن كل رئيس بلدية يجب أن يسأل نفسه عن دوره، هل هو استلم المنصب للمظاهر الشخصية؟ أم أنه عنده طاقة ورغبة بالتغيير والتأثير؟ فاليوم رئيس البلدية صاحب رسالة، ورغم التعب والألم والتحدي، إلا أن هناك متعة في الإنجاز لا تضاهيها أي متعة أخرى.
ويذكر أن مدينة سحاب مساحتها تقريبًا 12.6 كم، وعدد سكانها يصل الى 240 الآف، وهذا رقم مهول جدًا ومؤشر أن هناك ازدياد غير منضبط في عدد السكان.