لا شرقية و لا غربية، موسم الزيتونة المباركة في الأردن
عمرو خصاونه
"لا شرقية و لا غربية يكاد زيتها يضيئ و لو لم تمسسه نار نور على نور" صدق الله العظيم، الزيتون هذه الشجرة التي بارك الله بها في كتابه الكريم، و ذكرها أكثر من مرة لتكون إحدى المعجزات الإلهية التي يراها البشر في الحياة الدنيا، مهتدين بزيتها إلى ما فيه الفوائد و العبر فشبه الله زيتها في القران الكريم قائلا "مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب ذري يوقد من شجرة مباركة زيتونة..."، فما هي أهميتها و ما هو تاريخ الزيتون في الاردن و ما هي دلالات الأرقام المتعلقة بهذه الشجرة في الأردن.
ذكر الزيتون 6 مرات في القران الكريم مباشرة و مرة واحدة بطريقة مبهمة و إن دل ذلك على شيئ فهو يدل على تفضيل الله سبحانه و تعالى لهذه الشجرة على غيرها من الأشجار، فالشجر فيه حياة و هو مخلوق مثله مثل سائر المخلوقات و له عمر محدد و وقت للنهاية و الموت، و ليس كل الأشجار متساويين في التفضيل، فبعضهم تم تقديمه على الأخر و بعض الأشجار تم ذكرها في القرآن وبعضها لم يتم ذكره، فالزيتون كثير الفائدة في زيته و حبه و طبابته و حطبه، لما تم ذكره سابقا يزرع في الأردن بكثرة.
حيث أن متخصصون يقولون أن شجرة الزيتون في الأردن يعود تاريخها إلى نحو 5400 عام قبل الميلاد، و أن موطنها الأصلي هو شرق المتوسط و تحديدا بلاد الشام (الأردن، فلسطين، لبنان، سوريا)، مع أن بعض الدراسات تقول أنها زرعت لأول مرة في اليونان.
و يعتبر الزيتون رمز من رموز الهوية الأردنية حيث أنه يزرع بكثرة في الأردن لعلم الناس بفوائده الكثيرة و لأنه طويل العمر و قليل الحاجة إلى الماء، و في الأردن عدد كبير من أشجار الزيتون المعمر القديم فمثلا في قرية تبنة في محافظة إربد هنالك ما يزيد على 15 ألف شجرة زيتون معمر، على الحكومة الأردنية الإهتمام الشديد بها و حمايتها من الإندثار و الإنقراض.
و تبلغ المساحة المزروعة بأشجاز الزيتون في الأردن حوالي 570 ألف دونم هذه المساحة تعادل 20 بالمائة من المساحة الكلية المزروعة في الاردن و حوالي 72 بالمائة من المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة و يوجد في الأردن أكثر من 11 مليون شجرة زيتون حسب تصريحات وزير الزراعة سابقا.
و تعتبر المملكة من أكبر 10 دول منتجة لهذه المادة في العالم و تكون إسبانيا في المركز الأول من حيث إنتاج الزيتون و من المهم أيضا معرفة أن زراعة الزيتون تعتبر المصدر المعيل لأكثر من 80 ألف عائلة في الأردن و توفر لهم دخلا جيدا.
إذا فأهمية الزيتون تبدو واضحة للعيان لذكره في القران الكريم أكثر من مرة و في أكثر من موضع ففضله الله سبحانه و تعالى على أشجار أخرى و فضل أشجار أخرى عليه مع الإحتفاظ بمركزها كشجرة مباركة، و يحتوي الأردن على عدد كبير من أشجار الزيتون المعمرة التي يزيد عمرها عن 500 عام و التي يجب الحفاظ عليها لأهميتها التاريخية مثل الأشجار الموجودة في قرية تبنة في محافظة إربد، و يجب أن يكون هنالك مراكز متخصصة فقط بالأبحاث على هذه الشجرة لزيادة المدخول الإقتصادي المتأتي منها في الأردن و التشجيع على زراعتها أكثر أملا في أن يتقدم مركز الاردن عالميا من حيث عدد الأشجار المزروعة نسبة إلى دول أخرى في العالم.