كيف تؤثر مستحضرات العناية الشخصية على جودة الهواء؟
كشف فريق من الباحثين في معهد إيكول بوليتكنيك الفيدرالي بلوزان (EPFL) في سويسرا عن نتائج دراسة جديدة تسلط الضوء على التأثير البيئي لمستحضرات العناية الشخصية، مثل مزيلات العرق، العطور، وملطفات الشعر.
أشارت الدراسة إلى أن استخدام هذه المنتجات قد يساهم في تلوث الهواء الداخلي بدرجة يمكن مقارنتها بالتلوث الذي تشهده المدن الكبرى المزدحمة.
تأثير المركبات العضوية المتطايرة على الصحة تعتمد مستحضرات العناية الشخصية على مركبات كيميائية متنوعة تُعرف بـ المركبات العضوية المتطايرة (VOCs)، والتي تُستخدم لتحسين الرائحة، منع التعرق، وترطيب البشرة.
ورغم أن هذه المركبات تُعتبر آمنة عند استخدامها بتركيزات منخفضة، إلا أن تفاعلها مع ملوثات بيئية داخلية، مثل الأوزون، يمكن أن يؤدي إلى إنتاج جسيمات دقيقة تحمل مخاطر صحية محتملة.
التفاعل الكيميائي بين الأوزون ومستحضرات العناية الشخصية
تأثير مستحضرات العناية الشخصية على جودة الهواء
تكمن المشكلة الرئيسية في التفاعل الكيميائي بين الأوزون (O₃) والمركبات العضوية المتطايرة المنبعثة من مستحضرات العناية الشخصية.
حتى في البيئات الداخلية التي تبدو خالية من مصادر الأوزون، مثل الطابعات أو أجهزة تنقية الهواء، يمكن أن ينشأ الأوزون نتيجة دخول الملوثات الخارجية إلى الأماكن المغلقة عبر النوافذ أو أنظمة التهوية وتفاعلها مع أشعة الشمس.
هذا التفاعل ينتج عنه جسيمات دقيقة تؤدي إلى انخفاض جودة الهواء الداخلي، مما يعزز مخاطر الإصابة بمشكلات صحية مثل أمراض الجهاز التنفسي والقلب.
تفاصيل دراسة منتجات مستحضرات العناية
أجرى الباحثون تجارب محاكاة بيئية باستخدام مجموعة متنوعة من منتجات العناية الشخصية، شملت:
مزيلات العرق بالرذاذ.
كريمات اليد.
مزيلات العرق رول أون.
العطور.
رذاذ الشامبو الجاف.
تمت إضافة الأوزون بمعدل يتراوح بين 35 إلى 40 جزءًا في البليون (ppb) في بيئة مغلقة لدراسة التفاعلات الناتجة بين الأوزون والمركبات العضوية المتطايرة. وتوصلت الدراسة إلى:
أدت معظم المنتجات المستخدمة إلى تكوين سحابة من الجسيمات الدقيقة.
كان معدل نمو الجسيمات أعلى من المعدلات المعتادة لتلوث الهواء في المناطق الحضرية والريفية.
الاستثناء الوحيد كان مزيل العرق رول أون، الذي لم ينتج عنه تفاعل يؤدي إلى زيادة الجسيمات.
نتائج الدارسة: مدى تأثير منتجات العناية الشخصية على الصحة
تشير نتائج الدراسة إلى أن مستحضرات العناية الشخصية قد تكون مصدرًا غير متوقع لتلوث الهواء الداخلي، مما يستدعي المزيد من البحث والاهتمام من الهيئات التنظيمية الصحية والبيئية.
كما يمكن أن تشكل هذه النتائج دعوة للمستهلكين لاختيار منتجات أقل تأثيرًا على البيئة وصحة الإنسان، مثل المنتجات الخالية من المركبات العضوية المتطايرة أو تلك ذات المكونات الطبيعية.